معاركُ الحدود.. الخاصرة اللينة التي تسعى السعودية لتأمينها
معاركُ الحدود.. الخاصرة اللينة التي تسعى السعودية لتأمينهامعاركُ الحدود.. الخاصرة اللينة التي تسعى السعودية لتأمينها معاركُ الحدود.. الخاصرة اللينة التي تسعى السعودية لتأمينها معاركُ الحدود.. الخاصرة اللينة التي تسعى السعودية لتأمينها
بعد تورطها في فخ اليمن للعام السادس تواليا، في حرب لم تجن منها سوى المزيد من الخسائر على كافة المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية، ها هي السعودية اليوم تبحث عن مخرج يضمن لها بعضا من ماء وجهها المسفوح مع كل قطرة دم أسالتها من دماء اليمنيين خلال سنوات هذه الحرب، أو يعيد لها جانبا من سمعتها التي تهاوت مع كل قصف استهدف البنى التحتية في اليمن والأحياء السكنية والمنشآت الخدمية والاقتصادية.
تحرص السعودية التي أدركت منذ الأشهر الأولى من الحرب في اليمن أن ما أقدمت عليه بشنها الحرب كان خطوة غير محسوبة، وهو ما جعلها بين فترة وأخرى تفتح قنوات للتواصل مع صنعاء، على أمل التوصل إلى تسوية تضمن بها الحد الممكن من الأهداف التي تقف وراء تدخلها العسكري في اليمن في مارس 2015، وذلك هو ما لم تحصل عليه حتى في حدوده الدنيا في أي من المفاوضات مع صنعاء.
لم يصرح أي من الطرفين (السعودية والحوثيين) بشكل رسمي حول حول بعض جولات المفاوضات السرية التي جرت خلال السنوات الماضية،غير أن بعضا منها كان يتم الإعلان عنه من أحد الطرفين أو كليهما، رغم أن أيّا من تلك الجولات لم تفضِ إلى إي نتيجة من شأنها وضع حد للقتال أو التمهيد له بشكل فعلي، وهو ما يحمل دلالة على عدم رغبة حقيقية لدى السعودية في السلام، ما دام لن يخدم أطماعها وسيحول دون مخططاتها.
هذه المرة مررت السعودية معلومات حول مباحثات حول وقف مشروط لإطلاق النار من قبل السعودية، وهو الخبر الذي نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر لها من أن السعودية أبلغت الحوثيين خلال “محادثات رفيعة المستوى بأنها ستوقع على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد إذا وافقت الجماعة المتحالفة مع إيران على إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة”.. وهو الاتفاق، الذي قالت الوكالة أنه في حال التوصل إليه، سيكون أكبر انفراجة في الجهود المبذولة لتحقيق تسوية سياسية في اليمن منذ بدء النزاع في عام 2014.
وفي قراءة لما يحمله هذا الخبر- الذي نفت صنعاء صحته- من دلالات، فإنه يمكن الجزم بأن الوضع في الحدود الجنوبية للسعودية ، ما بات يؤرقها بصورة جدية، وربما يملي عليها تحركا لمحاولة تأمين هذه الحددود بأي طريقة كانت.. سلما أو حربا، غير أن لكل من الطرفين(السعودية والحوثيين)، لديه حسابات تختلف جذريا عن حسابات الآخر، فصنعاء التي وجدت في الحدود الجنوبية للمملكة خاصرة لينة ومؤلمة في نفس الوقت، ليست على استعداد لفقدان هذه الورقة فيما لا تزال هناك كثير من الحسابات العالقة، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، كما أن قواعد المعركة ليست خاضعة لمزاجية أحد طرفيها.
وكان عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء محمد علي الحوثي ،قد نفى صحة ما نشرته وكالة رويترز بشأن مناطق فاصلة بين اليمن والسعودية، واعتبر أن نشر تلك الأخبار لا يمت إلى المهنية بصلة.
وقال الحوثي في تغريدة له على تويتر إن “تسريب رويترز بشأن مناطق فاصلة بين الجمهورية اليمنية والمملكة اعتمد على مكتبها في الإمارات”، مضيفا أن “مكتبها بث أخبارا غير صحيحة، قد تكون خدمة لفصائل تتبع الإمارات للضغط النفسي على آخرين من فصائل الارتزاق مع احتدام المعركة”، في إشارة إلى حزب الإصلاح الذي يخوض إلى جانب موالين لحكومة هادي معارك مع القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات في محافظة أبين جنوب البلاد، والتي تعتبر وفق مراقبين معركة حاسمة بين الإصلاح وعدوته اللدود الإمارات.