الإرهاب المشروع واللا مشروع
أمل المطهر
شخصٌ إرهابي، مجموعة إرهابية، بلد إرهابي..
كَثيراً ما سمعنا هذه المسميات تُطلَقُ على فئاتٍ في العالم العربي والإسلامي من قبل دول الاستكبار العالمي، تهمةٌ صُنعت لتحجيم وتقزيم أيِّ تحَرّك للشعوب المستضعفة نحو الحرية من هيمنة أمريكا.
لكن لو أتينا لمعرفةِ من أين أتت كلمةُ إرهاب وماذا تعني؟
من منظورنا نحن كمسلمين نعرفُ هذه الكلمة جيِّدًا فهي في الأصل عربيةٌ قرآنيةٌ، ونراها من خلال القرآن الكريم وقول الله تعالى: (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، فكانت من عمق التحَرّك والمواجهة للعدو وإرهابه بكل الوسائل والإعداد لتلك المواجهة بأقل الإمْكَانيات، فكان ذلك هو الإرهابَ المشروعَ، كما ذكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في ملزمة الإرهاب والسلام.
وصف السيدُ حسين التحَرّكَ الحثيثَ من قبل المشروع الأمريكي لطمس ومحو ومحاربة كلمة الجهاد واستبدالها بالإرهاب من المنظور الأمريكي حتى ترسّخت هذه الكلمة في النفوس حرباً شعواءَ على المصطلحات القرآنية وتشويهاً متعمداً، فأصبحنا نرى ما قاله وحذّر منه الشهيدُ القائدُ رأيَ العين، فكل من يصرُخُ ويعارِضُ ويقاوم منهجية الإرهاب الأمريكي ويحاول إعادة الأُمَّــة إلى كتاب الله هو إرهابي، وكُـلّ من يرفض الخضوع والخنوع للهيمنة الاستعمارية هو إرهابي وبالطبع ستكون المنهجية التي أنتجت أُولئك الأحرار وهي القرآن الكريم هي إرهابية أَيْـضاً.
هذا هو الإرهابُ الذي تقصدُه أمريكا في سِرِّها ولا تفصحُ به علناً وتفرضُ عقوباتها لكل من ينتهجُه مسلكاً وسبيلاً، الإرهاب القرآني المشروع الذي وُجد لينتصرَ للإنسانية جمعاءَ ويصنعَ من أبسط الأدوات قوةً جبَّارةً للمواجهة والذي يجبُ علينا كمسلمين أن نصلَ إلى مستوى تلك الكلمة؛ لأَنَّها أمرٌ إلهي (وأعدوا) لتكون النتيجة (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ).
وهذا هو الإرهابُ التي تخافُه وترتعدُ منه فرائصُ أمريكا وتحاولُ تغطيتَه بجرائم داعش والفكر الوهَّـابي الذي صنعوه ليكونوا سبباً لتشويه تلك الكلمة.
ولو تأملنا تلك المصطلحات: منابع الإرهاب.. جذور الإرهاب!
الإرهابُ غير المشروع الذي تلصقه بنا أمريكا، لو فصلناه وقارناه بالأفعال لوجدنا النتيجةَ الواضحةَ لمن يكون الإرهابي والمجرم، فبدايةً من قتل الشعوب العربية وغير العربية والإسلامية إلى نهب الثروات إلى إثارة المشاكل والنعرات بين أبناء الوطن الواحد إلى صناعة وبيع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة وتقطيع الأبرياء وسفك شلالات الدماء في كُـلّ بقعة في هذه الأرض وغيرها من الجرائم يتضح للجميع من هو الإرهابي، فهي من وصفها الإمام الخميني بالشيطان الأكبر؛ لأَنَّها هي من تصنع وتصدّر الشر والفساد، وهذا هو الإرهابُ الذي تصفُنا به، لكنه بعيدٌ عن أفعالنا وتحَرّكنا كأمة مسلمة وظاهر عليها وملازم لها قولاً وفعلاً.
لذلك لا مجال أبداً لفصل أمريكا عن الإرهاب وتلك المفاهيم المزيَّفة والخاطئة، ولا بُـدَّ من أن يمحوَها الوعيُ والتحَرُّكُ من كُـلّ الأحرار لفضحها وتعريفِ من لا يعرفُ بمَـا هو الإرهابُ الأمريكي وما هو الإرهاب المشروع.
وكما قال الشهيد القائد: إننا لا بُـدَّ أن نخوضَ حربَ المصطلحات بكل وسائل الوعي القرآني لننتصرَ فيها، وهي بدايةٌ للنصر الكبير في كُـلّ المجالات.