اضطهاد الصين للايغور.. هل هو حقيقة ام خيال؟
اضطهاد الصين للايغور.. هل هو حقيقة ام خيال؟
استطيع الجزم انه لو لم تكن هنالك مصلحة قصوى للولايات المتحدة الامريكية باثارة مشاكل داخلية للصين بهدف اعاقة نموها الاقتصادي والعسكري والعلمي وعرقلة الجهود التي تبذلها مع روسيا لاقامة عالم جديد متعدد الاقطاب على انقاض عالم القطب الامريكي الواحد لما سمعنا على الاطلاق عن قضية اسمها قضية اضطهاد اقلية الايغور المسلمة في بلاد الصين حتى لو ان السطات الصينية ابادت هذه الاقلية بملايينها التسعة.
فالمنطق يقول ان القضية من الفها الى يائها مختلقة والهدف منها هو خلق مشاكل عرقية ودينية وقومية للعملاق الصيني تمنعه من استكمال عملية تحوله الى الاقتصاد الاكبر والاكثر تطورا في العالم في غضون سنوات قليلة .
واداة ادارة ترامب المجربة لتحقيق هذا الهدف هي السعودية وبعض الدول والقوى المتاسلمة التي ساهمت من خلال ارسال جهاديين الى افغانستان في سبعبنيات وثمانينيات القرن الماضي في توريط الاتحاد السوفياتي السابق في المستنقع الافغاني وبالتالي في تمكين الولايات المتحدة من الحاق الهزيمة به في الحرب الباردة وتفكيكه.
كما ان السعودية ومعها الامارات وقطر وبقية محورها الرجعي لعبت دورا اجراميا في مساعدة حلف “الناتو” على تدمير ليبيا ناهيك عن الدور الذي لعبوه مع بعض قوى الاسلام السياسي في الحاق اكبر الاذى بشعوب سوريا والعراق واليمن خدمة لامريكا واسرائيل في حروب بالوكالة كان وقودها مئات الاف الضحايا سواء من الشباب العربي والمسلم الذين جرى استغلال عاطفتهم الدينية و اوضاعهم الاقتصادية السيئة للقتال ضد ابناء جلدتهم ودينهم او من شعوب تلك البلدان..
من هذا المنطلق فان اعتماد المنهج العلمي في التحليل يقودنا الى نتيجة مفادها بان تشويه صورة الصين فيما يتعلق باقلية الايغور المسلمة هوعبارة عن عملية تضليل ودعاية مغرضة “بروباغندا”تهدف من خلالها تلك الدول الوظيفية التي تتاجر بالاسلام الى مساعدة ادارة ترامب على ضرب وحدة الصين لابقاء الامبراطورية الامريكية سيدة العالم بلا منافس
وليس له علاقة باية اعتبارات دينية او انسانية.
ولو ان ما يحرك هؤلاء هو المشاعر الدينية والاخلاقية لما تامروا على فلسطبن التي يوجد فيها مدينة القدس ،اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ولما تخلوا عن الشعب الفلسطيني وتحالفوا مع اسرائيل ضده وتركوه وحيدا يواجه مصيره .
وفي هذا الاطار فأنه حتى لو افترضنا جدلا بان الاخبار التي تروج عن عمليات قتل واضطهاد تقوم بها السلطات الصينية ضد الايغور صحيحة فان من يتحمل مسؤولية ذلك هي الدول والقوى التي ارسلت شبابهم الى سوريا حيث تحولوا هناك الى انغماسيين تفننوا بالحاق الاذى بشعب سوريا وجيشها وبعد ان هزمتهم الدولة السورية وحلفاؤها يراد اعادتهم اليوم الى الصين لكي يفككوها خدمة لسيدهم الامريكي.
فالدول المحترمة لا ترد بالورود عندما يظهر هناك من يهدد كيانها ووحدتها القومية سواء من الخارج ام من الداخل والصبن العظيمة ليست استثناء.
بقي القول انه طالما بقيت الدول المركزية في العالمين العربي والاسلامي محكومة بعلاقات تبعية مطلقة لدول الهيمنة في العالم وفي مقدمتها الامبريالية الامريكية فانها ستضعنا اولا في حالة خصومة وصراع مع دول وشعوب كانت تاريخيا صديقة لنا، وستوسع ثانيا دائرة الكراهية لمسلمي العالم لا سيما في تلك التي يوجد فيها اقليات اسلامية، وستمنع ثالثا المخلصين من ابناء الامة والمنظمات الدولية المعنية بحياة وحقوق الانسان من توفير الحماية والامن للمسلمين الذين يعانون من ظاهرة الترف الديني العنصرية في اكثر من دولة تحكمها احزاب دينية او للدين تاثير قوي فيها.
كاتب فلسطيني