المبعوث يستخدم “النازحين” لوقف سقوط مأرب.. والشرعية تسحب عتادها من “الجوبة”
المبعوث يستخدم “النازحين” لوقف سقوط مأرب.. والشرعية تسحب عتادها من “الجوبة” المبعوث يستخدم “النازحين” لوقف سقوط مأرب.. والشرعية تسحب عتادها من “الجوبة” المبعوث يستخدم “النازحين” لوقف سقوط مأرب.. والشرعية تسحب عتادها من “الجوبة”
حرص المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، خلال تقديم إحاطته لمجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، على التلويح بورقة النازحين في محافظة مارب، أملاً في وقف تقدم الحوثيين الذين لم يعد يفصلهم عن المدينة سوى بضعة كيلو مترات، بعد تساقط مديريات المحافظة تباعاً في أيديهم وتطويقها من ثلاث جهات، حيث قال غريفيث إن سيطرة الحوثيين على مارب ستكون كارثة على ما أسماها عملية السلام، وخطراً على النازحين.
لم يتحدث غريفيث أو أي مسئول أممي، كعادتهم، عن ما تشكله غارات طائرات التحالف من خطر على المدنيين، الذين دُفن الآلاف منهم تحت أنقاض منازلهم التي أحالتها طائرات التحالف إلى أكوام من التراب والأحجار، ولم تُفرق بين طفل وامرأة أو رجل مُسن، الأمر الذي يعتبره مراقبون انحيازاً واضحاً لمصالح وسياسات دول التحالف ومن خلفها الدول الكبيرة التي تمدها بالأسلحة الفتاكة والمحرّمة، رغماً عن القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
جاء حديث غريفيث عن النازحين مستغلاً هذا العنوان الإنساني لوقف سقوط المحافظة الغنية النفطية وخسارة قيادات الإصلاح والشرعية لما تدره عليهم مارب من أموال طائلة من عائدات نفطها وغازها، والتي كان يفترض أنها ثروة قومية تخص اليمنيين كافة، لكن- وكما يبدو على الأرض- لا جدوى من رفع أي شعار، خصوصاً النازحين، الذين لم يضع لهم التحالف والشرعية ومجلس الأمن أي اعتبار مقابل المعارك الطاحنة والمستمرة التي يديرونها في المحافظات الجنوبية خصوصاً في عدن التي يفوق عدد النازحين إليها عددهم في مارب، حيث يشير مراقبون إلى أن غالبية النازحين في مارب هم قيادات وعناصر حزب الإصلاح الذين تجمعوا هناك من كل المحافظات لإسناد حزبهم ورفده بالمقاتلين.
ويؤكد مراقبون أن الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي لا يضعون أي اعتبار للمدنيين أو النازحين في مناطق الصراع في اليمن، إلا بقدر ما يمثله استغلال تلك العناوين الإنسانية من مكاسب سياسية تعود عليهم وعلى تحالفاتهم، وكذلك المصالح الاقتصادية التي تعود عليهم بفوائد كبيرة خصوصاً في المحافظات النفطية أو المحافظات الغنية بمواقعها الاستراتيجية ومنافذها البرية والبحرية المهمة، كونها الأسباب الرئيسة لتدخل التحالف العسكري في اليمن، أما الشرعية ودعمها وإعادتها فلم يكن سوى مبرر وشرعنة للتدخل، بدليل أنها لا تزال منفية وفاقدة للقرار والصلاحيات منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف وحتى اللحظة، حسب المراقبين.
على الأرض، يواصل الحوثيون تقدمهم في الجوبة، آخر مديرية تفصلهم عن مدينة مارب، وحسب مصادر محلية كانت قوات الشرعية قد حشدت إلى منطقة الجوبة عتاداً عسكرياً مهولاً وأعداداً كبيرة من المقاتلين للتصدي لزحف قوات صنعاء، لكن المصادر أفادت بأن الشرعية أو القيادات الإصلاحية العسكرية تحديداً سحبت ذلك العتاد العسكري الثقيل والمتوسط من الجوبة باتجاه محافظة حضرموت، تاركةً من تبقى من المقاتلين في صفوفها وحيدين في أرض المعركة بأسلحتهم الشخصية، الأمر الذي أثار استياء من تبقى من المقاتلين، وغالبيتهم من أبناء قبيلة مراد، الذين عبروا عن سخطهم من تصرف المجاميع الإصلاحية بسحب الأسلحة الثقيلة من الجوبة، التي تعد خط الدفاع الأخير عن مدينة مارب، بعد أن سقطت مناطق منها بيد قوات صنعاء التي تتقدم بشكل متسارع لاستكمال السيطرة عليها، ويأتي هذا الإجراء بعد أيام قليلة من اتهام التحالف والشرعية للمقاتلين من أبناء الجوبة، خصوصاً قبائل مراد، بالخيانة والسرقة، الأمر الذي يثير التساؤلات عن سر بقاء واستمرار أبناء تلك القبائل في القتال إلى جانبهم رغم كل تلك الإهانات والاستخفاف بهم وبتضحياتهم.
YNP – إبراهيم القانص :