منظمات الإغاثة الأممية وتخيير اليمنيين بين التجويع أَو الاستسلام لفسادها وأجندتها السياسية والاستخبارية!
تقرير| متابعات:
تعملُ المنظماتُ الإغاثية العاملةُ في اليمن، وعلى رأسها الأمم المتحدة، على تخيير اليمنيين بين القبول بعملها الاستخباراتي وأغذيتها الفاسدة والفساد المستشري في عملها من جميع النواحي، وبين إيقاف المساعدات التي تزعم أنها تسهمُ في الحد من مجاعة اليمنيين المتفاقمة، في حين تغض الطرف عن كُـــلّ المسببات لهذه الأزمة التي خلفت كُـــلّ أشكال المعاناة الإنسانية، وتكتفي بإدخال القليل من الأغذية ذات الأغلبية الفاسدة تحصل من ورائها على العديد من الأهداف والغايات المخابراتية البحتة، حَيثُ هدّد مدير برنامج الغذاء العاملي “ديفيد بيزلي” بتعليق إدخال المساعدات إلى مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية؛ للهروب من الفضائح المتوالية التي تلقاها برنامج الغذاء العالمي مؤخراً، والمتمثلة في شحنات كبيرة من الأغذية الفاسدة، كمساعدات مسمومة للشعب اليمني.
وفي ظل الاعترافات الأممية بفساد كميات كبيرة من أغذيتها المدخلة إلى اليمن، ما تزال الهيئات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة تساوم في معاناة اليمنيين وتطالب بممارسة أنشطة استخباراتية شريطة مزاولة عملها، الأمر الذي يؤكّـــدُ ضلوعَ هذه المنظمات في مهمات مشبوهة تخدُمُ قوى العدوان بالدرجة الأولى، حَيثُ رفضت هيئة المواصفات والمقاييس مطلع الشهر الجاري باخرتين تحملان موادا غذائية فاسدة إلى ميناء الحديدة؛ نظراً لتلف محتوياتهما، في فضيحة جديدة تكشف أن عمل تلك الهيئات ابتزازي لا إنساني، وهو ما واجهته هذه المنظمة بشروط جديدة تود تنفيذها لتعميق عملها المخابراتي.
وفي آخر محطات هذا الابتزاز حصلت صحيفة المسيرة على وثيقتين صادرتين عن هيئة المواصفات والمقاييس بفرعها في محافظة الحديدة تؤكّـــد الأولى منها أن باخرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وصلت ميناء الحديدة نهاية الأسبوع الماضي وعلى متنها (120.000 كيس) من الدقيق الفاسد غير الصالح للاستخدام الآدمي، في حمولة سامة بلغ وزنها 6000 طن.
فيما أظهرت الوثيقة الثانية كميةً أُخْـــرَى من السموم الإغاثية جاءت محمولة على سفينة تسمى “ناتاليا”، وصلت إلى ميناء الحديدة بداية الشهر الجاري، موضحةً أن غالبية حمولتها كانت عبارة عن أكياس “فاصوليا بيضاء” تم رفض (9718 كيساً) منها وذلك بسبب “تعفنها” وَ”عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي”.
رئيس الوفد الوطني: نرحب بأي عمل إنساني متجرد من الاستغلال السياسي والأمني وجمع المعلومات لصالح دول العدوان
وقد كشفت صحيفة المسيرة في أواخر مايو الماضي عن عدة وثائقَ تُظهِرُ كمياتٍ ضخمةً من المواد التالفة والفاسدة التي تم ضبطها في العديد من المخازن التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في تعز والحديدة وحجة، وكان ضمن الوثائق مذكرة صادرة عن البرنامج نفسه، أقرت بسحب أكثر من 1500 كيس دقيق تالف تم تقديمها إلى مديرية الصلو، ومذكرة من “منظمة الإغاثة الأولية والمعونات الطبية الدولية” كشفت عن كميات كبيرة من المواد التالفة قدمها البرنامج لمديريتين في الحديدة.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد أقر حينها أنه قدم تلك الكميات من الدقيق التالف، لمديرية الصلو، عبر وثيقة أصدرها للتحَــرّك لإتلاف الدقيق الفاسد عبر ناقلات تحَــرّكت صوب مدينة عدن المحتلة، في حين خاطبت منظمة الإغاثة الأولية والمعونات الطبية الدولية، مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، من أجل “إتلاف كميات تغذية حوامل ومرضعات وتغذية علاجية منتهية الصلاحية” متواجدة في محافظة الحديدة.
