الثقةُ بالله نصرٌ وتأييدٌ
مرتضى الجرموزي
ولنا في الأملِ بذورٌ من السعادة تُسقى بدماءِ الحرّية، لا تفارقنا دائماً ولا ننسى خيالَها، فبصيصُ الأمل يتجدّدُ دوماً ويناطح أكواماً من الأحزان التي أثخنها وما زال يُثخن من جراحاتها تحالفُ الشر والإجرام السعوديّ الأمريكي وأحذيته المنافقون والخونة.
فليس للسعادة أشجار حتى نزرعها، وليس للابتسامة أشجار لنزرعها في جوف الأرض وباطنها، وإنّما هو الأملُ المتجدّدُ بعزيمة وإصرار أبناء اليمن قاطبة، أحراره رجاله نساءه وأطفاله ومجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة.
استخدم العدوانُ السعوديُّ كُـلَّ أساليب العداوة والبغضاء، صبَّ جام غضبه وحقده على الإنسانية بأفتك الأسلحة وأحدثها قاصداً بذلك دفن حريتنا وَوأد سعادة شعب السعادة والحكمة والإيمان.
أمعن في جرمه وجريرته، ارتكب مجازرَ مروّعة بحقِّ الإنسانية على طول وعرض وخط استواء اليمن، عدوان غاشم سعوديّ تافه وأمريكيٌ حقير، يساومه الشكُ والريبةُ أننا سنموتُ بسلاحِه، أَو أنّنا سنخضع لعبوديته، ونسلّم لنزواته الشيطانية، ونرفع الراية البيضاء استسلاماً له وإذعاناً لغطرسته وخبثه في كُـلِّ مجالات الحياة، لكنه تفاجأ ولم يتفاجأ حقاً فلو كان يجهلُ القوةَ والبأسَ اليمنيَّ المتجذّر منذُ عصور غابرة لما استقدم وكوّن تحالفاً عالمياً، تحالفاً فيه الشر والإجرام والنفاق والعمالة والارتزاق بعبريتهم وعرب نفاقهم وخبث واشنطن والرياض.
أسلوب همجي عدواني محض، دائماً ما يصُبُّ الزيتَ على النارِ ليزداد اشتعالُها، ظاناً بفعلته تلك أنّها لن تنطفيَ أبداً، فخبث إرادته يوحي له بأنّها لن تنطفيَ لكنها وبإرادة الله وبإرادة وحكمة أبناء اليمن انطفأت فأنقلب السحرُ على عَبد واشنطن النجدي، وأصبحت النيرانُ تلتهم أجزاءً كبيرةً في الحدود وفي العمق الجغرافي لدولته، أُحرقت آليّاتٌ وأسُقطت طائراتٌ طالما تباهى بها وتفحمّت جثثُ جنوده ومرتزِقته طالما ظلم وبطش بهم، وتبخّرت أحلامُهم وأصبح المقاتلُ اليمنيُّ ينكّل بهم على طول المواجهة.
ورجالُ الله حاضرة في الميادين وبقوة تُشعل النارَ في جسد المهلكة الشيطانية، ويُضرمون نارَ الانتقام في وجوه الظلمة والمعتدين وبقوّة الله وفضله ينكلون بهم شرَّ تنكيل في مختلف جبهات ومحاور القتال، بأقدامهم الحافية وأسلحتهم المتواضعة يواجهون جحافلَ عالم النفاق والنذالة ويلقنونهم دروساً لا تُنسى في فنون الحرب.
هو اللهُ ليس سواه وليس غيره هو وحده جلَّ في علاه، ناصرُ جنوده وأوليائه، هو من يمدُّ مقاتلينا بالقوة والشدة والعزيمة والإصرار، وهو يكفي عبادَه شرَّ الأعادي، فما دام اللهُ معنا لن يخيفنا أحدٌ ولن تخيفنا تلك الحشود، ومهما كانت قوته وعتاده فنحنُ نثقُ بالله، وما دمنا نسيرُ على الطريقة التي رسمها اللهُ لنبيه محمد -صلواتُ ربِّي وسلامُه عَلَيْهِ وآلِه الأطهار- فلن ترعبنا جرائمهم وبطشهم، فهم أحقرُ من أن نخافَهم ولن تثنينا دناءتهم من المظي قُدماً نحوَ طريقة الحريّة وسيادة القرار اليمني، فقد خلقنا اللهُ أحراراً وأعزةً على الكافرين والمنافقين أذلةً على المؤمنين، ومن هذا المنطلق سنعيشُ بحريةٍ وكرامة كما يريد لنا اللهُ ورسولُه والمؤمنون، وسندافعُ عن دين الله ونصرة المستضعفين بما أمكننا ذلك، وسنذودُ عن شعبنا ووطننا بالغالي والنفيس ولن نفرّطَ في دماء الشهداء وتضحياتهم، ولن ننسى تضحياتهم ولن ننسى أنّات الجرحى ودموع الثكالى، سنذودُ وسنقدّمُ ما يرضاه اللهُ عنّا في سبيله وإن طالت الحربُ واشتدت المعاركُ، فلن نيأسَ من رحمةِ الله ولن نيأس من نصره وعزته، فـثقتنا بالله كبيرةٌ والأملُ في الله رحبٌ، وسيتحقّق بحكمة الله وبصيرته الانتصارُ وبأقدام وسواعد رجال الرجال في جبهات القتال، وإنّ اللهَ على نصرنا لقديرٌ.