رسالةٌ إلى أبناء ووجهاء محافظة ريمة قبل معركة مأرب
منصور البكالي
لن نحدثَكم عن انتصارات الجيش واللجان الشعبيّة في محافظة الجوف ولا ما قبلها، ولن نرويَ لكم في هذه الرسالة نجاحاتِ دفاعاتنا الجوية أَو قوتنا الصاروخية والطيران المسيّر، بل سنخبرُكم الحقيقةَ، والحقيقة لا غير.
هذه الحقيقة تقول: “دماؤكم ودماء أبنائكم غالية علينا وغالية جِـدًّا على كُـلّ الأحرار في هذا الوطن”.
وصوناً لهذه الدماء نؤكّـد لكم كما عهدتمونا ناصحين ومحبين ومشفقين لا تستحق أن تفرطوا بقطرة واحدة منها في سبيل استمرار الكثير من المخدوعين والمغرّر بهم بالقتال إلى جانب المحتلّ السعودي والإماراتي ومن يقف خلفهم من أصحاب المشاريع الاستعمارية التي تستهدفنا جميعاً، وتخطط لاحتلال أرضنا ووطنا ومصادرة سيادتنا الوطنية وثرواتنا الوفيرة، وحريتنا وكرامتنا التي لا يضاهيها ثمن في هذه الحياة.
أيها الآباء والمشايخ العقلاء: ذهاب الكثير من شباب محافظة ريمة للقتال في صفوف العدوان منذ اللحظة الأولى للحرب على شعبنا مثّل نقطةَ حَرَجٍ لنا جميعاً، واعتبر نقطة ضعف ووصمة عار لن ينساها التأريخ، بقدر ما هي نتيجة طبيعية لعدم ثقتكم بالله الذي وعد في كتابه الكريم بنصره للمستضعفين، إضافةً إلى تشكيككم في قدرات أبناء شعبكم الأحرار في صفوف الجيش واللجان الشعبيّة بمختلف وحداتهم الدفاعية والهجومية التي أبهرت العالم خلال كُـلّ هذه الفترة.
أيها الآباء والمشايخ والعقلاء: لن نقول البعض منكم بل الغالبية فرّطوا وقصّروا في مسئولياتهم خلال الفترة الماضية، بل وساهموا في الدفع بشبابنا الذين هم مصدر فخرنا وقوتنا إلى صفوف العدوان، ولكن كُـلّ هذا من الماضي ولا داعيَ للتذكير به وإن كان يحز في النفوس فقلوبُنا مليئة بالإشفاق عليكم والأمل بتغيُّر مواقفكم تجاه الكثير من القضايا التي تكشفت وظهرت حقاقها للجميع.
ومن هذا المنطلق ادعوكم، كُلٌّ بأسمة وصفته، للتحَرّك الجاد والفعال، كُلٌّ من موقعه في مساعدة شبابنا الذين في مأرب على العودة إلى حضن الوطن وإلى بين أهليهم واخوانهم وديارهم معززين مكرمين، والنجاة بأنفسهم من مصير من سبقهم في المعارك العسكرية التي دارت في محافظة الجوف ومديرية نهم.
ولن يكونَ لكم ذلك ما لم تكونوا صادقين مع أنفسكم ومحبين لأبنائكم وليس للأموال التي تقبضونها ثمنا بخسا لقيمة دمائهم، فراجعوا حساباتكم بدون خجل أَو تردد أَو حياء فالخطأ حصل ولا سبيل أمامَكم غير التكفير عنه بالصواب.
والصواب يتمثل هنا في أن كلاً منكم يتصل بمن يقرب له من أسرته وعائلته ومن يعرفه من أبناء قريته وعزلته وقبيلته، الذين خدعوا ومكر بهم ويستمر المكر بهم في مأرب أَو في تعز والحدود السعودية وغيرها من جبهات العدو، وتقدموا لهم نصحَكم المعوَّل على سماعه وطاعته بسرعة العودة وضرورة مغادرة خندق المحتلّين الذي لا يهمهم من سقط في خدمتهم قتيل أَو جريح بمبرّر أنه يعطيهم المال مقابل ذلك!!!
أيها الإخوة آباء وأمهات: أعود وأؤكّـد لكم أن دماء أبنائكم غالية ولا تساويها كُـلُّ أموال آل سعود وعيال زايد، وكل بنوك الدنيا، ومن وأجبكم نصحهم بالعودة وإن خفتم الفقرَ فالله سيغنيُكم من فضله والشيطان هو من يعدكم الفقر ويخوفكم به لتكونوا من جنده.
وحافظو على أن كُـلّ أبناء اليمن يحسبون لكم كفاحكم وسعيكم للحصول على المال الحلال ما لم يحسدوكم على ذلك من خلال ما عهدوه عنكم، وتذكروا أن لكل جواد كبوة وكبوة أبناء ريمة بقاء شبابهم في صفوف العدوان.
فحياء على خير العمل ولا تنسوا أرقامَهم الموجودة في تلفوناتكم واتصلوا بهم في الصباح والمساء والظهيرة.. وكونوا لهم من الناصحين بأنهم يستحقون الحياة والعيش بينكم بعد غربة طالت وطال معها شوقكم إليهم وشوقهم لأحضانكم الدافئة بالحب والعطف والحنان، فحان لكم عناق فلذات أكبادكم، ووفقكم الله لتجنب تلقي العزاء بتحولهم إلى جثث هامدة في سفوح الجبال والوديان والصحاري، فيسكن الحزن قلوبكم التي لا تستحق غير الفرحة والسرور.
أخيراً: أكتب هذه السطور وأنا على ثقة بكم وبكل المخلصين من جميع المكونات السياسيّة دون استثناء، أنكم أهلٌ لهذه النصيحة وتستحقون أن نضعَكم في حدقات عيوننا وأحشاء قلوبنا، ومن وأجه منكم أية صعوبات في هذا الصدد فعليه التواصل بالرقم “176” لتنسيق والمساعدة لحل أية مشاكل تواجهكم مالية كانت أَو أمنية.
وكما هي ثقتنا بكم ثقوا بالله أنكم جديرون بالنصر، وأبناؤكم جديرون بالحياة، فشاركونا النصر بأقل ما تملكون.