كل ما يجري من حولك

المقاومة اليمنية وسياسة “العفو عند المقدرة”

المقاومة اليمنية وسياسة “العفو عند المقدرة”

458

متابعات:

يبدو ان السعودية لازالت تحت وطأة صدمة العملية النوعية التي قامت بها المقاومة اليمنية على ارامكو، ويبدو انها لم تستفق بعد من سكرتها، حيث تعكس التصرفات الدبلوماسية تخبطا شديدا يمكن ان يفسر لنا ماهية السياسة السعودية وماهي السمة لنظام حكم ال سعود والذي يعد نموذجا صارخا لحكم الاستبداد والعدوان.

يمكننا هنا ان نبدأ من الخطوات الدبلوماسية الاخيرة للسعودية، حيث أفادت التقارير الاخبارية نقلا عن مصادر مطلعة بأن السعودية تعتزم تقديم أدلة خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على (مسؤولية إيران ) عن الهجوم على “أرامكو”.

وقد نقلت وكالة “رويترز”، عن مصادر خاصة لها، أن السعودية ستسعى إلى “اتخاذ إجراء منسق لمعاقبة عدوها اللدود إيران وردعها” بعد الهجوم الموجع إلى منشأتين حيويتين لـ “أرامكو” الذي أسفر عن وقف المملكة أكثر من 50% من إنتاجها النفطي.
لكن دبلوماسيين يقولون، حسب الوكالة، إن الحليفين الرئيسين للسعودية، الولايات المتحدة والإمارات، لا توجد لديهما رغبة تذكر في مواجهة عسكرية تقليدية قد تشعل حربا في الخليج وتورط منتجي نفط آخرين.

وهنا لا بد من وقفة كاشفة يمكن رصد بها مايلي:

1/ لا تستطيع السعودية استيعاب تطور اليمن ومقاومته وتنظر باستعلاء شديد لقدرات اليمنيين، رغم ان سنوات العدوان قد اثبتت ان مقاومة وشعبا بهذا الصمود الاسطوري، لا يعجزه التطوير والابتكار وان ارادته قادرة على فعل ما هو اكبر من الذي تستكثره السعودية على اليمنيين وعقولهم وقثدراتهم.

2/ بشكل عام فإن الدول والمقاومات المشروعة لا تحاسب على مصادر تسليحها، فلو افترضنا ان هناك اسلحة ايرانية بيد المقاومة اليمنية، فهل ذلك يدين المقاومة وصمودها او يعيبها؟ وهل بهذا المنطق يمكن محاسبة امريكا وبريطانيا وكل الدول التي تمد المملكة السعودية بالاسلحة الفتاكة التي قتلت اطفال ونساء اليمن ناهيك عن تدمير بنيته التحتية؟ ان الواقع والمنطق والقانون لا يعيب لا المقاومة ولا ايران لو ثبت ان الاسلحة ايرانية، فبأي منطق دولي يراد تسييده وخداع الناس به؟!

3/ اذا ما كانت السعودية واثقة من ان الاسلحة ايرانية، او ان الضربة انطلقت (كما تزعم) من ايران، قلماذا لا ترد السعودية على ايران طالما ادعت انها قوة اقليمية وتغنت بقوتها وقدرتها على تدمير ايران؟! ام ان السعودية دولة ضعيفة لاتملك الا الاموال التي تجند بها المرتزقة وتشتري بها جيوشا غير جيشها لتحارب نيابة عن جنودها الفارين من مقاومي اليمن الابطال.

ان واقع الامر هو ان السعودية لا تريد الاعتراف بالخطيئة ولا حتى بالخطأ، ولا تريد استيعاب انها هزمت امام المقاومة اليمنية وان عدوانها فشل، وبالتالي هي تريد هدما للمعبد الاقليمي، ولكن بجنود امريكيين او بريطانيين او عرب او اي جنسية غير الجنسية السعودية!

ورغم هذه الانتصارات المدوية لليمنيين، فانهم اثبتوا انسانيتهم وانهم غير راغبين في المزيد من اراقة الدماء ولا زالوا يعرضون ومن منطق القوة والعزة ايديهم بالسلام ووقف الحرب.

هل تستفيق السعودية وتستجيب لهذه المبادرات، ام تصر على الوصول بالامور لاستنفاذ كامل قطرات ماء الوجه؟

الكرة الان في الملعب السعودي الذي لا بد وان يكون قد اكتشف انه محاصر بين سندان المقاومة الصلبة القائمة على الحق وعدالة القضية، ومطرقة الابتزاز الامريكي الخالي من اي ضمانات فعلية لحماية السعودية، بل والقادم سيكون مزيدا من الابتزاز وربما الاحتلال والتمركز الامريكي.

ان مبادرة المقاومة اليمنية هي تلخيص بالغ الدقة لفضيلة “العفو عند المقدرة”، فهل يعي ذلك المعتدون؟

(إيهاب شوقي – كاتب من مصر)

You might also like