كل ما يجري من حولك

هبّة دبلوماسيّة بريطانيّة: لوقف «الانهيار» في شرق اليمن

هبّة دبلوماسيّة بريطانيّة: لوقف «الانهيار» في شرق اليمن

537

متابعات:

دفع التحوّل الكبير الجاري في الجبهات الشرقية من اليمن، بريطانيا، إلى المسارعة ــــ كعادتها عند وقوع حليفتها السعودية في مآزق عسكرية ودبلوماسية ــــ في التحرك في المحافل الدولية من أجل احتواء تقدّم «أنصار الله» على تلك الجبهات، والحدّ من خسائر القوات الموالية لـ«التحالف» هناك.

إذ، وبعد دعوة سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، الأطراف اليمنية، إلى وقف القتال، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لتجميد العمليات العسكرية، بما في ذلك حركة المقاتلين والهجمات بطائرات بدون طيار والقصف الصاروخي، عقد المجلس، أمس، بدعوة من لندن، جلسة مغلقة في شأن اليمن، ذكر سفير بريطانيا لدى اليمن، مايكل آرون، الذي أكثر من إطلالاته الإعلامية أخيراً عبر وسائل إعلام سعودية، أن لدى أعضاء المجلس ثلاث قضايا في خلالها، أهمّها وقف التصعيد الحالي.

وأعرب المجلس، بحسب مصادر دبلوماسية، تحدثت إلى «فرانس برس»، عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة، مشدداً على ضرورة انخراط الأطراف مجدداً في «مسار سياسي» لحلّ النزاع، فيما دعا المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، في كلمته بالمناسبة، إلى «وقف التصعيد العسكري»، معتبراً أن «التطورات الأخيرة تقوّض التقدّم المحرز على صعيد التهدئة وخطوات بناء الثقة».

وبالعودة إلى حديث آرون، أمس، فهو أكد ما كان معروفاً من شراكة بلاده مع السعودية في الحرب على اليمن، وأناب عن المسؤولين السعوديين الذين غابوا عن مشهد التطورات الدراماتيكية الأخيرة، ليسجّل مواقف هي عملياً صدى لمواقف الرياض، وخصوصاً لناحية رفض بلاده أن يكون «الحوثيون حزب الله آخر في اليمن».

وفي شأن الحلّ المنشود للأزمة في هذا البلد، رأى السفير البريطاني أن «هناك حاجة اليوم إلى اتفاق سياسي شامل يوقف الحرب في كلّ الجبهات»، وأن «اتفاق استوكهولم كان جيداً في وقته»، لكن «الواقع تَغيّر اليوم»، علماً بأن وزير خارجية بريطانيا السابق، جيريمي هنت، كان قد وصف الدور الذي قام به غريفيث في شأن «اتفاق السويد» بـ«البطولي»، لافتاً إلى أن أولوية بلاده هي الضغط على جميع الأطراف لتنفيذه.

تصريحات آرون ردّ عليها عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، محمد البخيتي، بالقول إنه «يُفهم من كلامه أنه لم تكن هناك حاجة في السابق إلى وقف الحرب في كلّ الجبهات كما هو حاصل اليوم، ولا شك في أنه يقصد حاجة البريطانيين، لا حاجة اليمنيين، لأننا كنا في أمسّ الحاجة إلى وقفها منذ اندلاعها». وتساءل البخيتي «لماذا لم تكن بريطانيا بحاجة إلى وقف الحرب في أيّ جبهة، ثمّ أصبحت بحاجة إلى وقفها في جبهة الحديدة، وفجأة أصبحت بحاجة إلى وقفها في كلّ الجبهات؟».

وتتصدّر بريطانيا المواقف الغربية المعادية لليمن، وهي عضو في «اللجنة الرباعية» المعنيّة بالملف اليمني، والتي تضمّ إلى جانبها كلّاً من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات. وتدّعي الحكومات البريطانية المتعاقبة أن شراكتها الاستراتيجية مع الرياض توفر لها القدرة على الضغط على الأخيرة في مجالات حقوق الإنسان، وتعزيز المسار السياسي والعمل الإنساني في اليمن.

لكن وسائل الإعلام البريطانية تصف سياسات تلك الحكومات في اليمن بأنها مبنيّة على النفاق بداعي الجشع، والاستغلال المخزي للحرب، في إشارة إلى تزويد الرياض بأسلحة متطورة، ومنها قذائف محرمة دولياً ثبت أنها صناعة بريطانية، وكذلك توفير الغطاء السياسي للنظام السعودي في المحافل الدولية والمؤسسات الإنسانية والحقوقية، بالتعاون مع الإدارة الأميركية، فضلاً عن توفير برمجيات ومستشارين لتحالف العدوان.

والمعلوم أن نحو 7000 فرد من الخبراء والمستشارين من أفراد سلاح الجو الملكي موجودون في السعودية لتقديم المشورة والتدريب. وتزعم الحكومة البريطانية أن هؤلاء الأفراد لا يشاركون مباشرة في الحرب أو تحميل الأسلحة أو التخطيط للعمليات، على رغم وجود اتفاقيات سرية موقّعة بين حكومتَي البلدين، وسارية المفعول حتى عام 2027، تساعد بموجبها بريطانيا القوات المسلحة السعودية.

يضاف إلى ما تقدّم ما كشفته صحيفة «ديلي إكسبرس» البريطانية، العام الماضي، عن إصابة جنديين بريطانيين ينتميان إلى «كتائب SAS»، المُصنّفة ضمن القوات الخاصة الأخطر في العالم، والتي نُشرَت ضمن مهمة سرية للغاية (مشتركة مع الولايات المتحدة) في اليمن.

(لقمان عبدالله – الأخبار)

You might also like