هذه دلالات حظر الإمارات دخول اليمنيين ومواطني 12 دولة عربية ومسلمة إلى أراضيها؟
في وقت فتحت فيه أراضيها وأسواقها وموانئها ومطاراتها وفرشت كل مقدراتها عند قدمي الكيان الصهيوني، أوقفت الإمارات منح تأشيرات لمواطني 13 دولة عربية وإسلامية، للدخول إلى أراضيها، في خطوة تعبر عن مدى الانسلاخ الذي باتت تجاهر به أبو ظبي من الكيان العربي والأمة الإسلامية، والارتماء في حضن الغرب الذي تعد إحدى صنائعه.
شملت الدول التي علقت الإمارات إصدار تأشيرات لمواطنيها، كلا من اليمن وسوريا والعراق والصومال وتونس والجزائر وتركيا وإيران وباكستان وأفغانستان، وذلك وفقا لوثيقة أصدرها مجمع أعمال حكومي.
وأشارت الوثيقة، التي وزعت على شركات عاملة بالمجمع، إلى منشور من إدارة الهجرة الإماراتية بدأ العمل به يوم 18 نوفمبر الجاري.، مضيفة أن طلبات الحصول على تأشيرات عمل أو زيارة معلقة للموجودين خارج البلاد من مواطني 13 دولة منها أفغانستان وليبيا واليمن حتى إشعار آخر. وتابعت أن حظر التأشيرات يسري كذلك على مواطني الجزائر وكينيا والعراق ولبنان وباكستان وتونس وتركيا.
ووفقا لما نقلته وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع على الأمر فإن الإمارات أوقفت مؤقتا إصدار تأشيرات دخول لمواطني أفغانستان وباكستان وعدة دول أخرى لاعتبارات أمنية، دون أن يوضح المصدر ما هي هذه الاعتبارات الأمنية.
الحظر الذي فرضته الإمارات على دخول تلك الدول، بدا بحسب المحللين السياسيين، موجها في المقام الأول للدول العربية والإسلامية التي تنتهج سياسة مناهضة للتقارب مع إسرائيل، والمشروع الذي تقوده أمريكا في المنطقة، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، ووضع اللبنات الأولى لما أسمته أمريكا الشرق الأوسط الجديد، حيث شمل الحظر ما يعرف بدول محور المقاومة وهي الدول التي تتبنى مقاومة المشروع الأمريكي، وتنظر إلى القضية الفلسطينية كقضية محورية لا يمكن التنازل عنها.
ويضيف المحللون أن الإمارات، منذ إعلان التطبيع مع إسرائيل بصورة رسمية منتصف سبتمبر الماضي، أبدت استعدادها لفتح العلاقات معها في كافة المجالات، وعلى رأسها المجالين التجاري والعسكري، وهو ما يعدّ تعبيرا عن انحيازها الكامل إلى جانب العدو اللدود للأمتين العربية والإسلامية، ما يجعل من أي خطوة تقدم عليها أبو ظبي في هذا الاتجاه ليست سوى تعبير عن الارتماء الكامل في حضن الكيان الصهيوني وتنفيذا لجزئية من المشروع الأمريكي في المنطقة.
ولم تكن مؤامرات الإمارات مع الكيان الصهيوني ضد القضية الفلسطينية وليدة المرحلة الراهنة، إذ تعد الإمارات من الدول التي ظل ينشط فيها الموساد الإسرائيلي منذ سنوات، وغير بعيد عنا حادثة اغتيال القيادي في حركة حماس وأحد قيادات كتائب القسام، محمود المبحوح في العام 2010.
ويأتي قرار حظر التأشيرات على المواطنين من تلك الدول العربية والإسلامية، بعد أسابيع من إعلان الإمارات رفع تأشيرات الدخول على المواطنين الصهاينة، الذين تعج بهم أراضي الإمارات، منذ سنوات طويلة وتربطهم بالنظام الحاكم مصالح متعددة وذات صلة بأطماع إسرائيل التوسعية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق الشهر الماضي، قدمت الإمارات طلبا رسميا لوزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، لفتح سفارة لأبوظبي في تل أبيب، فيما وجه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلين، أمس الأول الثلاثاء، دعوة إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لزيارة تل أبيب.
وسيبدأ اعتبارا من مطلع الشهر القادم تسيير الرحلات الجوية من الإمارات إلى إسرائيل وبالعكس، حيث يتوقع وصول آلاف السياح الإسرائيليين إلى دبي والإماراتيين إلى تل أبيب، بمقتضى التطبيع بين الجانبين الإماراتي والإسرائيلي.