كل ما يجري من حولك

«نيو إيسترن آوت لوك»: حِقبةُ الهيمنة الأمريكية ولّت

«نيو إيسترن آوت لوك»: حِقبةُ الهيمنة الأمريكية ولّت

1٬056

متابعات:

أكد مقال نشره موقع «نيو إيسترن آوت لوك» أن عدد الدول التي نأت بنفسها عن الولايات المتحدة آخذ بالتزايد وخاصة منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شعار «أميركا أولاً»، مشيراً إلى أنه في أعقاب الحرب الباردة، اضطلعت الولايات المتحدة بدور مهيمن على الساحة الجيوسياسية، مدعية أنها «القوة العظمى» الوحيدة في العالم وهي الآن تحاول الحفاظ على هذه المكانة بأي ثمن حتى على حساب عزلتها.

وقال المقال: خلال السنوات الأخيرة تغيرت نظرة الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة، نتيجة الانتقادات المتزايدة التي وجهتها سياسات ترامب لألمانيا، أهم الدول المحورية في الاتحاد الأوروبي، والتي عانت من خسائر مالية كبيرة بسبب العقوبات القاسية المناهضة لروسيا، والحال نفسها تنطبق على الكثير من الشركات الأوروبية التي فقدت السوق الروسية فعلياً.

وتابع المقال: وعلى النقيض من ذلك، نجد أن العلاقات بين موسكو وبرلين تتسم بالدفء لجهة الاتصالات الأخيرة والاجتماعات الشخصية بين قادة البلدين حول القضايا الموضوعية التي تواجه أوروبا والشرق الأوسط، بما فيها الحرب على ليبيا، وتفاقم التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، إضافة إلى النزاع في أوكرانيا وإنجاز مشروع «نورد ستريم 2».

ولفت المقال إلى أن ألمانيا، تحت قيادة أنجيلا ميركل، أدركت أن هناك ضرورة كي يعتمد الاتحاد الأوروبي على نقاط القوة الخاصة به لضمان أمنه وحماية مصالحه، وسط التكيف مع الحقائق المتغيرة باستمرار، وهكذا نجد أن أعداداً متزايدة من الأحزاب السياسية المتنافسة مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي التابع لميركل وصلت إلى استنتاج مشترك مفاده أن الوقت قد حان لمراجعة سياساتها تجاه موسكو والتخلص من عقوبات واشنطن.

ورأى المقال أنه يمكن قول الشيء نفسه إلى حد كبير عن فرنسا التي تحاول الهروب من فخ خطر يهدف لجرها إلى مواجهة مع روسيا، لذلك نراها تواصل التأكيد على أنه من دون تسوية الخلافات مع روسيا فإنه لا يوجد مستقبل آمن ومستقل لأوروبا.

والجدير ذكره، وفقاً للمقال، أنه في التقرير الذي نشر عشية مؤتمر ميونيخ الأمني، الذي عقد في 14 من الشهر الجاري ويستمر حتى 16 منه، وفي المقابلات المختلفة التي قدمها رئيس هذا المؤتمر فولفغانغ إيشينجر، تم التأكيد على أنه منذ تولي ترامب مهام منصبه، لم تعد الولايات المتحدة وأوروبا تسعيان إلى تحقيق الأهداف ذاتها، ومن وجهة نظر إيشينجر، فإن أوروبا والولايات المتحدة تبتعدان عن بعضهما بعضاً لأنهما أدركتا أن حقبة الهيمنة الغربية قد ولت، وسط فشلهما في فرض رؤيتهما الخاصة للعولمة على بقية العالم.

You might also like