كل ما يجري من حولك

«أنتي وور»: اتفاق واشنطن و«طالبان» مثير للسخرية!

«أنتي وور»: اتفاق واشنطن و«طالبان» مثير للسخرية!

494

متابعات:

بعد يوم من الهجوم على برجي التجارة العالمية في نيويورك عام 2001 ظهر الرئيس الأمريكي حينذاك جورج بوش الابن على شاشة التلفزيون الوطني وأعلن أن الرد على هذه الجريمة سيكون مدروساً وأن واشنطن ستعتقل الإرهابي أسامة بن لادن وتحاكمه، وأنها لن تتعامل مع حكومة طالبان طالما أنها تؤوي جماعات إرهابية مثل «القاعدة».
جاء هذا في مقال نشره موقع «أنتي وور» الذي أكد أن الرد الأمريكي لم يكن مدروساً بتاتاً، ولو كان كذلك، لما حدثت الحرب على أفغانستان وكذا العراق.

ولفت المقال إلى أن إدارة بوش، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، اكتفت بتنفيذ انتقام وحشي، مضيفاً: بالطبع هي لم تكن تريد محاكمة بن لادن خوفاً من فضحه علاقة «القاعدة» بـ«سي آي إيه» ونظام بني سعود، من بين أمور أخرى، لذلك قررت غزو أفغانستان، حيث سعت لإظهار قدراتها، ولأنها تحتاج إلى نقطة انطلاق لغزو العراق بما من شأنه القضاء على منافس قوي لها في الخليج.

وأوضح المقال أن واشنطن ذهبت إلى حربها والنتيجة هي أنها ما زالت تخوض هذه الحرب بعد مرور ما يقرب من عشرين عاماً، وقد بلغت تكلفتها نحو تريليوني دولار وأزهقت أرواح ما لا يقل عن نصف مليون أفغاني من دون أي إشارة تلوح في الأفق إلى أنها ستنتهي قريباً، لا بل قد تسوء الأمور أكثر من ذلك، واتفاق «السلام» المزعوم الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع «طالبان» مؤخراً هو دليل على ذلك.

ووجد المقال أن الاتفاق مثير للسخرية، إذ إنه يلزم حركة « طالبان» بمحاربة «القاعدة» وغيرها من الجماعات الإرهابية، علماً أن متزعم الحركة العسكري يرأس مجموعة فرعية مدرجة بذاتها على قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة رسمياً والتابعة لوزارة الخارجية الأمريكية!.

وأضاف المقال: كما يدعو الاتفاق «طالبان» إلى إطلاق سراح أسرى لديها مقابل محتجزين من مقاتليها لدى الحكومة الأفغانية، رغم أن المفاوضين لم يتواصلوا مطلقاً مع الحكومة الأفغانية لمعرفة موقفها حول هذا الأمر!، وهذا هو السبب في انهيار الاتفاق في وقت قياسي، ففي اليوم اللاحق لتوقيع الاتفاق، أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني أن تبادل الأسرى أمر غير وارد، وبعد ذلك، ردت «طالبان» بشن 43 هجوماً على القوات الحكومية الأفغانية، وفيما بعد، ردت الولايات المتحدة بقصف مواقع «طالبان» في مقاطعة هلمند.

وأشار المقال إلى أن «الأنموذج الأفغاني»، الذي تم وضعه في استراتيجية إدارة بوش الأولية، يعتمد على مزيج من فرق «سي آي إيه» والقوات الخاصة والقوات الجوية والميليشيات المحلية المؤجرة التي كانت على استعداد للانصياع للولايات المتحدة مقابل الحصول على الدعم العسكري والمالي، وقد رأينا كل ذلك من قبل في فيتنام والصومال ودول أخرى، وبالتالي، كل شيء كان متوقعاً.

You might also like