كل ما يجري من حولك

حربُ الهُويات

382

 

علي حمود الأهنومي

ما تفضّل به السيّدُ القائدُ العَلَم عبدُالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه اللهُ- في آخر خطابٍ بالجامع الكبير بصنعاءَ يستدعي منا وقفةً جادَّة ومتفهمة، عندما تحدّث عن وجوب التمسّك بالهُويات، وأشار إلى الصين وكيف أن أبناءَه يحاولون تطبيقَ هُويتهم في واقعهم مع ما عليها من الأخطاء والجهالات الفظيعة، فكيف بنا ونحنُ من نمتلك القرآنَ الكريم أولاً، وما صحَّ عن رسولِ الله ثانياً، وهُويتنا الإيمانية اليمانية من قال فيها رسولُ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)..

الحربُ الناعمةُ حربٌ قذرة، وكما قال السيّدُ القائدُ -يحفظُه اللهُ-: ذاكرةٌ واحدةٌ تحمل مشاهدَ خليعة، أخطرُ على الإنسان من ألف صاروخ، وإنَّ المتأمل للقرآن الكريم يجد كم هي أساليب اليهود والنصارى في تضليلِ المسلمين، وكم هي خطيرة وخبيثة ومتنوعة، يقول اللهُ تعالى: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، ثم يقولُ تعالى بعدها بآيات: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)، فحسداً في اللغةِ العربية إعرابُها: مفعول لأجله، يعني لماذا ودَّ كثيرٌ من أهل الكتاب إضلالَكم؛ بسبَبِ حسدِهم وبغضِهم للمسلمين، ومعروفٌ أن الحاسدَ والمبغضَ سيعملُ الأشياءَ التي يستطيعها؛ من أجلِ تحقيق مآربه وإلحاق الضرر بك، حتى لو وفّى بالقتل؛ لذلك أمرنا اللهُ أن نستعيذَ من الحاسدِ في سورةِ الفلق، عندما قال تباركَ وتَعَالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)..

كذلك يجبُ أن نستعينَ باللهِ سبحانه وتعالى في مواجهتهم؛ لأن الإنسانَ ضعيفٌ، لا يقدرُ على شيءٍ إلّا بتوفيقٍ من اللهِ، وسدادٍ منه سبحانه، وكما هو أسلوبُ القرآن الكريم عندما يذكرُ المعتقدات والأعمال الخاطئة، فإنه يتبعها بالحلِّ والمخرج، يقولُ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، كما يقولُ جلَّ في علاه: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) بشرطِ إن كنتم مؤمنين، والآياتُ كثيرة في جانب كيفية التصدّي لليهود والنصارى.

You might also like