إرهاب آل سعود يفكّك المملكة من الداخل ويستعدي الخارج
لا حدود تؤطر الإرهاب السعودي، وهو إرهاب يحمل المعنى الكامل المتجسد واقعاً وأفعالاً ربما لم تعد صفة الإرهاب كافيةً لاحتوائه، وبحسب مراقبين فإن الإرهاب صفة متجذرة في سلالة الأسرة الحاكمة في المملكة، لكن الحكام كانوا يغطون ذلك بالكثير من الأقنعة التي جعلت العالم يرى المملكة راعية للسلام وقائدة للأعمال الإنسانية في الشعوب والبلدان الفقيرة،
إلا أن الأقنعة بدأت بالتساقط تباعاً منذ صعد ولي العهد محمد بن سلمان إلى الحكم، حيث بدأ العالم يرى الوجه الحقيقي للمملكة، سواء في حربها على اليمن أو دعمها للنزاعات في بلدان أخرى، والأهم من ذلك التنكيل الذي تمارسه سلطاتها بحق المعارضين والناشطين داخل أراضيها.
منذ وقت مبكر وفي بدايات طفرتها النفطية التي أدرت عليها الأموال الطائلة؛ بدأت سلطات النظام السعودي تدعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية بالأموال وتسهيل حصولها على الأسلحة، وكانت تلك مرحلة ثانية من الدعم على اعتبار أن المرحلة الأولى بدأت بإعداد وبناء عناصر تلك الجماعات فكرياً، عن طريق تلقيها كل أنواع العلوم العقائدية المتطرفة في مدارس وجامعات ومساجد المملكة، الحاضنة الأولى للفكر المتطرف والعقائد المتشددة، وتوزعت تلك العناصر بشكل ممنهج وبإدارة قيادات تم إعدادها جيداً لزعزعة الأمن والاستقرار في عدد من بلدان العالم، بدءاً بدول الجوار للمملكة، وبقية الدول العربية ودول العالم ككل، ولم تنشأ أي جماعة متطرفة إلا بفضل ورعاية الدعم السعودي، إلا أن الأموال السعودية وشبكات الإعلام المأجورة ظلت تلمع وجه المملكة وتنقل واقعاً مغايراً تماماً عن حقيقتها الكارثية التي نكبت كثيراً من البلدان والمجتمعات.
وفي سياق الإرهاب السعودي نفسه قتلت المملكة آلاف الأطفال والنساء والمدنيين في اليمن، بحرب كبيرة بدأت منذ ما يقارب ستة أعوام، وغلفت كل ذلك القتل والدمار والمجاعة بعناوين إنسانية تكفلت بترويجها شبكات ومنظومات هائلة من المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية الممولة سعودياً، وبالأموال السعودية أيضاً تمكنت المملكة من شراء ضمائر المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية ليصبح الجميع مغرداً في السرب نفسه ومؤيداً لأبشع أنواع الإرهاب بحق اليمنيين، رغم علم الجميع بأن ما يحدث هو العكس تماماً.
ويرى مراقبون أن المجتمع المدني السعودي هو أول ضحايا إرهاب وظلم النظام والسلطات في المملكة، حيث أصبح مجتمعاً مكمماً مقموعاً مسلوب الرأي، خصوصاً بعدما بدأ ولي العهد سياساته القمعية باعتقال الناشطين والحقوقيين والزج بهم في معتقلات يتعرضون فيها لأشد أنواع التنكيل والتعذيب التي تصل حد الاعتداءات الجنسية، سواء بحق الرجال من معتقلي الرأي أو النساء الناشطات في المجال نفسه، مثل الناشطة لجين الهذلول التي بحت أصوات عائلتها وهي تشكو من تعرضها لأبشع الانتهاكات النفسية والجسدية والاعتداءات الجنسية، إضافة إلى ارتفاع نسبة الإعدامات حتى بحق الأطفال الذين لم يبلغوا السن القانونية لتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم.
تلاحق السلطات السعودية من تعتبرهم مناوئين لسياساتها من الناشطين والحقوقيين وتستجوبهم، وتداهم المنازل وتفتشها بتهكم بالغ ومبالغ فيه، ثم تزج بمن يقع في قبضتها سجوناً وزنازين انفرادية لمجرد أن لهم رأياً معارضاً للظلم والتعسف وإهدار أموال الشعب وثرواته على نزوات وتوجهات استعدى بها حكام المملكة غالبية شعوب المنطقة والعالم، ولم يعد في صف التأييد لهم سوى من تغدق عليه الأموال لكسب موقفه أو استخدامه لتحسين صورتها المشوهة، وحسب أنباء تناقلتها مواقع إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي فقد بلغ سوء معاملة معتقلي الرأي في سجون النظام السعودي حد بدئهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام، فأوضاعهم الإنسانية والمعيشية داخل تلك المعتقلات تُعدُّ أحد أنواع التعذيب النفسي، حتى أن سلطات النظام السعودي تمنع تواصلهم بمحيطهم الخارجي بما فيه عائلاتهم وأقرباؤهم، بمنع الزيارات عنهم وحتى الاتصالات الهاتفية.
YNP – إبراهيم القانص :