كل ما يجري من حولك

هل أمريكا قادرة على تنفيذ تهديداتها وعقوباتها على إيران؟

هل أمريكا قادرة على تنفيذ تهديداتها وعقوباتها على إيران؟

585

متابعات:

اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قراراً بعدم تمديد الإعفاءات النفطية المستثناة لثمانية من زبائن النفط الإيراني، بهدف تصفير صادرات النفط الإيرانية التي تشكل أقل من ثلث ميزانية الدولة، هذا القرار سيؤدي بلا شك إلى إشكالات دولية وإقليمية نظراً لترابط المصالح الدولية وتعقيداتها.

إن القرار الأمريكي وما شابهه من قرارات ضد إيران بهدف زيادة الضغط عليها، تجسد إنعكاساً لمدى الشعور المتخبط لترامب وإدارته والمخاوف الصهيونية ومن يدور في فلكهم من مشيخات الخليج، خصوصاً بعد المشاهد الميدانية التي فاجأتهم باستراتيجيات وتكتيكات عسكرية غير متوقعة لساحة المعارك لجبهة المقاومة سواء في العراق وسوريا واليمن، حيث تكبد الحلف الصهيوأمريكي وبعض دول الخليج مرارة المعركة، ومني بهزيمة تجاوزت كل حساباته الذهنية التي أنفق لها الكثير من الوقت والأموال لدراستها وتنظيمها، الأمر الذي أدى إلى إنهيار دوافعه الداخلية.

إن انهيار الدوافع الداخلية لدى الحلف الصهيوأمريكي، أدت بالتالي إلى اختلاط المسارات المرسومة لتنفيذ خطط إستراتيجية مستقبلية، وأصبحت خطواتها أكثر تعقيداً، ومستوى نجاحها النهائي أكثر إستحالة، من قبيل مخطط “الشرق اﻷوسط الجديد” بتقسيماته الجديدة وصفقة القرن لضمان أمن الكيان الصهيوني وتسييده على المنطقة، وصولاً إلى حلف الناتو العربي الموجه بالأساس ضد إيران وجبهة المقاومة.

هذا الإنهيار في الدوافع الداخلية، دفع الحلف الصهيوأمريكي الى اللجوء إلى الدوافع الخارجية من خلال العديد من المؤتمرات التي يعقدها هنا وهناك، ومحاولات استقطاب أكبر عدد من الدول من خلال الزيارات المكوكية المكثفة لكبار المسؤولين اﻷمريكان، وقرارات أخرى متفردة كاﻹنسحاب من اﻹتفاق النووي، وآخرها الحظر اﻹقتصادي الذي هو بحد ذاته ليس جديداً وانما جربته أمريكا مراراً وثبت عدم جدواه. لكن هذه القرارات لها أثر عكسي قد يتسبب في حدوث كوارث إقتصادية كبرى، واضطرابات قد يمتد أثرها من الشرق الأوسط إلى إنحاء العالم كافة.

وبما ان قرارات ترامب هذه كانت متفردة وناتجة عن تخوفات صهيونية، ومهما كانت أسبابها ودوافعها، الا ان آثارها سلبية، قد تقود العالم إلى حافة حرب عالمية ثالثة يتضرر منها العالم بأسره وليس فقط إيران، لذلك نجد أن الجانب الواقعي لهذه القرارات انها غير منطقية وغير مقبولة. وبناءً عليه فإن الغالبية سواء داخل أمريكا أو الغالبية الدولية، منزعجة من تهويلات وقرارات ترامب التي ستؤدي إلى اﻹضرار بمصالح دول صناعية كبيرة تعتمد على النفط اﻹيراني، والتي تتصادم مع وجهة النظر الأمريكية ذات اﻷهداف السياسية في تركيع الدول، وبسط نفوذها والهيمنة على مصادر الطاقة العالمية.

لذلك فإن توجه الحلف الصهيوأمريكي السعوإماراتي (نظراً لانضمام السعودية والامارات إلى لعبة ترامب الخطرة باعلانهما الاستعداد لسد نقص النفط الإيراني في الأسواق) نحو العنف من أقصر الطرق للإنهيار الذاتي مهما كانت توصيفاتهم، والمقدمات في حربهم النفسية عن قوة الجيش الأمريكي والتقنية التكنولوجية ﻷسلحتهم وصواريخهم وطائراتهم، وإذا بلغ الجنون بترامب والكيان الصهيوني بالهجوم على إيران فلن يحظى بإستجابة دولية، وستنعكس آثارها عليهم بالخسارة المنكرة.

والتجربة التي خاضها هذا الحلف في حروبه في العراق وسوريا واليمن ونتائجها في هزائمهم المتتالية هي خير دليل من سيكون الرابح في النهاية. كما ان إيران اثبتت قدرة ومرونة عالية على التأقلم طيلة العقود الأربعة الماضية، بل قابلية على زيادة قوتها وقدراتها وتأثيرها الاقليمي والعالمي رغم كل الضغوط بدءاً من الحصار والحرب وكل أنواع الضغوط، ومن جرب المجرب حلت به الندامة!

(وكالة أنباء فارس)

You might also like