عقائد الإمارات المُدجّنة تُعمّق نزعات القتل المناطقي بعدن
عقائد الإمارات المُدجّنة تُعمّق نزعات القتل المناطقي بعدن عقائد الإمارات المُدجّنة تُعمّق نزعات القتل المناطقي بعدن عقائد الإمارات المُدجّنة تُعمّق نزعات القتل المناطقي بعدن عقائد الإمارات المُدجّنة تُعمّق نزعات القتل المناطقي بعدن
في عدن.. المدينة التي كانت ذات يوم إحدى حاضنات التنوع الإنساني لتمنح الجميع السلام والسكينة على اختلاف أعراقهم؛ ليس بالضرورة الآن أن يبحث المتحكمون في شئونها عن ذريعة لإنزال عقوبةٍ ما على أحد ساكنيها، بل يكفيهم النظر في هويتك وانتمائك لمنطقة أو قبيلة ليقرروا ما يروي ظمأهم لتعذيبك أو قتلك أو إخفائك قسراً، وفي أفضل الأحوال تهجيرك بطريقة مهينة بعد ما يسلبون كل ما بحوزتك إن كنت تملك شيئاً.
لم يكن ذنب المواطن محمد عبدالوهاب الصبري أنه اختلف مع بائع دجاج في مدينة عدن، من أبناء يافع، فالاختلاف يحدث في كل دقيقة كما هي عادات البشر وسُنن الكون، لكن ذنبه كان فقط أنه من أبناء محافظة تعز، وقد قرر فصيل من قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي، المدعوم إماراتياً، حين هبّوا للثأر تلبيةً لطلب اليافعي إبن منطقتهم، أن يكون الإعدام شنقاً هو العقوبة التي يستحقها محمد الصبري، لمجرد خلاف بسيط.
الأفراد المنتمون لما يسمى اللواء الثامن التابع لقوات المجلس الانتقالي، وهم من أبناء يافع أخذوا المواطن محمد عبدالوهاب الصبري، بالقوة إلى معسكرهم وأنزلوا به أشد أنواع التعذيب لمجرد خلاف نشب بينه وبين بائع دجاج من أبناء منطقتهم، يافع، وفي الأخير ولكون المجني عليه من أبناء محافظة تعز، أجمع الأفراد التابعون للحزام الأمني على أن تعذيب المواطن الصبري لا يكفي لإشباع رغبتهم الانتقامية، فقرروا إعدامه شنقاً، فتهمة أنه شمالي كانت ثابتةً عليه، وهي الذنب الأكبر الذي تم تأسيس قوات الحزام الأمني لمعاقبة من يثبت عليه ذلك الجرم الكبير، ولا شك أن تلك القوات تؤدي المهمة التي أنشئت من أجلها على أكمل وجه.
ليس محمد الصبري أول من تمت تصفيته بدوافع مناطقية في عدن، ولن يكون الأخير، فالإمارات أنشأت تلك الفصائل المسلحة تحت كل تلك المسميات من الأحزمة الأمنية إلى قوات النخبة ودربتها وأنفقت عليها الأموال الطائلة؛ لغرض تنفيذ قائمة بشعة من المهمات القذرة، وأشدها بشاعة تدجين تلك القوات بأفكار وعقائد وتوجهات مناطقية وعنصرية وطائفية، ليتم قتل أكبر عدد من اليمنيين بأيدي بعضهم بعضاً انطلاقاً من تلك الموجهات المقيتة، وهي طريقة لا تزال الإمارات تكثف جهودها لرعايتها واستمرارها، بل عمّقت تلك الطريقة حتى تطورت إلى إحياء المناطقية بين أبناء المحافظات الجنوبية أنفسهم، فالضالعي يحرص على قتل اليافعي والعكس، والجميع في المحصلة يمنيون أرادت الإمارات قتلهم وتلك إحدى طرقها وأدواتها لتنفيذ المهمة.
وحسب مراقبين، لا تخرج التحركات الإماراتية والسعودية داخل الأراضي اليمنية بشعاراتها المختلفة، عن كونها عمليات قتل عبثي تنوعت وتعددت طرقها ووسائلها، بين غارات جوية وحصار اقتصادي وإحياء وزرع نزعات مناطقية لتغذية الصراع الداخلي بين اليمنيين أنفسهم، والهدف من كل ذلك هو قتل اليمنيين لتسهل بعد ذلك عمليات السيطرة على بلادهم وثرواتهم ومواقعهم الاستراتيجية المهمة، وهو ما يحدث منذ بداية العمليات العسكرية عام 2015م.
YNP – إبراهيم القانص :