ترامب من الحرب إلى الحلب

عبدالفتاح علي البنوس

شغلونا عن الخطر الإيراني، والتمدد الإيراني، والتوسع الإيراني، والنفوذ الإيراني، والأطماع وَالمخططات الإيرانية في المنطقة، فوبيا إيران صارت حديثَ الشارع العربي، إيران تمثل خطراً على الأمن الإقليمي، إيران تخطّط لابتلاع دول الخليج، خلاص حولوا إيران إلى شيطان رجيم، وكل ذلك من أجل حرف الأنظار عن إسرائيل التي هي العدو الحقيقي للعرب والمسلمين، والخطر الفعلي الذي يتهدّد المنطقة، المهم التمدد الإيراني والخطر الإيراني المعشعش في عقولهم لم يذهبوا ليحدوا منه بتحرير جزر الإمارات والهجوم على طهران، ولكنهم جاءوا لمحاربته في اليمن، شوفوا على (عقول سليطية) يمتلك بعران السعودية والإمارات ؟!! طرقوا بابَ البيت الأبيض، وخطبوا ود ترامب للقضاء على إيران، وهات يا شحن، وهات يا تحريض، مدفوع الثمن، وَترامب (بفلوسهم) يهدّدُ إيرانَ ويتوّعدها بالويل والثبور وعظائمِ الأمور، فرض عليها العقوباتِ فدفعوا ثمنَ ذلك، ألغى الاتّفاق النووي المبرم معها والسعودية دفعت الثمن، قتلوا الحجاجَ الإيرانيين، وتوقعوا ردةَ فعل عسكرية إيرانية تتدخلُ معها أمريكا، افتعلوا حادثةَ ميناء الفجيرة، ومن ثم حادثة تفجير السفن النفطية في خليج عُمان، من أجل خلق ذريعةٍ لأمريكا لمهاجمة إيران، لتذهب إيران لإسقاط طائرة تجسُّسية أمريكية في أجواء هرمزكان الإيرانية، ليخرج ترامب مرعداً ومزبداً، وسط تشجيع سعودي إماراتي على الرد الأمريكي بعد أن شاهدوا بدفع قيمة الطائرة التي تم إسقاطها، وبعد مسرحية بطولية ترامبية، تراجع ترامب عن عدوانه على إيران لأسباب وَمبرّرات مضحكة، أظهرته على حقيقته بأنه رجلُ حلب لا رجل حرب، وعلى البقرة الحلوب أن تدفعَ وتدفعَ ما دام بن سلمان حاكماً حلوباً وما دام ترامب رئيساً حلاباً.

وَمَنْ أَحَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَيْــــهِ وَآلَـــــه.