قلق أمريكي.. مجلة استخباراتية: لماذا عيّن ابن سلمان وسيطا بين السعودية والصين؟
قلق أمريكي.. مجلة استخباراتية: لماذا عيّن ابن سلمان وسيطا بين السعودية والصين؟
متابعات:
سلّطت مجلة “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتية، الضوء على الدور الذي يلعبه رجل الأعمال والدبلوماسي السعودي السابق محمد بن عبد الله الشهري في العلاقات الصينية السعودية.
وقالت المجلة الفرنسية في تقرير بعددها الأخير إن الشهري بات رجل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بكين، مضيفة: “مع محاولة الرياض عمل تحوّل إستراتيجي للتقارب أكثر مع الصين، أصبح الشهري الوسيط الرئيسي بين الرياض وبكين”.
وأضافت “وفقاً لمصادرنا، فإن الشهري انخرط عن كثب في التقارب بين عملاق الطاقة السعودية أكوا باور وشركات قريبة من الحكومة الصينية. وفي غضون عدة شهور، وقعت أكوا عدة اتفاقيات مع صناديق سيادية مكلفة بمبادرة الحزام والطريق التي كانت تُعرف في السابق باسم (حزام واحد ـ طريق واحد SRF)”.
وأردفت “في يونيو/حزيران من هذا العام، استحوذ الشهري على حصة قدرها 49 % في شركة تابعة لأكوا باور هي أكوا باور القابضة للطاقة المتجددة”.
وبحسب المجلة، يريد الكيانان الاستثمار بشكل مشترك في مشروعات الطاقة بالشرق الأوسط، وهي منطقة معروفة بالنسبة لأكوا، التي يترأسها محمد بن عبد الله البنيان.
وأردفت المجلة “استثمر (SRF) في مشروعات لها علاقة بمصالح السعودية، خاصة في روسيا وباكستان، حيث تملك 9.9% في مشروع Yamal للغاز الطبيعي المسال في سيبيريا”.
قلق أمريكي
وبحسب التقرير، بفضل محمد الشهري، وقعت أكوا اتفاقاً في وقت سابق من هذا العام مع شركة أخرى في بكين تُثير قلق الولايات المتحدة، وهي عملاقة معدات الاتصال “هواوي”.
وتابع: “تخشى واشنطن أن يكون مشغل الاتصالات، يعمل لصالح الاستخبارات الصينية فيما يتعلق بالطرح العالمي لاتصالات الجيل الخامس، لتطوير شبكات طاقة ذكية في السعودية، وهو قطاع تحتكره الشركات الأمريكية حتى يومنا هذا”.
وأضاف تقرير المجلة “كما تعاونت أكوا مع عملاقة البناء والتشييد China Gezhouba Corporation، التي تملك أغلبيتها كيانات تنتمي إلى شركة China Energy Engineering Corporation المملوكة جزئياً للحكومة”.
وبحسب المجلة، يتطلع تكتل النفط الحكومي “أرامكو” للتعاون مع الصين، أكبر عميل للنفط السعودي.
وتابعت “من مكتب في طريق شنيوان نان بمقاطعة خاويانغ، وعلى مدى 15 عاماً الماضية، كان الشهري دبلوماسياً سابقاً في سفارة السعودية بالعاصمة الصينية بكين، حيث خدم كملحق ثقافي، ضمن أدوار أخرى”. ولفتت إلى أن الشهري ساهم بشكل وثيق في تنظيم زيارة ابن سلمان إلى بكين في فبراير/شباط الماضي.
والشهري يترأس شركته القابضة في السعودية باسم محمد بن عبد الله الشهري تريدنغ. وهو يملك أيضاً Sino Midel East Holding المسجلة في جزر العذراء البريطانية.
مفاوضات واتفاقيات
وأضافت “وقعت شركة أكوا مذكرة تفاهم مع Norinco المملوكة جزئياً للحكومة الصينية، المعروفة بأنشطتها الدفاعية أكثر من خدماتها النفطية، ومدينة بانجين، لبناء مصفاة عملاقة في المنطقة”.
ومضت تقول “كما يُدير الشهري مفاوضات بين مستثمرين صينيين ودسر، وهو صندوق استثمار مملوك جزئياً للحكومة السعودية تأسس في 2016 كجزء من إستراتيجية التنمية الاقتصادية لولي العهد محمد بن سلمان المعروفة برؤية 2030”.
وأردفت “دسر مملوك بنسبة 50% لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، فيما تملك البقية الباقية مناصفة شركة أرامكو وشركة سابك، ويركز الصندوق على الصناعة الثقيلة، وأحياناً مجال الدفاع”.
وأشارت المجلة إلى أن الدفاع يُمثل أهمية متزايدة في العلاقات بين السعودية والصين، مضيفة “في غضون عدة سنوات، نمت الطائرات بدون طيار لتكون أساس التعاون العسكري والتجاري بين البلدين”.