أخيراً العملاء في الخليج يعلنون: فلسطين ليست قضيتنا!
(أكبر عقبةٍ أمام دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا بل هي الرأي العام في الشارع العربي الذي تعرض على مدار سنوات طويلة لدعاية عَرَضت إسرائيل بشكل خاطئ ومنحاز)
هكذا وبالحرف الواحد غرد رئيس وزراء العدوّ الصهيوني بنيامين نتنياهو على صفحته في تويتر ذات يوم.. تحديداً في نوفمبر 2017!
ما أراد قوله في الحقيقة هذا المجرم هو أن كيانه وعلى الرغم من تمكّنه من ترويض وضمان ولاء معظم القيادات والحكومات العربية بطريقةٍ أَو بأُخرى إلا أنه قد فشل على مدار سنوات الصراع العربي الإسرائيلي في ترويض الشارع العربي وجعله يتقبل فكرة التطبيع أَو التعامل مع هذا الكيان المجرم الغاصب، فكأنه بذلك قد أرسل إشارة إلى عملائه وأدواته المخلصين في المنطقة أن عليهم أن يتخذوا خطواتٍ عمليةً جادة في هذا المضمار.
أصحابنا محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وكما هي عادتهم دائماً في مثل هذه الحالات طبعاً ما يقصروا ويحبوا دائماً يخدموا على رأي الممثل الكوميدي عادل إمام، وبالتالي فقد تلقفوا هذه الإشارة بحماسةٍ غير عادية، وقد علم العرب طبعاً أنه لا يوجد فيهم أكثر تفانياً وإخلاصاً من هذين المحمدين حين يتلقفون مثل هذه الإشارات!
لم ينتظروا في الحقيقة طويلاً حتى يأتيهم النتنياهو بخارطة طريق أَو ما شابه ذلك لكنهم سارعوا واتخذوا خطواتٍ حاسمة وسريعة لم يكن يتوقعها أَو يحلم بها حتى نتنياهو نفسه، فلديهم وكما تعلمون سيئة الصيت (إم بي سي).. هي كفيلة بأن تتعهد بالمهمة وتتكفل بالأمر!
لم يمضِ على ذلك الأمر في الحقيقة سوى سنة وبضعة أشهر إلا وطلعت علينا في هذه الأيّام سيئة الذكر تلك (إم بي سي) بمسلسلين من إنتاج وتمثيلٍ وإخراج خليجيٍ صرف يروجان في أوساط الشارع العربي بكل صفاقة ووقاحة للتطبيع مع هذا الكيان الإسرائيلي المجرم!
بصراحة رعى الله أَيَّـام زمان، أَيَّـام لم يكن هنالك في متناولنا سوى الدراما المصرية والتي لم نعرف يوماً أنها قدمت في هذا الخضم إلا كُـلّ ما يخدم القضية الفلسطينية وينمي ويزيد من مشاعر العداء لدى شعوبنا لهذا الكيان الصهيوني المجرم على الرغم من وجود علاقة دبلوماسية ومعاهدة سلام بين الجانبين المصري والإسرائيلي تم التوصل والتوقيع عليها منذ عقود! ومن منا طبعاً لا يتذكر على سبيل المثال لا الحصر مسلسل (فارس بلا جواد) للرائع محمد صبحي.
وليت الأمر توقف عند هذا الحد، لكنهم ذهبوا في هذين المسلسلين إلى أبعد من ذلك وقدموا القضية الفلسطينية على أَسَاس أنها ليست قضية العرب لا الأولى ولا الثانية ولا حتى العاشرة وأنها لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد وإنما هي قضية الفلسطينيين (ناكري المعروف بحسبهم) لوحدهم الأمر الذي جعل عبيدهم وإماءهم ينزلون هشتاجاً في وسائل التواصل الاجتماعي يقول: فلسطين ليست قضيتنا!
بالله عليكم هل رأيتم أوقح وأقبح من هؤلاء العاهات؟!
ومتى كانت فلسطين قضيتهم أصلاً؟!
ألم يتخابروا مع إسرائيل في حرب حزيران 67؟!
حتى الأموال التي كانوا يتظاهرون أنهم يقدمونها لدعم الفلسطينيين لم يكونوا يقدمونها إلا بعد أخذ الموافقة الأمريكية والإسرائيلية مسبقاً أَو بناءً على طلبٍ منهما لتبييض صورة أَو لتحسين موقفٍ فقط!
وبالتالي ففلسطين ليست قضيتهم فعلاً. فلسطين هي قضية كُـلّ الشعوب الحرة، هي قضيتنا نحن المركزية والأولى التي لم ولن نحيد عنها أَو نتزحزح عن مناصرتها وتأييدها قيد أنملة!
وعليه، فلا قناة الـ (mbc) ولا (أم هارون) ولا (مَخرَج ستة) أَو سبعة – لا أدري – ولا ما سيأتون به لاحقاً ومستقبلاً عبر قنواتهم ووسائل إعلامهم المشبوهة سيغير من قناعات شعوبنا الحرة أَو يجرها لحظةً واحدة إلى مربع التطبيع بأي حالٍ من الأحوال وتحت أي ظرفٍ من الظروف، فهوى الحبيبة فلسطين يجري في دماءنا وتنبض به قلوبنا حتى نستردها إن شاء الله أَو نلقى الله على هذا الحال.
عاشت فلسطين حرةً عزيزةً وعاش كُـلّ المقاومين الأحرار والخزي والعار لكل من تسول له نفسه التطبيع أَو التعامل مع هذا الكيان الإسرائيلي المجرم ولا نامت أعين الجبناء.
بقلم الشيخ عبدالمنان السُّنبلي