“السعودية مرعوبة” .. هذه نتيجة الأمن المستورد
في اغلب الاحيان نحاول ان نستشهد الغربيين، الذين يعتبرهم السعوديون حلفاء تقليديين لهم ، على كل القضايا التي تخص السعودية هذه الايام، حتى يكون حديثنا مقبولا لدى انصار السعودية، لذلك نحاول قدر الامكان تجنب الاخبار الخاصة بالسعودية حتى لو كانت صحيحة مائة بالمائة، لانها مطعون فيها لدى هذا الجمهور!.
في هذه السطور سنتحدث عن الحالة التي تعيشها السعودية هذه الايام بعد الضربة الموجعة التي وجهها رجال اليمن الى صناعة النفط السعودية وشلت اكثر من خمسين بالمائة من الانتاج النفطي لهذا البلد ، فعلى حد تعبير الغربيين “السعودية مرعوبة” بينما امريكا لا تبالي!.
صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، كتبت في عددها يوم امس الاحد، إن الهجوم على شركة أرامكو السعودية يوم 14 سبتمبر الجاري، أثار موجة من الذعر في جميع دول الخليج الفارسي، بينما الولايات المتحدة الحليف الوثيق للسعودية التي تعتمد عليها للدفاع عن نفسها، أغمضت عينيها في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تجنب أي صراع مدمر في المنطقة.
ولم تحاول الصحيفة اخفاء الفشل التسليحي الامريكي في اثارة حالة الذعر هذه ، عندما كتبت تقول : أن شبكة من القواعد العسكرية الأمريكية تمتد في الخليج الفارسي من العراق إلى البحرين وقطر وعُمان، كما أن الأسطول الخامس الأمريكي يقوم بحراسة المنطقة، ولكن الهجوم وقع رغم هذا الجدار الدفاعي.
واكدت الصحيفة، إنه للمرة الأولى منذ عقود تشعر السعودية بالضعف، ولم ينجح تصريح وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، حول خطط الولايات المتحدة لإرسال قوات “دفاعية” إلى السعودية والإمارات، في تهدئة المخاوف السعودية.
كما اشارت الصحيفة الى موقف رفيقة السعودية في العدوان على اليمن ، دولة الامارات العربية، التي لاذت الى الصمت وهي ترى رفيقتها الاثيرة تُضرب تلك الضربة الموجعة، لانها تعرف ان صاروخا واحدا اذا سقط على دبي يكفي ان تحل الكارثة بالامارات.
هذه الحقيقة التي يقولها الغربيون اليوم، كنا ومازلنا نقولها ونكررها، من ان الامن لا يُستورد ولا يُشترى، ولا يمكن ان يحل الامن في منطقة الخليج الفارسي، بينما تحاول دوله الغنية سلب هذا الامن بقوة المال والنفوذ وبالتواطؤ مع القوى الكبرى، من الدول الفقيرة، فامن المنطقة كل لا يتجزأ، وليس هناك من جهة احرص على امن المنطقة من دولها، واما كذبة تبرير تواجد القوات الاجنبية في المنطقة ، بانها الضامن لامنها، قد عفى عليها الزمن، والدليل ما تشهده اليوم من احداث.