ويسألونك عن اليمن
مرتضى الجرموزي
ويسألونك عن النساء إذ ذُبحت وشُرّدت، وفي مطابخها قُتلت، وتحت الأنقاض دُفنت، فقل: آلُ سعود شرّ قوم كافرون منافقون، وهم أشرُّ مكاناً وأضلُّ سبيلاً، وإن سألوك عن الأطفال، فقل: سلامٌ على أرواح أُزهقت وأشلاءٌ مُزّقت، وجثث تفحمت، وأجنّة في الأرحام سُرقت قتلاً قبل ولادتها.
فقد تاهت حروفُ الهجاء وتلاشت المترادفات وضاعت التعابيرُ وغارت الجُملُ ونحن نرى أمهات وبنات وأخوات وزوجات هُنَّ ضحايا العدوان السعودي.
وللأطفال ألف حكاية وحكاية، يسرد تفاصيلها دموع أمهات ثكالى، وآباء حيارى، من سلب العدوانُ روحَ البراءة من أطفالهم (صغارهم وصغيراتهم)، عدوان غاشم لتحالف حاقد سعودي ظالم، أمريكي مستكبر وصهيوني مستعمر، أعراب منافقون للصهاينة أذناب، وللأمريكان نعالٌ يحتذيهم أحفاد القردة والخنازير.
وإذا سألوك عن شعب اليمن، فقل: هو شعبٌ يُضمّد جراحَه بجراحاته، شهيدٌ يسعفه شهيد، يشيّعه شهيد، يدفنه شهيد، ويعالجه شهيد، هو شعبٌ يُدفن تحت الأنقاض ويسكن تحت الانقاض، ومن تحت الركام يتنفّس بالحرية ويتسلّح بالعزيمة والإصرار، ومن على الركام ترفرف رايةُ المجد اليماني عالياً، يتناسى الأحزانَ بأحزان جديدة ويتناسى جرائمَ السعودية بجرائمَ ومجازرَ هي أشدُّ بشاعةً وظلماً.