لنترك الإجَابَة لأتباع التحالف.. وللتاريخ!
أسأل أُولئك الذين لا يزالون يؤيدون العدوان ويتمنون وهم على أحر من الجمر له الوصول إلى صنعاء:
بمن سيفتخر أبناءكم أَو أحفادكم وهم يطالعون كتب التاريخ؛ بكم وبموقفكم هذا أم بمن ضحى بنفسه وجاد بماله؛ مِن أجلِ الحفاظ على كرامة واستقلال وسيادة هذا البلد؟!
لا أعتقد بصراحة أن أحداً من الفرنسيين مثلاً يفتخر اليوم بحكومة (فيشي) التي برّرت وسهلت للألمان دخول (باريس) واحتلال فرنسا في الحرب العالمية الثانية، ولكنهم بالتأكيد يفتخرون بالمارشال (ديجول) ورفاقه الذين قاوموا ورفضوا التواجد الألماني في بلادهم لدرجة أنه أصبح لديهم بطلاً قومياً ورمزاً وطنياً!
كذلك الأمر بالنسبة لكل بلدان العالم التي تعرضت لعدوانٍ خارجي على مر التاريخ وعلى رأسها معظم البلدان العربية بمن فيها بلادنا اليمن!
فنحن اليوم في اليمن مثلاً لا يمكن أن نفتخر بمن تعاون مع المستعمر البريطاني في جنوب الوطن ووقع معهم اتّفاقيات التبعية والحماية وحارب في صفوفهم ضد من أخذوا على عاتقهم مقاومة المستعمر ومناهضته، إلا اننا في الوقت نفسه سنظل نفتخر وندين لأُولئك الذين قاوموا الاحتلال البريطاني حتى أخرجوه كالشهيد (راجح لبوزة) وَ (عبود) وَ (مدرم) وبقية المشاركين في ثورة الرابع عشر من أُكتوبر المجيدة أَو الذين سبقوهم من قبل!
وهكذا فَـإنَّ التاريخ لا يمكن له أن يهمل المقاومين الحقيقيين المدافعين عن أوطانهم مهما تجاوزوا أَو أسرفوا بحق أوطانهم وشعوبهم، لكنه في المقابل سيلقي في مزابله كُـلّ من تآمر أَو سَهّل للغزاة دخول أوطانهم مهما تكن مبرّراتهم وأعذارهم كما فعل مع (بن العلقمي) وَ (أبي رغال) من قبل!
إن كنتم أيها الدائرون في رحى العدوان تعتقدون أنكم بخلع صفة (المقاومة) على أنفسكم ستخادعون وتغالطون التاريخ، فأنتم واهمون!
التاريخ لديه آلة فرزٍ عجيبةٍ.. هي الزمن، والزمنُ كفيلٌ بأن يفرز ويصنف ويضع كُـلّ واحدٍ في المقام والخانة التي يستحقها! فلا تحاولوا مغالطة وخداع التاريخ!
خذوها عني وأنا المواطن البسيط الذي بالكاد يفقه أبجديات السياسة وأحرفها الأولى،
سيخلد التاريخ الحوثيين على علاتهم والتي من خلالها وبسببها قلتم أنكم بنيتم مواقفكم الممالئة للعدوان والداعمة له، نعم سيخلدهم؛ لأَنَّهم ببساطة شديدة رفضوا وقاوموا العدوان!
أما أنتم فلن يغفر لكم التاريخ فعلتكم هذه حتى وإن كنتم أنفسكم قبل مجئ العدوان تقفون على الحق وما سواكم كانوا على الباطل، فمُجَـرّد التعاون والقبول بالعدوان يُلغي ويُبطل الحق ولو كانت قرائنه تحجب الشمس وما حولها!
عليكم أن تتذكروا جيِّدًا أنه حتى من تمالئتم معهم من قوى العدوان ضد وطنكم لن يظلوا ينظرون إليكم بنفس الكيفية والمستوى التي ينظرون بها إليكم اليوم!
سيتخلون عنكم ويرمون بكم عند نقطةٍ ما على قارعة الطريق، فمَا الذي تعتقدونه سيفعل أبناءكم وأحفادكم لاحقاً وهم يطالعون التاريخ؟!
هل سيفتخرون بكم وبتضحياتكم؛ مِن أجلِ الأجنبي أم ماذا سيصنفونكم يا تُرى؟!
لنترك الإجَابَة لهم.. وللتاريخ؟!