انتكاسة جديدة لـ “الرياض” في اليمن
على الرغم من اعلان السعودية الحكومة الجديدة لهادي جنوب اليمن، وتنفيذ الشق العسكري ، لا تزال المخاطر محدقة باتفاق الرياض الذي صاغته السعودية والإمارات في العام الماضي ووقعته اطراف “الشرعية” في ذات العام ولا يزال قيد التنفيذ منذ ذلك الحين وسط عراقيل عدة.
حتى الأن وبعد ايام من اعلان التشكيلة الحكومية رسميا بقرار لهادي، تبدو امكانية تفعيلها بعيدة المدى في ظل بروز تعقيدات جديدة ، ابرزها خلافات حول المكان الذي ستؤدي فيه اليمين الدستورية، هل هو في عدن أم في الرياض؟
في عدن، يشترط هادي، على أمل أن توفر له هذه الخطوة فرصة للفرار من ضغوط السعودية التي اثقلت كاهله على مدى السنوات الماضية وتركته اضحوكة كرئيس لفندق “بلا ارض ولا شعب”، لكن هذه الخطوة تبدو مستحيلة بالنسبة لهادي في ظل اصرار السعودية ابقائه حبيس منفاه الابدي، وهي بذلك تحاول قطع الطريق عليه للتهور باتخاذ خطوة قد تنهي تحالفها في اليمن الذي تبرر بـ”شرعيته” وجودها منذ 6 سنوات.
لن تعود الحكومة إلى عدن إذا ليس لان هادي يرفض حضور مراسيم تأدية اليمن الدستورية في فندقه بالرياض، بل لأن الانتقالي استبق وصولها بخطوات قد تجعل من وزرائها مجرد ” خدم ” في بلاط السلطة الجديدة، واول تلك الخطوات نشر فصائل الحزام الأمني في شوارع عدن ورفع صور عيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي وصور الجنوب كمراسيم استقبال للحكومة الجديدة المفترض أنها تمثل كافة اطياف اليمن وتنزل على ارض يمنية، لكن هذه الخطوة التي اراد من خلالها الانتقالي قطع الطريق على عودة حراسة هادي التي كان يفترض أن تمنح الحكومة الجديدة مساحة للتحرك على الاقل في محيط قصر المعاشيق مقر اقامتها المحتمل، قد تحدد مسار التحرك للحكومة الجديدة وفي إطار خطط الانتقالي ويعزلها نهائيا عن بقية المحافظات في الشمال والغرب وحتى الشرق والتي يعتبرها الانتقالي خارج حدود دولته المنشودة.
الامر لا يقتصر فقط على الشق السياسي من اتفاق الرياض فحتى الشق العسكري يبدو مرهقا عقب ايام من تنفيذ شكلي لم يتعدى سحب بضعة اطقم من خطوط التماس واستبدالها بالمدافع والدبابات، فحتى الأن تبدو الصورة قاتمة مع عودة التوتر إلى ابين ودفع الاصلاح بتحشيدات عسكرية إلى شبوة وضغوط الانتقالي صوب تغيير المحافظين ومدراء الأمن، إلى جانب محاولات الامارات وضع الاصلاح بين كماشة الانتقالي وطارق صالح عبر ارسال الوية طارق إلى مأرب للضغط باتجاه اخر معاقل الاصلاح في شبوة.
بغض النظر عن فجوة الخلافات المستمرة حاليا والتي تنذر بانهيار ما تم احرازه خلال الايام الماضية، تشير المعطيات إلى أن السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة وبريطانيا لا يهتموا كثيرا ببقية التفاصيل التي تهم الاطراف المحلية ولا بالوضع الاقتصادي او عودة الحكومة الجديدة من عدمه وقد تقرر اللجنة السعودية في ابين فجأة المغادرة ، فكل ما همها هو اعلان الحكومة الجديدة لدوافع ذات ابعاد اقليمية ودولية وقد تم الأمر ..