كل ما يجري من حولك

ترامب.. وبضاعته البائرة

522

 

منصور البكالي

من يتذكر صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو ممسك بلوحة عرض أسعار الطائرات الحربية في المقعد الأمامي لزبونه الأكبر ولي عهد المملكة العربية السعودية ووزير دفاعها محمد بن سلمان خلال زيارته للبيت الأبيض التي تبعت فترة زيارة ترامب لعواصم دول العدوان على شعبنا اليمني، لإبرام صفقة القرن، وخطة تنفيذها وتمويلها من أموال شعوبنا العربية، ويستذكر كذلك عبارات الترويج السخيفة التي أبداها الرئيس الأمريكي وصورة بن سلمان المستعلية بالمال الوفير لحظتها، لا يمكن له بعد مشاهدة تطورات سلاح الجو المسير والصواريخ البالستية للجيش اليمني واللجان الشعبية، وضرباتها المسدّدة وأهدافها الدقيقة التي أفشلت معها كل منظومات السلاح الأمريكي ودفاعاته الجوية، إلّا أن يقول لترامب أذهب بعيدا عنا فبضاعتك اليوم بائرة ولن تجد من يمكنك خداعهم بعد اليوم!؟

وهذا ما أكدته الضربات المؤلمة التي تتعرض لها المطارات والمنشآت الحيوية في السعودية والإمارات التي لن تنقذها دفاعاتك الجوية وطائراتك الحربية المطورة والباهظة الثمن من الهجمة المرتدة للقيادة العسكرية للشعب اليمني بعد أربعة أعوام من الصمود في مواجهة العدوان بأفتك وأشد الأسلحة على النساء والأطفال والبنى التحتية في اليمن.

ولكن مثل هذه التساؤلات والاستنتاجات لن تظل مكبوتة الى الأبد ولن يخاف من طرحها على مسامع ترامب بعد اليوم أي قوة تملك أرادتها واستقلالها من الهيمنة الأمريكية في هذا العالم، وأقرب ما يثبت ذلك اجتماع الرئيسين الصيني والروسي الذي جرى خلاله مناقشة الاستغناء عن العملة الأمريكية الدولار في تبادلاتهم التجارية وإيجاد خطة استراتيجية لمواجهة الحرب الاقتصادية مع النظام الأمريكي.

وليس هذا فحسب بل أن الهروب الأمريكي من نحو التصعيد لشن حرب إسرائيلية عربية سنية ضد إيران يعتبر هروب الى الامام نتيجة سقوط وتلاشي الهيبة والمكانة للقوة الأمريكية والسلاح الأمريكي في العدوان على اليمن، أمام مختلف الدول والحكومات التي ظلت معتمدة على الحماية الأمريكية في المنطقة وعلى رائسها إسرائيل والسعودية والإمارات، وغيرها من أنظمة وحكومات المنطقة وأروبا والعالم الثالث

فبات العالم اليوم يترقب ويتابع الإعلام الحربي للجيش اليمني واللجان الشعبية، الذي تتنامى خلال عملياته، القدرات العسكرية الجوية والبرية والبحرية، وقرب أفول النجم الأمريكي الذي يخوض عدة معارك خاسرة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وبات رهان الأمة العربية والإسْلَامية اليوم ليس على حكوماتها العميلة المرتهنة للحضن الصهيو أمريكي بل على قدرات الشعوب وحركات المقاومة في المنطقة العربية التي أثبتت قدرتها على استنهاض الشعوب وتشكيل قوة ردع كفيلة بأنهاء الهيمنة الأمريكية على المنطقة.

ومن يتعمق بعد مشاهدة الإعلام الحربي في قرأه الردود الدولية والإقليمية عليها، يدرك حقيقة محاولة الهروب الأمريكي من الورطة التي وقع فيها مع حركة أنصار الله منذ الحروب الأولى على صعدة، وتبقى تصريحات الكونجرس الأمريكي وقيادة البيت الأبيض بخصوص الاستمرار في تمويل الحرب على اليمن مجرد أداة لحلب المال الخليجي فقط دون النظر الى ما تحقق من نتائج على الميدان خلال أربعة أعوام من العدوان والحصار.

فهل سيلقى الرئيس الأمريكي زبون آخر مثل بن سلمان وعيال زايد بعد مشاهدته لمقاطع الإعلام الحربي بشقيه سلاح الجو المسير والصواريخ لبالستية التي استهدفت مواقع ومطارات في عمق دول العدوان وشلت حركة منظومات الدفاع الجوي الذي لا يملك إنقاذ نفسة هو من ضرباتنا، وهل ستظل دول العدوان بقيادة دول الخليج تصرف ميزانياتها الباهظة في التسلح الذي لن يغنيها عن الدمار والاستهداف المتصاعد لأهداف عسكرية ومنشآت اقتصادية وحيوية.

وهل حان الوقت لشعوب العالم أن يقولوا لقيادة البيت الأبيض، بضاعتكم وسلاحكم لن تجدي نفعاً بعد اليوم، وكفاية كذب علينا وسلب لإراداتنا وخداع لحكوماتنا ونهب ومصادرة لخيراتنا، ولا نحتاج الى سلاح لا يغني عن الهزيمة شيئاً، أم أنهم كالأنعام بلهم أضل سبيلاً.

You might also like