جائحة حقيقية تفتك بملايين اليمنيين
YNP- في مواجهة جائحة عالمية أودت بحياة 25 ألف إنسان وأصابت أكثر من نصف مليون حول العالم، حسب آخر إعلان لمنظمة الصحة العالمية، يجد اليمنيون أنفسهم غارقين في معمعة من المشكلات الحياتية التي أفرزتها الحرب الدائرة رحاها منذ خمسة أعوام، تكسو ملامحهم الحيرة ويعتريهم الفزع والشعور بالعجز في آن واحد، فيما الشرعية رئيسا وحكومة ومسئولين ونافذين وقيادات حزبية وعسكريين وتجار حرب يعانون التخمة في فنادق دول التحالف ويديرون أرباحهم التي لا يزالون يجنونها من معاناة اليمن.
ومع تفشي وباء كورونا المستجد في بلدان العالم، كان التهديد الذي تمثله هذه الجائحة على اليمن محط اهتمام منظمات وجهات محلية ودولية، وانطلقت الدعوات من داخل البلاد وخارجها، منذرة بما يشكله هذه الوباء من خطورة على ملايين اليمنيين، نظرا لما يعانيه من انهيار في النظام الصحي.، جراء الحرب التي تركت آثارها المدمرة في كل تفاصيل الحياة بالنسبة لهذا البلد، فيما ظلت حكومة هادي ملتزمة موقفا مريبا من كارثة باتت تهدد حياة شعب تدعي هذه الحكومة أنها تمتلك الشرعية لحكمه.
سلطة صنعاء بدت هذه المرة أكثر مسئولية في تعاطيها مع نذر كارثة كورونا، وتجلى ذلك من خلال تشديد الاجراءات والتدابير الاحترازية لمنع دخول الوباء إلى البلاد، وكذا دعوتها على لسان عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لهذه السلطة، محمد علي الحوثي، المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته تجاه ما يتهدد حياة اليمنيين جراء هذا الوباء، في ظل الحرب والأوضاع المعيشية البالغة الصعوبة التي افرزتها، وما لحق بالبنية التحتية من دمار جراء غارات الطيران، ما أدى إلى خروج 50 % من بنية القطاع الصحي عن العمل، وكذا الانهيار الذي تعانيه المنشآت الصحية العاملة في أنحاء متفرقة من البلاد.
وفي مقابل ذلك التحرك وتلك الجهود الجدية، من قبل سلطة صنعاء التي أغلقت جميع المنافذ المؤدية إلى مناطق سيطرتها، وأوقفت رحلات الأمم المتحدة عبر مطار صنعاء الدولي، وأقامت مناطق حجر صحي في هذه المنافذ، فتحت حكومة هادي المنافذ البرية والبحرية والمطارات أمام القادمين من خارج البلاد، يمنيين وغير يمنيين، دونما أي إجراء من الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالة كإجراء الفحوص للقادمين وإقامة المحاجر الصحية لاستقبال القادمين حتى يتم التأكد من عدم إصابتهم بالوباء، وهو ما عده مراقبون استهتارا واضحا بحياة الملايين من أبناء الشعب، وتنصلا قطعيا عن واحد من أهم واجبات هذه الحكومة.
من ميدي على ساحل البحر الأحمر، وهي المنطقة التي شهدت- ولا تزال- أطول المعارك وأكثرها نزيفا، على مدى السنوات الخمس الماضية، قرع كورونا أبواب اليمن، ودخل عبر عسكريين موبوئين، سعوديين ويمنيين موالين للتحالف، وهو ما ذكره قائد الحوثيين عبدالملك الحوثي، في خطابه المتلفز أمس الأول، في الذكرى الخامسة لانطلاق عمليات التحالف العسكرية في اليمن، وهي المناسبة التي يطلق عليها الحوثيون “اليوم الوطني للصمود”، مشيرا إلى تكتم شديد عن انتشار الوباء في صفوف القوات العسكرية التابعة لحكومة هادي والتحالف في محور ميدي القتالي، لتتأكد حقيقة ما ذكره قائد الحوثيين في وقت لاحق، أمس الجمعة، وفق تصريحات مصادر عسكرية في هذه القوات لوسائل الإعلام.
وكانت المعلومات قد ترددت الخميس عن أعداد كبيرة من الإصابات في صفوف قوات هادي في محور ميدي، قُدّرت بالعشرات، وامتناع السعودية عن استقبالهم لتلقي العلاج في مستشفيات منطقة جيزان الحدودية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا على استرخاص السعودية للعسكريين اليمنيين الذين يدافعون عن حدودها، ومن ناحية أخرى فقد عدوه دليلا واضحا على حرص السعودية على إدخال هذا الوباء إلى اليمن، حتى وإن كان عبر من أصبحوا أكثر ولاء لها من جنودها الذين استعاضت عنهم بمقاتلين يمنيين لحماية حدودها التي تواجه ضغطا عسكريا من قبل الحوثيين.
وأضاف المراقبون أن الجائحة الحقيقية والمزمنة تتمثل في حكومة هادي التي رهنت نفسها للسعودية منذ خمس سنوات، فكانت سببا في ما لحق بالبلاد من قتل ودمار وحصار ومجاعة وتمزيق للنسيج الاجتماعي، كما كانت اليوم وعبر قواتها التي تقاتل على حدود السعودية، سببا في إدخال الوباء إلى البلاد، بما يمثله من تهديد خطير لحياة الملايين من أبناء الشعب.
تقرير/ عبدالله محيي الدين