المنظمة أوضحت أن هذه الكمية كانت متواجدة في المخازن الصحية في مديريتي المنصورية والمغلاف، وهي المخازن التابعة لمشروع التغذية التكميلية الوقائية “الممول من قبل برنامج الغذاء العالمي”، وذُيِّل الخطاب بتوقيع وختم مدير بعثة المنظمة دانييل لوستيج، فيما كشفت منظماتٌ محلية ودولية عن صور فساد مالي وإداري لمنظمات الأمم المتحدة العالمية في اليمن، عبر تخصيص ميزانية كبيرة من الأموال المقدمة للشعب اليمني كميزانية تشغيلية لأنشطها، فاقت بكثير المبالغ المقدمة في المساعدات المسمومة، أَو الصالحة ذات الأقلية الساحقة، لتتوج أعمالها المشبوهة بطلب شروط جديدة لإيصال المساعدات المسمومة عبر تقنيات البصمة، وهي التقنية التي لا يحقُّ لأحد غير الدولة تنفيذها.
الحوثي: برنامج الغذاء العالمي يعوّض الغذاء الفاسد بحرب تصريحات يقودها مديرُه الأمريكي المعروف بنزعته الدينية
العديدُ من الشواهد تؤكّـــدُ أن برنامجَ الغذاء العالمي اتخذ من عمله في اليمن وسيلةً لتصريف مختلف البضائع الفاسدة بدون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه المعاناة الإنسانية الواسعة، ولكنه لا يكتفي بذلك، إذ يحاول فرض هذا العمل اللاإنساني عن طريق الابتزاز والتهديد بإيقاف نشاطاته، وكل ذلك الابتزاز وما يزال حريصا على أخذ مقابل لأعماله المشبوهة، عبر الحصول على بيانات ومعلومات للمستفيدين “المتضررين” يستخدمها في أنشطة استخباراتية لصالح تحالف العدوان ومرتزقته، لتكون الأمم المتحدة أحد أركان العدوان على اليمن، وبنفس الأقنعة التي ارتداها العدوان لتبرير عدوانه على اليمن، وهي أكذوبة “من أجل إنقاذ الشعب اليمني”.
وعلى ضوء الفساد ذي الوجهين للأمم المتحدة وبرنامج أغذيتها الفاسدة، دعا رئيسُ الوفد الوطني محمد عبدالسلام، الأمم المتحدةَ وهيئاتِها الإغاثية وكافة المنظمات العاملة في اليمن، لـ “أن تلتزم العمل الإنساني بعيداً عن الاستغلال السياسي والأمني والمخابراتي”.
وقال محمد عبدالسلام في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: إن منظماتٍ وجهاتٍ تعملُ مع أجهزة مخابرات دولية تبيع معلوماتها وبياناتها وإحداثياتها لدول العدوان تحت عنوان العمل الإنساني، مستخدمةً أسوأَ أنواع الخداع والتضليل، وعندما يتم تنبيهُها أن هذا خارجَ عملها الأساسي تدّعي مغالطاتٍ تخفي من خلالها جوهرَ المشكلة الحقيقية.
وأكّـــد عبدالسلام أنه “ورغم من كُـــلّ الدروس التي قدمها شعبنا اليمني العظيم خلال الفترة الماضية في إطار صموده الأسطوري “لا تدرك تلك المنظمات المشبوهة أن شعبنا اليمني على دراية تامة بألاعيبها ولم تعد تنطلي عليه بفضل الله دموع التماسيح والتظاهر بالإنسانية وهو يرى أطفاله ونساءه يُقتَلون بدم بارد ثم تأتي تلك المنظمات لتتاجر بمعاناته الناجمة عن العدوان والحصار الجوي والبري والبحري”.
ونوّه رئيسُ الوفد الوطني بأنه يجب على تلك المنظمات معرفة “أن مساعداتها المزعومة لم ولن تغطيَ حاجة ما يقارب 30 مليوناً من أبناء الشعب اليمني من الغذاء والدواء والمستلزمات الضرورية والأساسية”، مخاطباً إياها: إن كنتم فعلاً حريصين وجادين على معالجة الوضع الإنساني فلتوجه أصابعُ الاتهام إلى من يفرض حصارا بريا وبحريا وجويا؛ كونه الذي تسبب في هذه المأساة.
