المبتكرون والمخترعون اليمنيون بين سندان التهميش الرسمي وخطر المنظمات المخابراتية

منصور البكالي

يا سيادة الرئيس مهدي المشاط كم كانت الفرحة على محياك وأنت تكرم أبناء وبنات شعبك المخترعون والمبتكرون ، فتلك الابتسامة ليست برتوكول او فن أتكيت في تلك اللحظة ، بل هي فرحة حقيقية يفتخر بها كل يمني يدرك معنا الولاء لهذا الوطن، وهذا ما شاهدته على محياك، وأنا على ثقة كاملة بأهتمامكم بمواهب شبابنا وحرصكم على تشجيعهم وحمايتهم من مخاطر الاستقطاب الساعية لسرقة ومصادرة حقوقهم الفكرية التي صارت اليوم حق لكل يمني.

ومن هذا المنطلق نلفت أنتباهكم الى خطورة الأهداف غير البريئة التي أجد نكهتها في لقاء وزير الصناعة والتجارة عبدالوهاب يحيى الدرة برئيسة منظمة يمن للإغاثة والتنمية عائشة جمعان اليوم تحت حجة البحث عن جهات ومنظمات راعية للمبتكرين والمخترعين اليمنيين وتبني مشاريعهم الابتكارية.

سيدي الرئيس وانا أقراء الخبر كنت مستغرب عن سرعة مبادرة هذه المنظمة التي دعت المخترعين والمبتكرين لتجهيز ملفاتهم للمشاركة في مسابقة كندا الدولية للاختراعات والابتكارات ، مبدية استعدادها لتقديم المساعدات المالية وتسهيل وترتيب نقلهم للمشاركة في هذه المسابقة.

هنا عصف ذهني وزادت تساؤلاتي عن غياب هذه المنظمة وعدم قدرتها لأخراج المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج ، ولماذا تعجز هذه المنظمة في أقناع قوى العدوان بالسماح لها بنقل عشرة من الجرحى المواطنين المتضررين من قصف الطائرات !؟

ولماذا كل هذه السرعة ومن هي الجهة التي بدأت بطلب هذا اللقاء هل هو الوزير ام هي رئيسة المنظمة ام هي الأطراف التي تختفي خلف هذه المنظمة والعاملين فيها ! وهل الوزير لم يجد غير المنظمات المعروفة بالعمل المخابراتي ام هو غير مدرك لذلك ويهمه مصلحتهم الظاهرة والأنية ؟ !!..

سيدي أنا لا أعلم من الأولى برعاية هؤلاء هل هي الدولة ام منظمة غربية تراى فيهم ثروة يسرقونها كما يسرقون ثرواتنا المختلفة .

أيها الأخوة المخترعون والأخوات المخترعات: لا تفهموا منشوري هذا كيد لكم او حسدا لعبقريتكم بل هو حبي لكم وأفتخاري وأعتزازي بيمنيتكم الذي به أرفع رأسي الى عنان السماء عندما اشاهدكم او أشاهد بطولاتكم التي لا تقل في أهميتها عن مشاهد أخوانكم الأبطال من الجيش واللجان الشعبية عبر الإعلام الحربي وهم يذودون عن حياض هذا الوطن، فيما طائرات العدوان وأقماره الصناعية وأسلحته المختلفة تبحث عن الطريقة الأقرب لقتلهم او الهائهم بالحرب الناعمة ليكونوا مع الخوالف.

أيها الأخوة: ان عدو شعبكم واحد فمن يحاول ابعادنا عن الجبهات وشراء شبابنا للقتال في صفه هو بكل تأكيد من يسعى اليوم لسرقة أفكاركم وابداعاتكم بحجة تمويل مشاريعكم وان اعطاكم مواثيق حفظ حقوقكم الفكرية.

أيها المبدعون والمبتكرون: من كذب على الدنبوع بإنه سيعيده للحكم في اليمن وحبسه في فنادق الرياض هو من يسعى بكل جهد لإخراجكم من شعبكم للمشاركة في مسابقة لن تكن الصدفة قدرها الزمني في كندا لتشاركوا فيها بل هي نفس الحيلة والمكيدة وهم العدو الأبدي لديننا وأمتنا وشعوبنا ومقدساتنا.

وأخيرا: أنصح الجهات المختصة بعقد مسابقة شهرية لكل المخترعين وشعبنا اليمني كفيل ومقتدر على فتح صناديق للتبرع المالي لتمويل مشاريعكم وإبداعاتكم ليحفظ بها حقكم وحقه الفكري الى الأبد.