كل ما يجري من حولك

شيءٌ من فوائد الزراعة

594

سند الصيادي

لا حصر للفوائد الاستراتيجية التي يمكن أن يجنيها الوطن والشعب من المضي في خطة تفعيل القطاع الزراعي على المستوى الرسمي وَالشعبي، ولا بدائل لهذا الطريق يمكن أن تغنينا عنه أَو نستبشر من خلالها بدولة كريمة وَقوية.

ومثلما نتفق على أن أهمَّ ركائز القوة في مواجهة الأعداء وَالدفاع عن استقلالية البلد تتمثّل في مؤسّسة عسكرية وَأمنية قوية، وَبعقيدة قتالية دينية ووطنية خالصة، فَـإنَّ الركيزةَ التي تليها أهميّة تتمثل في تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي الذي يساند بشكل مباشر هذه المؤسّستين وَيرفد عوامل الصمود والاستمرارية للحاضنة الشعبيّة ماديًّا ومعنويًّا، وَيسد مواطن الضعف التي من المؤكّـد لجوء الأعداء إليها لتطويع الإرادَة العسكرية والشعبيّة والسياسية في مضمار المعركة.

وفي الزراعة، أبرز دعائم الغذاء التي تكسب الشعوب رهان المواجهة للتحولات وَالمراحل الحرجة التي تستهدف بها الأمم، هي قطع لأبرز مفاصل التدخل الخارجي وَما يلحقه من غزو للفكر وَتجريف للقيم، هي قوة للقرار السياسي وَضعف للهيمنة والوصاية، وَبها يُصان الفرد والمجتمع وَتتكامل الجهود، وَيتأصل الحبُّ للأرض وَتصان الهُــوِيَّة وَتقفل أبواب العناء من منهكات الهجرة والغربة والنزوح.

كما هي أكبر منابع الرفد للاقتصاد الوطني من خلال الارتفاع في الدخل، والانخفاض في الأسعار، وَتوفيراً للنقد الأجنبي المهدور في الاستيراد، وَاستجلاباً له من خلال التصدير للمحاصيل الفائضة إلى الخارج، وبموجب ذلك ارتفاع القوة الشرائية للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، كما في الزراعة حلول ناجعة للبطالة وَانحسار كبير في معدل الفقر، وَغناء عن المساعدات المشروطة، وَكرامة للعيش، وَهروب من المجاعات وَمما يلحقها من ذل وَهوان، وَمن أوبئة وَأمراض.

كما في الاعتماد على الغذاء المحلي مناعة صحية وتحصين من الأمراض القاتلة والسموم التي جاءت لنا بها المعلبات وَالأغذية المصنعة وَالمعدلة وَالفاسدة، وَالتي لا يمكن مقارنة جودتها بما تجود به الأرض اليمنية الطيبة من محاصيل متنوعة، عطفاً على خصوبة الأرض وتنوع المناخات الذي يجعلنا نراهن على نجاح زراعة كُـلّ محاصيل العالم المختلفة في بلادنا وَبأعلى جودة.

كما أن في الزراعة غذاءً للأبقار والأغنام وَالدجاج وَبنية تحتية لمشروع تنمية الثروة الحيوانية وَتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم وَالألبان وَالأجبان والدهون وَالجلود وغيرها من المشتقات.

وفي الزراعة خطوة كبرى نحو تحقيق النجاح الصناعي وَزيادة معدلات الإنتاج التصنيعي بتوفير مواده ومكوناته الغذائية المطلوبة وبأسعار مناسبة.

وَفي الزراعة عبادة وَبشائر للخير وَنزعة للكمال البشري، وَقربان مبارك لنيل رضا الله بالاستفادة العملية من نعمه التي وهبها لنا وَوجب علينا حسن استغلالها وَتوظيفها، لنستشرف حياة مليئة بالنجاحات والإنجازات، وَنترقب أُخرى بوعود الفوز العظيم بالنعيم الإلهي الأبدي.

You might also like