السيول تكشف الوهم الذي يبيعه العرادة لأبناء مأرب
منذ أن استفرد محافظ مأرب – القيادي في حزب الإصلاح – سلطان العرادة، بإيرادات المحافظة من النفط والغاز وهو يبيع الأوهام لأبناء المحافظة،
عبر وسائل إعلام سخرها لتلميعه، فتارة يعدهم بإنشاء استاد رياضي وأخرى بتنفيذ طرق إسفلتية إلى عدد من المديريات، أما إنشاء مطار دولي في المحافظة فقد كان موضوعاً للتندر والسخرية، ومثله مشروع السكة الحديدية الذي كان ضمن مبيعات الوهم التي يسوقها العرادة لأبناء محافظة مارب.
أصبح أبناء مارب يدركون أن محافظهم العرادة لا يجيد سوى بيع الوهم لصرف الأنظار عن حجم ما ينهبه من الإيرادات النفطية والغازية، والتي يرفض منذ سنوات عدة توريدها للبنك المركزي، ويحتفظ بها لنفسه في أماكن مخصصة وفي حسابات بنكية خارجية، إلا أن حزبه “الإصلاح” الذي يحكم المحافظة بالحديد والنار يقمع أي صوت يرتفع بالسؤال عن مصير كل تلك الأموال، وسجونه السرية القمعية جاهزة لالتهام أي صوت حر يرتفع معارضاً لما يحدث.
وكما أفادت الأنباء المتواترة بأن محافظ مارب يستخدم إيرادات النفط والغاز لمصالحه الشخصية، واستثماراته في الخارج، وتحديداً في تركيا التي يتواجد فيها المئات من قيادات الإصلاح، والتي تناقلت الأنباء أن لدى العرادة مشروعاً استثمارياً كبيراً بالشراكة مع بعض القيادات الإصلاحية وهو مصنع للحديد والصلب، كما يسخر أموالاً باهظة ينفقها على إعلاميين ووسائل إعلامية لتلميعه أمام مواطني المحافظة، ليتوارى خلف ذلك التلميع الوجه الحقيقي لأكبر فاسد في تاريخ البلاد.
مصادر مطلعة قالت إن محافظ مارب يتعمد إبقاء محطة الكهرباء الغازية خارج الخدمة، ليستمر في بيع الطاقة الكهربائية المشتراة عبر شركة خاصة يمتلكها، الأمر الذي يحرم أبناء المحافظة من الاستفادة من الكهرباء الحكومية، بعد قطعها على أبناء المحافظات اليمنية كافة، بالإضافة إلى شركات أخرى للطاقة المشتراة المفروضة على أبناء المحافظة، والتي يمتلكها حميد الأحمر وتاجر آخر مدعوم من المحافظ يدعى الخراز.
ويرى مراقبون أن حجم العبث الذي يمارسه العرادة بإيرادات النفط والغاز في مارب تجسد خلال كارثة السيول التي حلت بالمحافظة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كشفت السيول مدى الفساد الحاصل لافتقاد المدينة بشكل خاص أبسط البنى التحتية لتصريف مياه الأمطار، وحماية المواطنين من خطر السيول المتدفقة، والتي حصدت خلال اليومين الماضيين أرواح حوالي عشرة بينهم أطفال، فضلاً عن عشرات المفقودين، وجرف منازل بشكل كامل، واقتحام السيول منازل أخرى وأفسدت كل محتوياتها.
كان الأكثر تضرراً من السيول في مارب مخيمات النازحين، وهي الأخرى وجه من وجوه فساد المحافظ وسلطته المحلية التابعة للإصلاح، فباسم هؤلاء النازحين يجني العرادة ومسئولوه أموالاً طائلة، وفي المقابل لا يجد النازحون ولو نسبة قليلة مما يجب أن يحصلوا عليه من الرعاية والحماية من الكوارث.
الأكثر إثارة للسخرية أن حكومة هادي والسلطات المحلية في مارب ظلت توجه نداءات استغاثة، لإنقاذ المتضررين من السيول، وكأن محافظة مارب فقيرة من الموارد والثروات، في عملية استنزاف متواصلة للجهات الدولية والتحالف، والمتاجرة بمعاناة المواطنين وخصوصاً النازحين.
YNP – إبراهيم القانص