التعامل مع الأمم المتحدة كمن يتعامل مع الشيطان
منصور البكالي
هل تتوقعون من الشيطان الرجيم الذي أقسم لله بأن يقعد لبني آدم السراط المستقيم، وأن يغويَهم أجمعين، أن يقدم لأحد منا يوماً من الأيّام خدمة جليلة؟!.
وهل تتوقعون من الشيطان أن يتعاملَ معنا في ملفات المرضى والأسرى والحصار برحمة وإنسانية؟!، ومن منكم سمع يوماً من الأيّام وعبر التأريخ وفي مختلف الأديان، أن الشيطان أصلح بين متخاصمين؟!.
فمن يطلب اليوم من الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص غريفيث، المساعدة في إخراج المرضى، أَو في تبادل الأسرى، أَو في إصلاح منظومة الاتصالات الدولية، كمن يطلب من الشيطان أن يهديَه إلى السراط المستقيم وأن يدخله الجنة!!.
يا إخوة يجب أن تكون آمالُ وتطلعاتُ الشعب مبنيةً على أسس قرآنية، تتخذ من التوكل على الله والاعتماد عليه وتنفيذ توجيهاته في التعامل مع المستكبرين بقوة وعزم وإرادة، مسلك للوصول إلى الحل لأية مشكلة تواجهنا.
وصدقوني أن التعاملَ مع الأمم المتحدة، والركون أليها، بأي شكل من الأشكال، يعبّر عن قصر في الوعي، وضعف في البصيرة، وتراجع في مستويات الإيمان بالله والتصديق لتوجيهاته القرآنية، كما هو سبب من أسباب غضب الله، وتأخيره للنصر.
فمن يتعامل مع هذه المنظمة الصهيونية، كمن يلف على رقبته حبل المشنقة، وهو يدرك بأن مصيره الموت.
ولهذا أدعو القيادةَ السياسية إلى الحدِّ من التعامل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وكشف زيفها للشعب وعدم بناء أي طموحات على مساعيها.
كما نود تذكيركم في هذه المرحلة الحساسة، بأن الحفاظَ على معنويات المرضى، ضرورة يجب مراعاتها، وعدم إضعافها بالحديث عن الوعود الكاذبة التي ستقدمها الأمم المتحدة في هذا الصدد، إضافة إلى الحد من تناول هذه التحَرّكات في وسائلنا الإعلامية؛ كي لا ينشد الشعبُ إليها، أَو يركن عليها، وننسى اللهَ وواجبنا الديني والأخلاقي في مواجهة وإفشال كُـلّ المساعي والمخطّطات، التي تستهدف عقولَنا قبل أجسادنا عبر مثل هذه الأدوات.
وفي المقابل يجب أن نسعى لشد الناس إلى الله وإلى أنفسهم قبل كُـلّ شيء، ولنا من الدور الاستخباراتي والتثبيطي للمنظمات الدولية العاملة في المجالات اللاإنسانية واللاإغاثية، خير شاهد على محاولاتها التدميرية للقيم والمبادئ والمعنويات في أوساط الفئات المتعاطية معها.
ويا حبذا لو يكون لقائد الثورة محاضرة داخلية حول خطورة التعاطي مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها من منظور قرآني.