وأشار محمد عبدالسلام، إلى أن المساعدات التي تصفها الأمم المتحدة بالإنسانية قد تجردت من “معاني الإنسانية الحقيقية بتوظيفها مخابراتياً وتجسسياً واستغلالاً سياسياً”، مؤكّـــداً أن الأمم المتحدة عملت بدلاً عن معالجة سبب المشكلة المتفاقمة إلى إبقاء حالة الحاجة الإنسانية قائمة، مضيفاً “بل وتسعون إلى اتّساعها، بينما المنطق يقضي بأن تعالج المشكلة الحقيقية”.
وجدّد عبدُالسلام التأكيدَ على عدم الممانعة “من أي عمل إنساني متجرد من الاستغلال السياسي والتوظيف الأمني وجمع المعلومات والبيانات لصالح دول العدوان”.
واختتم رئيسُ الوفد الوطني قوله: من يمد دولَ العدوان بالسلاح ويغطي جرائمها ليس مؤهلاً لتقديم مساعدات إنسانية وإن فعلها فلأغراض غير إنسانية والوقائعُ الملموسة على الأرض تثبت ذلك، وحتى المجرمُ نفسُه يسعى لتحسين صورته الدموية بعنوان مؤسسة سلمان للمساعدات الإنسانية، وفي المهرة وسقطرى المحافظتين اللتين لم تشهدا أيَّ صراع عسكري تدّعي السعودية أنها تعمل على إعادة إعمارهما، والمحافظات التي دمّـــرتها بالعدوان والحصار تستمر في تدميرها.
من جانبه، أكّـــد عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن “منظمة الغذاء العالمي تعوّض الغذاءَ الفاسد بحربِ تصريحات يقودُها مديرُها الأمريكي المعروف بنزعته الدينية”.
وأشار الحوثي في منشور له إلى أن التصريحات التي يصدرها مديرُ برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي “أمريكي الجنسية” المعروف بانتمائه الديني والسياسي “متأثرة بسياسة بومبيو المعروف بدفاعه المستميت عن استمرار بيع صفقات السلاح التي تقتل الشعب اليمني”.
وجدّد الحوثي تأكيدَه استعدادَ القيادة السياسية للتعاون مع منظمة الغذاء العالمي وفق الآليات البعيدة عن العمل المخابراتي، مؤكّـــداً أن “على منظمة الغذاء العالمي استبدال أغذيتها الفاسدة نقداً، ونحن مع الآلية التي تحقق الرقابة الحقيقية وفق القانون”، مردفاً “على المدير التنفيذي لمنظمة الغذاء العالمي الاستماع جيداً إلى ما يعترض عليه من الأغذية الفاسدة”.
وأكّـــد محمد علي الحوثي أن “العدل يقتضي أن لا يُسمحَ بشراء غذاء فاسد، ونحن مع الإجراءات الصحيحة بشفافية، وبما لا يخالف قوانين الجمهورية”.
ونوّه عضو السياسي الأعلى بأن دولَ تحالف العدوان تخطّط للهجوم مجدّداً في الأيام المقبلة على محافظة الحديدة؛ لتأزيم الوضع الإنساني، مضيفاً “التصريحات والفبركات الإعلامية المثارة الآن هدفها تجميل صورة دول العدوان ونسيان أنه من صنع المجاعة”.
وكان برنامج الغذاء العلمي قد هدّد، أمس، على لسان مديره “ديفيد بيزلي” بتعليق إدخال المساعدات “المسمومة” إلى مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية، مؤكّـــداً أن السبب في ذلك هو عدم السماح لبرنامج الأغذية الفاسدة بممارسة أعماله الاستخباراتية بكل طلاقة، عبر تقنيات المسح السكاني والحيوي المعتمدة على بصمتي الإبهام والقزحية، وهو ما ينتهكُ كُـــلَّ القوانين الداخلية للبلدات ويهدّدُ أمنَها الديموغرافي، الأمر الذي يؤكّـــد هُوية هذا البرنامج ولصالح مَن يعمل.
* صحيفة المسيرة