هذه هي حقيقة الأمن القومي (العربي)!
دمّـروا اليمن وسوريا ولبنان بدعوى ومزاعم القضاء على التمدد والنفوذ الإيراني في هذه الدول وتحت عنوان الدفاع عن الأمن القومي العربي طبعاً!
مع أن الأمن القومي العربي بخير ولا يمكن أن يأتيه بأي حالٍ من الأحوال أي خطرٍ حقيقيٍ من جهة إيران لسببٍ بسيطٍ جِـدًّا هو – وعلى عكس إسرائيل طبعاً – توفر عامل التعايش والقبول بوجود الآخر في علاقات وأدبيات وثقافة الجانبين؛ العربي والإيراني منذ ما قبل التاريخ، والدليل طبعاً أننا تحاربنا مع إيران حرباً ضروساً دامت ثمان سنوات ومع ذلك لم يهدّد ذلك الأمن القومي العربي بأي شيء أَو يعرضه لأي خطرٍ يُذكر!
فما الذي يجعل أنظمة البترودولار اليوم تخشى على الأمن القومي العربي من إيران إذَا كنا أصلاً نعيش معهم اليوم في حالة من السلم لا الحرب؟!
ألا يدعو هذا إلى التساؤل؟!
يعني المسألة لا أمن قومي عربي ولا هم يحزنون!
الحقيقة هي أن هذه الأنظمة العربية باستعدائها إيران بذريعةٍ أَو بأُخرى إنما تدافع بذلك عن الأمن القومي الإسرائيلي ليس إلا!
نعم يدافعون بالوكالة عن الأمن القومي الإسرائيلي تاركين ورائهم الأمن القومي العربي مكشوفاً للأمريكيين والإسرائيليين يعبثون به كيفما يشاؤون!
هذه هي الحقيقة المرة الغائبة والمغيبة تماماً عن أذهان الكثير من الناس للأسف الشديد!
فمتى يدرك العرب هذا؟!
متى يدركون أن أكبر خطرٍ حقيقيٍ على الأمن القومي العربي إنما يكمن في وجود هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب والمزروع في قلب الأُمَّــة العربية والذي جهز للعرب حتى الآن أكثر من مائتي رأس نووي متفجر؟!
متى يدركون أنهم ومهما طبعوا أَو تماهوا مع المشروع الإسرائيلي والأمريكي أَو انبطحوا له فَـإنَّ ذلك لن يحصّن أمنهم القومي العربي أَو يجعله في مأمنٍ ومعزلٍ عن المؤامرات والمخطّطات التدميرية الأمريكية والإسرائيلية؟!
متى يدركون أن إيران دولة مسلمة يمكن التعايش والتآلف معها؟!
أنا في الحقيقة هنا لا أدافع عن إيران بقدر ما أريد أن أضع النقاط على الحروف لعل قومي يعلمون ويعقلون، فالله سبحانه وتعالى لم يقل: ولن ترضى عنك إيران، وإنما قال سبحانه وتعالى:
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) صدق الله العظيم.
فمتى يعقل بن سلمان وبن زايد ومن معهما من حُثالات الأعراب كلام الله سبحانه وتعالى؟!