كل ما يجري من حولك

بين يدي قائد الثورة ورئيس الجمهورية من لا يُظلَمُ عندهما أحد

659

 

صادق حسن البعداني

لأكثر من 35 عاماً من الاغتراب داخل السعودية التي دخلتها وحيداً في سن الشباب وخرجت منها بأسرة كبيرة تضم عائلات أبنائي وأشقائي، أدركت بعد هذا العمر الطويل ودون سابق إنذار أن العيش في ظل نظام لا يحترم شعبه ولا جيرانه ولا ضيوفه ولا المقيمين لديه ممن ضحوا بأعز سنوات شبابهم في خدمة بلد غير بلادة ولا موطنة، وبالتالي كان قرار الرحيل والمغادرة من المملكة صعباً جِـدًّا لا سيما وأنا أقطن فيها منذ ما يقارب ثلث قرن، إلا أن مشاهد القتل والدمار الذي خلفه العدوان السعودي على بلدي كان له وقعٌ كبيرٌ في نفسي إلى جانب التعامل القذر مع المغتربين اليمنيين وتضييق الخناق عليهم حتم علينا حزم حقائبنا والعودة إلى موطني وبلدي اليمن فهي كالأم لا مناص من العودة إلى حضنها الحنون والدافئ في نهاية الأمر ومهما خسرت من سنوات حياتك فلن تدوم لك بلد غيرك.

عدنا إلى اليمن بلدنا وإلى عاصمة كُـلّ الأحرار صنعاء التي نمتلك فيها عقاراً وحيداً هو كُـلّ ما نملكه في هذه الدنيا وهو ما بقي لنا مقابل الاغتراب مدة أربعة عقود بعد أن ضاق الخناق بنا وبتعامل النظام السعودي الهالك الذي قتل الشعب اليمني  في الداخل على مدى 5 سنوات وعادت لشن حرب على المغترب اليمني لديها في لقمة عيشة وجعلته ذليلاً مهاناً خانعاً في بلد الحرمين الشريفين، وجعلت من كُـلّ أبناء اليمن في الداخل والخارج ضحايا خدمة لأسيادها الأمريكيين والصهاينة.

رجعت بلدي وموطني الحبيب ومسقط رأسي بعد 35 سنة من الغربة المريرة ومعي أبنائي الكبار وأطفالي جميعاً وكلهم من مواليد السعودية وكذا أشقائي وعائلاتهم وأسرهم ، كون 4 عقود من الاغتراب والمعاناة لم تشفع لنا الحصول على الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، وكان عزاؤنا وصبرنا الوحيد لهذه المحنة هو ثقتنا بالله أولا وبالقائد العلم السيد عبدالملك بدر الحوثي قائد مسيرتنا القرآنية حفظة الله، ولقيادتنا السياسية الرشيدة ممثلة بالرئيس مهدي المشاط، وكل القيادات الوطنية الذين جعلوا لليمن ذا شأن وعلواً كبيراً بين دول العالم بعد أن تمكن رجال الرجال في هذا البلد من الأبطال والشجعان تمريغ أنف نظام آل سلول وآل زايد وكل المرتزِقة والعملاء والخونة، وتحول المقاتل اليمني إلى أسطورة وحكايات بطولية يرويها الآخرون لما يتمتعون به من قوة وبأس شديد دفاعاً وذوداً عن الدين والوطن.

كانت العقبة الوحيدة التي أواجهها منذ عودتي إلى أرض الوطن بعد رحلة اغتراب دامت ثلث قرن هو أنني محروم من الحصول على مسكني في منطقة الرباط بالعاصمة صنعاء، وتحولت إلى مشرد وتفرقت عائلات أبنائي وأشقائي بين بيوت الإيجار هنا وهناك، بعد أن رفضت جامعة صنعاء التي تستأجر العقار الخاص بي لتسكين موظفيها ودكاترتها في منذ سنوات طويلة عندما كنت لا أحتاجها وترفض إرجاعه لي وأنا في  أمس الحاجة إليه، أمام اليوم فأنا من حقي وقد ضحيت طواعية عن مستقبلي وكل أموالي وممتلكاتي ومحلاتي بعد نهبها من قبل الكفيل السعودي ورفض تسليمها لي حتى اللحظة، فمن حقي أن تنظر حكومة الإنقاذ ممثلة بجامعة صنعاء إلى حالتي وأسرتي المشردة بعين الرحمة والإنسانية، وبأنه آن الأوان أن يتم إرجاع عقاري وترميمه وتسديد ما على جامعة صنعاء من مستحقات للإيجارات المتراكمة منذ سنتين وكذا فواتير المياه والكهرباء والاتصالات، لا سيما وقد بات العقد بيننا منتهياً، مع العلم بأنه وحتى اليوم لا تزال الجامعة تقوم تعتمد مبلغ إيجار زهيد لا يفي ايجار شقة صغيرة في مكان آخر.

نداء استغاثة ومناشدة أضعها بين يدي قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، والرئيس مهدي المشاط، وكل المسئولين والوزراء الخيرين في هذا البلد، ممن لا يضيع الحق عندهم، ومن كانوا عنواناً ورمزاً للنصر المبين وكسر قرن الشيطان.

You might also like