كل ما يجري من حولك

مواقفُنا.. ومواقفهم

458

 

سند الصيادي

لسنا مع إدراجِ أيِّ مكونٍ سياسي عربي أَو إسلامي في قائمة الإرهاب الأمريكي والدولي، حتى لو كان هذا المكونُ خصماً لمبادئِنا وَتوجُّـهِنا وَنتقاطعُ معه في الأجندة وَالأهداف، وحتى لو كان يخوضُ معنا حرباً عسكريةً أَو يوجهُ لنا طعناتِ الغدر وَالخيانة وَيبتذلُ في ولائه لأعداء شعبه ووطنه.

بالأمس القريب، أصدرت المطابخُ الدينيةُ التابعةُ للنظام السعودي فتوىً؛ باعتبَارِ حركةِ الإخوان المسلمين جماعةً إرهابيةً، وَبالغت في شيطنتها وَوجوبِ الجهاد ضدها بعدَ عقودٍ من الخدمة التي بذلتها هذه الحركةُ لخدمةِ البلاط الملكي، وَآخرُها موقفُ حزبِ الإصلاح -إخوان اليمن- الذي كان ولا يزالُ من العدوان الذي قادته المملكةُ السعودية على الشعب اليمني، وفيما لم يلقَ هذا التحوُّلُ في المواقف السعودية أيةَ شماتةٍ أَو ترحيبٍ من قبل السلطة في صنعاء، أَو حتى من الناشطين التابعين لها، ولو نكايةً بهذا التنظيم وَما ناله من جزاء، صفق وهلّل لهذه الفتوى رفاقُهم من المكونات الأُخرى في جبهة الارتزاق والخيانة عبرَ وسائلِ إعلامِهم وناشطيهم، في سلوكٍ يكشفُ أن مَن يرضى بممارسةِ الخِيانةِ على وطنه وَشعبه لن يكونَ عسيراً عليه أن يخونَ بعضُه بعضاً.

لا زلتُ أتذكر مواقفَ حركةِ أنصارِ الله من الحربِ الأمريكية ضد طالبان، والتي عبّر عنها الشهيدُ السيدُ حسين الحوثي في محاضراته، وَكيف أنه أدان وَرفض ترهيبَ هذه الحركة رغم مواقفها المذهبية والسياسية المضادَّة تماماً لفكر أنصار الله، وَرغم أنها صنيعةٌ لدوائر المخابرات الأمريكية لتبريرِ احتلال الأرض، وَفي ذلك الرفضِ والإدانةِ أبعادٌ لمبادئ وَتوصيفٌ لمشروعٍ أكبرَ من أن يستوعبَه ثلةٌ من المغامرين على حسابِ الشعوب وَالقضية.

اليوم، أتابعُ بأسفٍ ردودَ الفعلِ الصادرةِ عن حكومةِ المرتزِقة حِيالَ القرارِ الأمريكي ضد أنصار الله، وَكيف يستمرُّ ابتذالُ هذه الأدوات رغم سَتِّ سنواتٍ من العبث الأمريكي بها وَعدم تمكينها من السلطة وَالثروة، وإبقائها حبيسةَ الفنادق والقصور أصفاراً، تنحصر مهامُّها في التوقيع على أوراق بيضاء؛ لتمرير المؤامرات وَتبييض الجرائم.

والمثيرُ للسخرية والسخط أن يستمرَّ تعامُلُ الإعلامِ الدولي والعربي في مغالطاتِه وَتزييفه لخيارات شعبنا؛ باعتبَار أن مواقفَ هؤلاء المنفيين والمنبوذين شمالا وجنوباً وشرقاً وغرباً هي الموقف الرسمي لليمن!

You might also like