كل ما يجري من حولك

ماذا لو قرّرت صنعاء (التطبيع) مع إسرائيل؟!

948

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

تخيّلوا معي لو أن حكومةَ صنعاء تفاجِئ الجميعَ وتعلن التطبيع الكامل واعترافها بإسرائيل، برأيكم ماذا سيحدث؟!

أمريكا.. السعودية.. الإمارات وكذلك الدول المشاركة في ما يسمى بالتحالف والعالم كله سيعلنون على الفور اعترافَهم بها كحكومة شرعية وممثلةٍ للشعب اليمني!

هادي وأعضاء حكومته وأنصاره المتواجدون معه هناك في الرياض أَو في العواصم الأُخرى سيتم اعتقالُهم فورًا بتهمة التخابر مع (إيران)!

الطائراتُ والصواريخ التي لم تتوقف لحظةً واحدةً طيلة ما يقارب الست سنوات عن قصف صنعاء وباقي مناطق سيطرة حكومتها ستتحول وبقدرة قادر إلى استهداف وقصف وتدمير مناطق ومواقع القوات الموالية لهادي والتحالف بتهمة (التمرد) والقيام بأنشطة إرهابية معادية لصالح (إيران)!

الحوثيون سيتحوّلون في نظرهم من (روافض) وَ (مجوس) وعملاء (لإيران) إلى (زيود) هم أقرب ما يكونون إلى السنة منهم إلى الشيعة!

الحصارُ المفروضُ على صنعاء ومناطق سيطرة حكومتها سيُرفع طبعاً وسيعاود مطار صنعاء استئناف أنشطته الطبيعية وكذلك ميناء الحديدة وبقية الموانئ والمنافذ اليمنية البحرية منها والجوية والبرية!

باختصار شديد (الانقلاب) في نظرهم سيصبح شرعية وَ (الشرعية) في نظرهم أَيْـضاً ستصبح انقلاب وبإجماعٍ أمميٍّ تقريباً!

أريتم كيف أنهم يعبثون ويلعبون بنا كأحجار (الدومينو) أَو (الشطرنج) ويستخدموننا لضرب بعضنا ببعض، وكيف أن إسرائيل بالنسبة لهم هي البوصلة وهي المحك؟!

والآن تخيلوا معي مرةً ثانية لو أن حكومة (هادي) قرّرت مفاجأة الجميع وأعلنت اعترافها وتطبيعها الكامل مع إسرائيل إسوةً طبعاً ونزولاً عند رغبة حليفتيها السعودية والإمارات، ماذا سيحدث؟!

لا شيء طبعاً سيحدث سوى بقاء الوضع في اليمن كما هو عليه، فلا هادي سيتمكّن من العودة إلى عدن ولا نزلاء فنادق الرياض سيسمح لهم بمغادرتها ولا السعودية والإمارات لديهما الاستعداد الكامل بالتوقف أَو التراجع عن تنفيذ مشروعهما التآمري والعدواني في اليمن والذي لا حيلة لهما للمضي قدماً في استكماله وتنفيذه سوى اتِّخاذ هادي وزبانيته مطيةً لهما وجسر عبور!

هنا يتجلى الفرق صراحةً بين من هو ثابتٌ على مبادئه ويقاتل ويدافع عن أرضه وشعبه وبين من ارتضى لنفسه أن يكون مطيةً للأجنبي يسوقه ويقوده إلى، حَيثُ يشاء، وما مشهد ظهور وزير خارجية هادي وهو يجلس رفقة نظرائه الخليجيين جنباً إلى جنب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية – بنيامين نتنياهو عنا ببعيد.

فهل تغير من أمر هادي وحكومته بعد ذلك المشهد وذلك اللقاء التطبيعي شيء؟!

 

You might also like