كل ما يجري من حولك

صواريخ صنعاء تدفئ بطريقتها شتاء جدة

صواريخ صنعاء تدفئ بطريقتها شتاء جدة

742

متابعات – تقرير – عبدالله محيي الدين

صفعة جديدة تلقتها السعودية من قبل القوة الصاروخية التابعة لقوات صنعاء، وذلك باستهداف محطة توزيع إنتاج النفط التابعة لشركة أرامكو في منطقة جدة، وهي الضربة التي أعلن عنها المتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع أمس في بيان له، والتي وصفها بـ “العملية النوعية “باستخدام صاروخ مجنح نوع قدس 2 معتبرا أن هذه العملية تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على العمليات العسكرية والضربات الجوية السعودية في اليمن، ضمن الحرب التي تقودها المملكة منذ العام 2015.

وبالنظر إلى التوقيت الذي جاءت فيه الضربة التي نفذتها صاروخية الحوثيين على محطة توزيع نفط أرامكوا، والتي جاءت بعد أقل من أسبوعين من التحذير الذي أطلقته قوات صنعاء في 11 من شهر نوفمبر الجاري، للشركات الأجنبية والمدنيين بعدم التواجد بالقرب من المنشآت العسكرية والحيوية ذات الطابع العسكري، فإن هذه العملية تعد فاتحة لعمليات من ذات النوع قد تتبعها، حيث أكد سريع بالقول  أنها  “تأتي ردا على ما وصفه  باستمرار الحصار والعدوان، سياق ما وعدت به القوات المسلحة اليمنية قبل أيام من تنفيذ عمليات واسعة في العمق السعودي”.

وتعد العملية التي نفذتها صاروخية قوات صنعاء الثانية من نوعها، بعد الهجمات التي نفذها سلاح الجو التابع لصنعاء، وطالت منشآت نفطية تابعة للعملاق النفط العالمي شركة أرامكو في منطقتي خريص وبقيق منتصف شهر سبتمبر من العام الماضي، وهو ما يعيد إلى الأذهان تلك الهجمات وما تسببت به من إيقاف ضخ نصف إنتاج الشركة من النفط، وهو ما مثل صفعة قوية للسعودية التي راهنت على تفوقها العسكري الناتج عن سيطرتها على الأجواء اليمنية وضرب كل مقدرات سلاح الجو من طائرات ومطارات، بالإضافة إلى منظومة الصواريخ التي ظلت السعودية تقول إنها تمكنت من تدميرها بشكل كامل منذ بداية الحرب في 2015.

وكان سريع قد أعلن في فبراير الماضي عن استهداف شركة ارامكو وأهدافا حساسة أخرى في ينبع بعمليات وصفها بالنوعية في إطار ما اعتبره ردا طبيعيا ومشروعا على العمليات العسكرية السعودية.

ويرى خبراء سياسيون وعسكريون أن هذه العملية العسكرية التي استخدم فيها صاروخ حديث الصنع هو صاروخ قدس 2 والذي قال سريع إنه “دخل الخدمة مؤخرا بعد تجارب عملانية ناجحة في العمق السعودي لم يعلن عنها بعد”، تحمل العديد من الرسائل والدلالات التي أراد الحوثيون إيصالها سواء للسعودية أو للدول الداعمة للتحالف والمنخرطة فيه وكذا الراعية له وعلى رأسها أمريكا، مفادها أن الحرب قد تسلك منحى غير الذي عهدته من أكثر من خمس سنوات، وأن ميزان القوى آخذ في الاعتدال وقد يميل مع الأيام لصالح صنعاء، سيما وأن قوتها العسكرية والتسليحية لا تزال تشهد المزيد من التطوير والتحديث يوما بعد آخر، وبين فترة وأخرى تظهر مفاجآت جديدة.

بمرارة وبعد تخبط كبير، اعترفت السعودية بالضربة التي تلقتها، غير أنها لم تبتعد عما دأبت عليه من استدرار تعاطف المجتمع الدولي، عبر الحديث عن استهداف الحوثيين لما أسماه المتحدث باسم التحالف تركي المالكي في بيانه بـ “أمن الطاقة الدولية”.

وبالعودة إلى البيان الذي أعلن من خلاله متحدث قوات صنعاء فإنه لم يخلُ من التحذير وكذا التهديد بالمزيد، حيث جدد الدعوة للمدنيين والشركات الأجنبية العاملة في السعودية إلى الابتعاد عن المنشآت الحيوية الهامة كونها ضمن بنك الأهداف للقوات التابعة للجماعة، وهو ما يشير إلى أن السعودية التي باتت مناطق واسعة منها في مرمى صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، ستكون على موعد مع العديد من الضربات الموجعة التي ستطال أهدافا استراتيجية خلال قادم الأيام، ناهيك عن جبهات الحدود التي تمثل تهديدا فعليا وطويل المدى، الأمر الذي يعكس المأزق الذي باتت المملكة اليوم تشعر به، سيما في ظل تنامي قدرات الحوثيين العسكرية والتسليحية يوما بعد آخر.

 

You might also like