عامٌ وأحداثٌ ووقائعُ وتجليات
منير الشامي
رحل العامُ 2020م وطوى في طياته سِجِلًّا من أسفار التاريخ اليمني وفي كُـلّ صفحة من صفحاته قصةُ نضال وصمود، أَو موقفُ شهيد وخلود، أَو عملية أُسطورية فيها تحَدٍّ ووجودٌ، أَو نصر عظيم تجاوز كُـلّ الحدود.
رحل وقد خلّد في أنصع صفحاته حكايةَ شعب له صمودُ الجبال وعزمُ رجال شِدادٍ لا يعرفُ اليأسَ إلى نفوسهم سبيلاً وإرادَة عظماء لا يوجدُ في قاموسهم لفظ -مستحيل-.
وَلا غرابة في ذلك فالذين آمنوا بالله وتوكلوا عليه لا يعرفوا شيئاً اسمُه مستحيلٌ، ولا يوجد هذا اللفظ في قاموسهم وما يراه الخلق مستحيلاً، يراه رجال الله من زاوية ارتباطهم بالله أمراً عادياً؛ لأَنَّهم يؤمنون أن لا مستحيل مع الله ولا مع الله مستحيل ولهم في ذلك أمثلة حية من إنجازاتهم العظيمة التي كان العالم وتحالفه العدواني يرون تحقّقها مستحيلا وحقّقها رجالُ الله فجعلوها واقعاً ملموساً وحقائقَ مشاهَدةً لكل بني البشر، مثل عملية البنيان المرصوص أوسع وأكبر عملية عسكرية ناجحة وقعت في العام 2020، وعملية تطهير محافظة البيضاء وبعض مديريات مأرب من فلول القاعدة وداعش وأوكار الإرهاب ووأد فتنة العواضي ومرتزِقة العدوان، وَ… إلخ.
كذلك ففك الحصار عن مديرية الدريهمي بعد أن ظلت لأكثرَ من عامين في حصار خانق وعاش سكانها الموت في كُـلّ يوم من أيامها يعد من أبرز مظاهر تأييد الله وتمكينه لجيشنا ولجاننا الشعبيّة ولو لم يكن لنا من منجزٍ خلال العام سواه لكفانا فخراً وعزاً ونعمة من الله وفضل عظيم منه سبحانه وتعالى.
ولعل العام 2020 بالنسبة للشعب اليمني المناهض للعدوان يعد من أبرز أعوام تحالف العدوان وأكثرها إثارةً وأحداثاً وإنجازاً ومنجزاتٍ، ونصراً وتقدمات وبقدر حجم الصمود والتضحيات كانت المكاسب عظيمة وكبيرة وكثيرة سواء على صعيد مواجهة العدوان أَو على صعيد إنجازات الجبهة الأمنية الداخلية والجبهة التصنيعية، والجبهة الزراعية، والجبهة الاقتصادية واستقرار سعر العملة، وجبهة الأسرى… إلخ، لدرجة أن حصرَها فقط يحتاج إلى وقت طويل ومساحة واسعة لرصدها وكل ذلك ما كان ليتحقّق لولا فضل الله ورعايته لنا وحكمة قيادتنا الثورية المباركة، وإدارتها النوعية لمختلف الملفات الساخنة خلال العام.
من جانب آخر، فعام 2020م يعتبر عامَ هزائم وانكسار وتذبذب وانحصار لتحالف العدوان على مستوى الساحة الوطنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كما يعتبر عاما مؤلما وموجعا للعدو السعودي على مستواه الداخلي، فقد تلقى فيه عمليات هجومية كثيرة أدخلته معظمها في حالة تخبط وأفقدته وعيَه وجعلته يستنجدُ بقوى الاستكبار العالمي ويناشد مجلس الأمن عدة مرات بالتدخل لوقف العمليات الهجومية عليه التي شنها جيشُنا الوطني حقاً.
من جهة أُخرى، فهو عام خزي وفضيحة وعار وشنار على عدد من دول تحالف العدوان وبالذات لنظامَي دويلة الإمارات ودويلة البحرين ونظامي السودان والمغرب، ففي هذا العام أعلنت هذه الأنظمة خضوعها العلني وخنوعها الفعلي لكيان العدوّ الصهيوني من خلال انجرارها للتطبيع مع هذا العدوّ المجرم؛ لأَنَّهم بذلك دخلوا مستنقعَ الذُّل والخيانة من أوسع أبوابه ورهنوا أنفسَهم وبلدانَهم لألد إعدامهم وأزهقوا ما تبقى لهم من عزة وكرامة تحت أقدام الصنم الصهيو أمريكي الذي لا يعرف سوى البطش والطغيان والقمع والإجرام لكل تابع ذليل ومتقرِّب عميل.
وخسارة هذه الأنظمة هم وشعوبهم الساكتة عن خيانتِهم للأُمَّـة ولقضيتها الأولى المصيرية هي الخسارةُ الكبرى التي لا تعوَّض، ولن يستطيعوا تعويضها أَو النجاة من ويلاتها وتنكيلها لعقود وعقود من الزمن.