البكاءُ السعوديّ
علي الزهري
(ضربني وبكى وسبقني واشتكى).. هذا هو حَـــالُ الكيانِ السعوديّ في حربِه العدوانيةِ الظالمةِ على اليمنِ، فقد تواردت الأخبارُ العاجلةُ ولم تتوقفْ والتي أفادت بدعوةِ ملك السعوديّة إلى عقدِ قِــمَّـــتَينِ: “خليجية وعربية” في مكةَ المكرمةِ يوم 30 مايو، على خلفية ضربِ محطتَي ضخ للنفط في السعوديّة وسُفُنٍ قرب سواحل الإمارات بحسب الدعوة.
قِمَّتَان مرةً واحدةً شيءٌ يدعو للضحكِ والشفقةِ معًا على كيانٍ توهَّــــمَ أَنَّهُ على كُــــلِّ شيءٍ قديرٌ، لكن اليمنَ كشَفَ قيمتَه وقدرتَه الحقيقيَّةَ.
هذه الدعوةُ التي سارعت مجموعةٌ من دولِ البلاطِ السعوديّ إلى الترحيبِ بها، ووصفها بالهامَّةِ والحكيمةِ والمناسبةِ من حيثُ التوقيتِ والمكان، نعم سيجتمعُ المنافقون في مكةَ المكرمةِ ليدينوا حَقَّـــنا في الدفاعِ عن أنفسِنا، ليستنكروا ضربَنا بسبعِ طائراتٍ مسيَّرةٍ محطاتٍ نفطيةً تعودُ عائداتُها إلى صدورِ أبنائِنا وبناتِنا وهدمِ بيوتنا منذُ أربعةِ أعوامٍ ويزيد، متناسين أن سلمانَ ومَن معه تسببوا في اليمن بأكبرِ أزمة إنْسَـــانية في العالم، سيجتمع المنافقون ولن يأتوا بجديد، فقد أعلنوا تأييدَهم لعاصفةِ العدوانِ منذُ ضرباتها الأولى في العام 2015، وبياناتُهم الجبانةُ نتذكَّرُها جيدًا كلما قُمنا بِرَدٍّ هنا أَو هناك، لكننا لم نسمعْ لهم أيَّ موقفٍ ودماؤنا تسيلُ دون توقف.
إِنَّ هذِهِ الدعواتِ والعويلَ والبكاءَ والاستجداءَ يَنُــــمُّ عن فشلٍ وإفلاسٍ وضعفٍ سعوديٍّ غيرِ مسبوقٍ، فالسعوديّةُ هي مَن اعتدت وتكبَّرت وتجبَّرت وحشدت وأرعدت، واليومَ ونحن في العام الخامس نسمعُ عويلَها، لن تغيِّرَ القِمَمُ من الواقع شيئًا، ولن يستطيعَ أحدٌ في هذا العالمِ المنافقِ مهما بلغت قوتُه أن يسلُبَنا حَقَّــنا في دفاعنا المشروع عن أنفسنا.
كَمَا أنَّ البياناتِ والقِمَمِ لن تحميَ السعوديَّ من بأسنا وضرباتنا، ولن نلتفتَ إلى إداناتٍ مدفوعة الثمن، لا من قِــمَّـــة الخليج المبعثر، ولا من قِــمَّـــةِ جامعة صهاينة العرب، ولا حتى من الأزهر الذي كنا نتمنى أن يظلَّ شريفًا.
قِمَمُ مكةَ المكرمةِ ستدينُ المعتدَى عليه وستتجاهلُ مجازرَ خادمِ الحرمين والتي لم تتوقفْ حتى في شهرِ رمضانَ المباركِ، فقد شاهد العالمُ أجمعُ التوحُّشَ السعوديَّ وهو ينالُ من بيوتِ المدنيين في العاصمةِ صنعاءَ ويهُـــدُّها على رؤوسِ ساكنيها، مخلفًا عشراتِ الشهداءِ والجرحى، في مشهدٍ يؤكّــــدُ بجلاءٍ إفلاسَ الكِيانِ السعوديِّ وتوحُّشَه وعدمَ قدرتِه على المواجهة العسكريَّة في ميادينِ الشرفِ!.
اجتمعوا أيها المنافقون وباركوا للقاتل أفعالَه وواسَوه وامسحوا دموعَ فشلِه وعجزِه وطَيْـــشِه، لكنكم جَميعًا لن تتمكّنوا من حِمايةِ أنابيبِه التي ستظلُّ تنزِفُ طالما استمرَّ نزيفُ الدمِ اليمنيِّ الطاهِرِ المقدَّسِ.
جَميعُكم يعلمُ أن ما نقومُ به حَـــقٌّ مكفولٌ ومشروعٌ في ميثاقِ جامعتِكم اللعينةِ، كلكم يعلمُ أنَّنا لم نقتلْ طِفلًا ولا امرأةً ولا شيخًا، لم نقطعْ طريقًا ولم نهدْ مستشفىً ولم نكسرْ نافذةً.
جَميعُكم يعلمُ بفروسيتِنا ونُبلِنا وشهامتِنا، وجميعُنا يعلمُ بقبحِكم ونِفاقِكم وسُوءِ أَخْـــلَاقِكم، ففعلوا ما بدا لكم، وسنفعلُ ما بدا لنا، ولن ننسى أفعالَكم ما حيينا، ولتسمعوا جميعًا وبَـلِّــــغُوا وليَّ نِعمتِكم سلمانَ وغلمانِه.
بَـلِّــــغُوه أنَّنا سندوسُ على عنجهيتِه وسنُمَـــرِّغُ أَنْـــفَه وَمَن مَعه في التراب، وسننتصرُ رِغمًا عنكم أجمعين.
بَـلِّــــغُوه يجهِّـــزْ دعواتٍ عِدَّةً لِقِـمَـمٍ متعددةٍ، فبكاؤُه لن يتوقفَ طالما عنجهيتُه لم تتوقفْ، وبدون السلام عليكم ولا رحمة الله ولا بركاته.