كل ما يجري من حولك

خبير أمريكي: ترامب في مأزق بين إيران والسعودية

خبير أمريكي: ترامب في مأزق بين إيران والسعودية

480

متابعات:

تعاني الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب الآن من نتائج التسرع في اتخاذ القرارات، التي كان أبرزها الانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين القوى العالمية الرئيسية وإيران في عام 2015، وما تلاه من إعادة فرض عقوبات على إيران أدت إلى حرمانها من تصدير نفطها، وخنق اقتصادها؛ مما دفعها إلى تصرفات، تبدو من جانبها رد فعل منطقيا على ما تتعرض له من ضغوط.

وفي خضم ما تعرضت له المملكة العربية السعودية مؤخرا من هجمات استهدفت منشآتها النفطية والمأزق الذى يواجهه ترامب ما بين الوقوف إلى جانب السعودية، أو مواجهة إيران، نشر الموقع الإلكتروني لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية الجمعة بالتوقيت المحلي، مجموعة من التساؤلات في هذا الشأن للخبير بالمجلس فيليب إتش. غوردون، الذي أجاب عنها بالتفصيل.

وفي معرض رده على تساؤل حول ما إذا كان إعلان المسؤولين الأمريكيين عن قيامهم بتشكيل تحالف لمواجهة العدوان الإيراني في الخليج في أعقاب الهجوم على منشآت النفط السعودية، يعني الحد من تصعيد الحديث عن الحرب، أشار غوردون إلى أنه يبدو من الواضح أن ترامب حريص على تجنب الانزلاق نحو صراع قد يؤدي إلى رد فعل عسكري ضد إيران التي يفترض أنها المسؤولة عن الهجوم الأخير. وتدرك الإدارة الأمريكية أن عدم الرد سيشجع إيران على تنفيذ مزيد من الهجمات، لكن ترامب يدرك أيضا أن هجوما عسكريا على إيران يمكن أن يؤدي إلى صراع أوسع نطاقا، وإلى أزمة طاقة عالمية وإلى كساد في عام الانتخابات الأمريكية، كما سيؤدي إلى غضب أفراد قاعدته السياسية التي تعتمد عليه في تجنب المزيد من الحروب في الشرق الأوسط.

ويقول غوردون، الذي عمل مساعدا خاصا للرئيس الأمريكي ومنسقا للبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج، في الفترة من عام 2013 وحتى عام 2015، إن هذا يفسر سبب لجوء ترامب، رغم تصريحاته المتشددة، إلى الاحتياط من خلال تعبيره عن عدم التأكد من هو المسؤول عن الهجمات، وأن الأمر يرجع للسعودية في أن تقرر كيفية الرد، والإعلان عن عقوبات جديدة على إيران رغم زعمه أن أمريكا بلغت بالفعل “الضغوط القصوى”.

وفى إجابة عن تساؤل عما إذا كان يتعين على المسؤولين الأمريكيين استغلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة للدعوة إلى إجراء تحقيق في الهجوم الذي يرى كثير من الخبراء أنه لم يسبق له مثيل، قال غوردون إنه في الظروف العادية، وفي ضوء الاهتمام العالمي بحماية الإمدادات النفطية، يتوقع المرء أن يكون هناك إجماع دولي خلف رد فعل دولي قوي. ولكن في هذه الحالة، ونظرا لأن الكثير من دول العالم، تعتبر إدارة ترامب مسؤولة عن استفزاز الأزمة من خلال حرمان إيران من القدرة على تصدير نفطها، سوف يتعين على واشنطن أن تبذل جهدا كبيرا لكسب تأييد دول أخرى في الأمم المتحدة. كما يبدو من غير المحتمل أن تكون أي عقوبات دولية أخرى فعالة في ضوء قيام الولايات المتحدة بالفعل بمعاقبة الاقتصاد الإيراني بفرض عقوبات.

وفي رده على تساؤل حول إمكانية أن تؤدي أي محاولة جديدة بالنسبة لوقف إطلاق النار في اليمن، وعملية السلام هناك، إلى تخفيف أوسع نطاقا للتوترات، قال غوردون إن الصراع في اليمن أمر يتعلق بالتنافس بين السعودية وإيران أكثر من كونها قضية، وهي منافسة سياسية جغرافية وطائفية في الوقت نفسه، وبسبب تلك المنافسة، تجد إيران أن التدخل في اليمن طريقة أقل تكلفة نسبيا لخلق متاعب للسعودية. ومن المؤكد أن وقف إطلاق النار في اليمن سيساعد في الحد من التوترات في المنطقة ، وهو في صالح اليمنيين الذين يعيشون في معاناة، ومع ذلك، سيستمر التنافس الأوسع نطاقا في المنطقة. ويرى غوردون أنه طالما استمر الخلاف بين السعودية وإيران، من الصعب تصور تحقيق السلام في اليمن.

وحول احتمالات الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني في الوقت الحالي، ذكر غوردون أن هذا لا يمكن أن يحدث بدون تنازل كبير من إدارة ترامب أو إيران، ولكن ليس هناك احتمال لحدوث ذلك. ويبدو أنه لم تتحقق توقعات ترامب من وراء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وأهمها إجبار إيران على العودة لمائدة المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق جديد يلبي مطالبه بوقف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وإنهاء تدخل طهران في المنطقة.

ويقول غوردون إنه أصبح واضحا الآن أن هذا التوقع كان محض خيال دائما، وأن إيران تؤكد أنه إذا لم يكن باستطاعتها تصدير نفطها بسبب العقوبات الأمريكية، فسوف تعمل على التأكد من أن الآخرين لن يستطيعوا ذلك أيضا.

وأكد غوردون أن ترامب يواجه موقفا صعبا الآن: التراجع في وجه تهديدات إيران وتصرفاتها، أو تصعيد الصراع بطرق من الواضح أنه يريد أن يتجنبها- وهو مأزق كان يتعين عليه قبل كل شيء دراسته بعناية أكثر قبل انسحابه من الاتفاق النووي في أيار/مايو من عام 2018. وأشار غوردون إلى أنه من الممكن أن يتراجع ترامب عن قراره وأن يعود إلى الاتفاق النووي مقابل بعض التنازلات الظاهرية من جانب إيران، ولكن ذلك سيمثل تحولا كبيرا للغاية في السياسة.

You might also like