كل ما يجري من حولك

القوات الضاربة للحوثيين تتلقى إشارة الحسم لدخول مدينة مأرب (تفاصيل)

3٬065

 

انتصار جديد يسجله الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» التابعة للحوثيين غرب محافظة مأرب (الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء)، في إطار عملية «البنيان المرصوص» التي انطلقت مطلع العام الجاري وانتهت بانسحاب القوات الموالية لـ«تحالف العدوان»، تحت كثافة نيران الجيش و«اللجان» الواقفين الآن على بوابة مأرب الغربية. التقدم تحقق بمساندة قبائل مأرب لـ«قوات صنعاء»، وجاء مع اشتداد المواجهات في عدد من الجبهات المشتعلة في محيط مأرب المدينة. ووفقاً لمصادر عسكرية، تقدّم الجيش و«اللجان» صوب المدينة من مسارات عديدة هي: صرواح والجدعان ورغوان وقانية، متجاوزين عشرات الغارات التي تشنها طائرات التحالف يومياً.

 

وما مهّد للتقدم الكبير أمس هو تمكن قوات الجيش و«اللجان» من السيطرة على مرتفعات «جهة المشجح»، جنوب شرق جبل هيلان الاستراتيجي الذي يطل على مأرب من شمال غرب المدينة، كما أنها استعادت مرتفع الهلول الموازي لهيلان من الجنوب الشرقي، ثم تمكنت بعد معارك عنيفة من السيطرة على العطيف، لتتقدم نحو نقطة الكسارة شمال هيلان والطريق الإسفلتي في منطقة الكمب التي تبعد 15 كلم عن مأرب. وفي اتجاه صرواح، خاضت القوات مواجهات عنيفة مع قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وميليشيات حزب «الإصلاح» الإخواني، التي استخدمت فيها مختلف الأسلحة، كما شاركت فيها طائرات العدوان المروحية والحربية، ملقية القنابل العنقودية لإعاقة تقدم القوات نحو مطار صرواح و«معسكر كوفل».

 

في التفاصيل، تمكنت «قوات صنعاء» من الالتفاف على سلسلة مرتفعات البراء وسيطرت نارياً على الطلعة الحمراء الاستراتيجية، ما منحها سيطرة نارية على عدد من مناطق صرواح التي لا تزال تحت سيطرة قوات هادي و«الإصلاح».

 

لكن في الأيام القليلة الماضية، أحرز الجيش تقدماً بعد معارك عنيفة نحو مفرق الملح وسيطر عليه ليؤمن جبل النظارة وجبال اتياس، وصولاً إلى محيط «كوفل»، ما يعني عملياً تطهير مديرية صرواح بنسبة 94%. وفق المصادر العسكرية، حتى فجر أمس، تمت السيطرة على المعسكر مع عتاد كبير، فيما يجري الآن التقدم نحو منطقة الزور التي تمهد للسيطرة على ما تبقى من صرواح، وهي (6%) أرض مستوية. في حال إتمام ذلك، سيكون الجيش و«اللجان» قادرين على فرض خيارات الحرب والسلم في مأرب، وهو القرار الذي لا يزال سياسياً حتى الآن، وتحديداً بيد «المجلس السياسي الأعلى» في العاصمة، إلى جانب القيادات التي تنحدر من مأرب وتعيش في صنعاء.

 

التصعيد على الأرض في محيط مأرب واقتراب القوات من المدينة من ثلاثة مسارات (الأول من الشمال الشرقي، وهو جبهة المشجح هيلان التي تبعد عن المدينة 15 كلم، والثاني من الشمال الغربي من جبهة صرواح غربي المدينة 10 كلم، والثالث من اتجاه مديرية مدغل شمال شرق المدينة)، جاء بعد هجوم من قوات هادي ارتد إلى دفاع ينكسر يوماً بعد آخر، وكذلك بعدما أخفق المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، خلال زيارته القصيرة في الثاني عشر من الشهر الجاري، في الضغط على صنعاء لوقف التقدم باتجاه مأرب تحت مبررات إنسانية. وتجنّباً للخوض في مساعي غريفيث، رفض رئيس «السياسي الأعلى»، مهدي المشاط، لقاءه، بل أحاله إلى القيادات العسكرية والسياسية والقبلية من أبناء مأرب، لكونهم أصحاب الأرض.

 

فعلاً اجتمع المبعوث الدولي بهم في لقاءين منفصلين قدموا إليه خلالهما «مبادرة السلام» لتجنيب المحافظة ويلات الحرب، مطالبين الأمم المتحدة بإقناع الطرف الآخر (التحالف) بالتجاوب مع المبادرة، ومؤكدين أن مأرب «ليست حكراً على حزب الإصلاح الذي سُجّلت عليه انتهاكات جسيمة وأعمال قمع بحق أبناء المحافظة».

 

المصادر القبلية في مأرب قالت لـ«الأخبار» إن هناك استجابة كبيرة لجهود الوساطة التي تجريها صنعاء في أوساط القبائل لتجنيب المحافظة الحرب، معتبرة الهجوم الذي شنته ميليشيات «الإصلاح» على قبيلتي الدماشقة وآل جلال أواخر الأسبوع الماضي، واستخدمت فيها الميليشيات الأسلحة الثقيلة، «محاولة فاشلة لترهيب قبائل مأرب من أيّ تبعات للتجاوب مع مبادرة السلام».

 

(رشيد الحداد – الأخبار)

You might also like