الإمارات تسلّم سقطرى للإسرائيليين وتستعد لإدخالهم عدن
القطعُ الحربية التي أرسلتها الولاياتُ المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية ودخلت المياه الإقليمية الخليجية، الجمعة الماضية، بما فيها حاملة طائرات عملاقة وعدد من السفن الحربية الحديثة، ليس هدفها كما قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” التصدي لتهديدات إيرانية محتملة؛ بل للبدء بتنفيذ استراتيجية عسكرية أمريكية جديدة في المنطقة.
التطورات السياسية الأخيرة المتمثلة في إعلان وتوقيع دول خليجية التطبيع الشامل مع إسرائيل، فرضت استراتيجية جديدة بدأت تتكشف في التحركات الأمريكية الأخيرة في المياه الإقليمية الخليجية، حيث يرى مراقبون أنها بداية لتنفيذ تلك الاستراتيجية الجديدة التي ترتكز على حماية المصالح الإسرائيلية وتعزيز قوة ونفوذ الكيان المحتل، وهي المهمة التي تتكفل الولايات المتحدة بإنجازها، ولا علاقة لحماية دول الخليج مما يسمونه الخطر الإيراني، فالمسألة لا تتعدى إطار إسرائيل ومصالحها.
الفزّاعة الإيرانية وحماية دول الخليج من خطورتها وتهديداتها، عنوان نجحت من خلاله الولايات المتحدة وإسرائيل في تطويع الأنظمة الخليجية وتوظيفها لخدمة المشروع الإسرائيلي الأكبر المتمثل في بسط نفوذ الكيان المحتل على منطقة الشرق الأوسط من الفرات إلى النيل، وحسب التطورات الأخيرة في علاقة دول الخليج مع إسرائيل فقد وضعت تلك الدول ثرواتها وجغرافيتها تحت تصرّف تل أبيب ورهن إشارتها.
ورغم أنه لا يوجد نزاع أو صراع سرّي أو معلن بين دول الخليج وإسرائيل إلا أن التطبيع مع الكيان تم تحت عنوان السلام، للاستخفاف بمواطني الخليج المقموعين وإجبارهم على تأييد سياسات أنظمتهم التطبيعية وخنق أي صوت حُرٍّ يفكر في التنديد بتلك الخيانة العظمى لقيم الدين والعروبة والأعراف.
سيستمر تدفق المزيد من القطع الحربية الأمريكية إلى مياه الخليج، وستتبعها قطع حربية إسرائيلية، وسوف يستثمر الإسرائيليون اتفاقات التطبيع بشكل كامل حتى يبسطوا سيطرتهم على كل ما يعزز قوتهم ونفوذهم في المنطقة أملاً في السيطرة عليها بشكل كامل، حسب مخططاتهم القديمة والحديثة.
فتح الخليجيون قلوبهم وأجواءهم ومياههم وحدودهم لحلفائهم الإسرائيليين، ووضعوا ثروات شعوبهم واقتصاداتها في أيديهم كأكبر عملية خيانة للشعوب العربية وقضيتها الأولى “فلسطين” على مر التاريخ، لكن تلك الأنظمة لم تتوقف عند تلك الحدود، بل تجاوزت ذلك وبجرأة وصلت حد التهكم والوقاحة بتوجهها لمنح إسرائيل موطئ قدم في الأراضي اليمنية، وتحديداً في المحافظات الجنوبية، الغنية بمواقعها وموانئها وجزرها الاستراتيجية، التي تحتلها الإمارات والسعودية وتستعدان لمنح إسرائيل ما تريده من تلك الجغرافيا.
سيطرت السعودية والإمارات على المحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية ضمن تحالف عسكري عنوانه دعم واستعادة الشرعية، بطريقة الفزّاعة الإيرانية نفسها، وحتى الآن ومنذ أكثر من خمس سنوات لم تعد الشرعية ولم يتجسد على الأرض أيٌّ من الأهداف المعلنة للتحالف، بل انكشفت أهدافه الحقيقية في تدمير اليمن واقتصادها ونهب ثرواتها، وإغراق المحافظات التي سيطر عليها في النزاعات والاقتتال البيني والفوضى الأمنية، وهي المسارات التي سهّلت على التحالف عملية احتلال الجزر والموانئ وحقول النفط، والبدء بالترتيبات للأهداف الكبرى المتمثلة في تسليم تلك المواقع والجزر للإسرائيليين الذين يرون فيها ضرورة لتأمين مصالحهم وتعزيز نفوذهم في المنطقة.
كشف ذلك احتلال الإمارات محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية وبدؤها في إنشاء مواقع عسكرية واستخباراتية مشتركة مع إسرائيل كخطوة أولى في طريق تسليمها كاملة للكيان الإسرائيلي، حسب ما يفترض عليها بموجب اتفاقية التطبيع، وحسب مراقبين فإن عدن الآن في مرمى العبث الإماراتي، فهي مكان مهم بالنسبة للمصالح الإسرائيلية التي ترعاها أبو ظبي والسعودية.
الأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين، كشف جانباً خطيراً من كواليس اتفاقية التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، حيث يبدو أن “بلفور الإمارات” منح الإسرائيليين وعداً بمنحهم ما يشاؤون في جنوب اليمن، تحديداً عدن وسقطرى”، فمن خلال صورة نشرها الأكاديمي الإسرائيلي على تويتر، لقلعة صيرة؛ قال إن الجميع سيطبّعون، وإنهم سيكونون قريباً في عدن، في إشارة إلى أن الإمارات منحت إسرائيل ذلك الوعد، على اعتبار أنها أصبحت الحاكم الفعلي للمناطق التي تحتلها جنوب وشرق اليمن.
وفي أوقات سابقة كان الأكاديمي الإسرائيلي كوهين، وفي أكثر من موقف، أشار إلى أن حكومة الكيان المحتل تؤيد الفصائل الداعية إلى الانفصال وتدعمها باتجاه تفتيت اليمن وتقسيمه، وهي الفصائل نفسها التي أنشأتها ومولتها الإمارات وأبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بارك قادته اتفاق التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، الأمر الذي يفسر جرأة الأكاديمي الإسرائيلي في نشر تلك الصورة وإرفاقها بتلك التصريحات، ويشير أيضاً إلى أن كل ما تمارسه الإمارات في المحافظات اليمنية يدخل في دائرة المصالح والأهداف الإسرائيلية في اليمن والمنطقة، وبالصمت تُبارك حكومة الشرعية كل ذلك العبث وبيع السيادة.
YNP – إبراهيم القانص :