قبل أن يتهدَّمَ المعبدُ على رؤوس الجميع
بقلم/ عبدالله إبراهيم الوزير*
كان أيامَ علي صالح الناسُ ملّوا من الفساد والسرق والنهب، وكان يطلع علي صالح يتكلم بين آونة وأخرى عن الفساد، وكانت النتيجة بعد كل خطاب له عن الفساد أن الفساد يزداد حتى أصبح معلوماً بين الناس أن الفسادَ سيزداد بعد كل خطاب له يقول فيه: إنه سيحارب الفساد..
ونحن اليوم ستَّ سنوات من الثورة ومن العدوان الوحشي من آل سعود على بلادنا تغلغل الفساد والاستهتار بدماء الشهداء، وتضحيات المجاهدين، وصبر الشعب.. وأثرى الفاسدون تحت غطاء المسيرة والمشرفين والمسؤولية وغير ذلك من المسميات، ولقد أصبح الفاسدون محل إشارة من الشعب، ومحل انتقاد من قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي.. ويبدو أن لوبي الفساد أصبح أكبر من الانتقاد، وأكبر من النصائح، وأصبحنا بحاجة إلى جهاد ومجاهدين لمحاربة الفساد بنفس الوتيرة التي نجاهد بها في الجبهات..
لقد استفحل الفساد، وأصبحت له مراكزُ قوى ولوبيات ومدافعين عنه، وأصبحت المواجهة معه تحتاج إلى عمليات جراحية سريعة وعاجلة لإنقاذ الثورة ومسيرتها..
لقد تشوَّهت المسيرة؛ بفعل هؤلاء المتسلقين، أو بفعل أولئك المنحرفين الذين انخدعوا ببهرجة السلطة والمال ومالوا عن الطريق في سنوات خمس رغم خلفياتهم الجهادية والإيمانية.
وإننا لنستغرب كيف انحرف هؤلاء مع أن واقع الدولة والشعب هو الحصار وقلة الموارد، ومع ذلك أفسد هؤلاء رغم قلة الموارد، ولم تردعهم خلفياتهم الإيمانية والجهادية، وانبهروا بالفتات، فكيف الحال لو كانت الدنيا “سابرة”، والأموال تتدفق على الدولة، لكان هؤلاء أعلنوا كفرهم بالمسيرة وقائدها..
الأمر خطيرٌ جداً، وتكاد المسيرة تتآكل من الداخل؛ بسبب فساد بعض المنتمين لها والمنحرفين عنها..
وللأسف الشديد أن بعضَ من تبوأوا المسؤولية لم يكونوا على قدرها، ولا قادرين على أن يعكسوا الصورة الجميلة للمسيرة القرآنية.. وللأسف أن بعض المسؤولين أصبحوا محل تندر من الجهات التي يديرونها، وأصبحوا حديث الموظفين عن فسادهم وانحرافهم.
إننا بحاجة إلى فعل يجتثُّ هؤلاء الفاسدين، وكما قال السيد عبدالملك في أحد خطاباته: إنه رجلُ قول وفعل.. ونحن نقول له: الناس تريدُ منك اليومَ الفعلَ لمواجهة الفساد والانحراف رغم صعوبته، وكما كان الشعب إلى جانبك لمواجهة العدوان، فإن الشعب سيكون معك لمحاربة الفاسدين والمنحرفين وأصحاب الشلليات ومراكز النفوذ وتقاسم السلطة..
الأمر شديد الوعورة، لكنه غير مستحيل، والتضحية من أجل تصحيح المسار أصبحت ضرورة، قبل أن يتهدم المعبد على رؤوس الجميع..
والعاقبة للمتقين..
وإن النصر لقريب..
* رئيس تحرير صحيفة البلاغ