دبلوماسي أمريكي سابق: السعوديون تخلصوا من “الحمدي” لخطورته
دبلوماسي أمريكي سابق: السعوديون تخلصوا من “الحمدي” لخطورته
متابعات:
قال نائب رئيس البعثة الأمريكية الأسبق إلى اليمن، سنة 1979، السفير “إدوارد غنيم”، إن السعوديين قرروا التخلص من رئيس اليمن الشمالي سابقا “إبراهيم محمد الحمدي”؛ لأنهم رأوه يزداد قوة.
جاء ذلك في خلال تحقيق استقصائي تحت عنوان ” الغداء الأخير” الذي بثته قناة الجزيرة، يوم أمس الأحد.
وقال “غنيم”، إن الدور السعودي في اليمن كان دائما معقدا، و”الحمدي” لم يكن محل إعجاب السعوديين، خصوصا في أواخر أيام حكمه، فقد وجدوا فيه وطنيا مستقلا يهدد مصالحهم في اليمن، خاصة بعد أن تمكن من توطيد دعائم الدولة في اليمن، وهي مهمة يصعب إنجازها في هذا البلد.
وتابع: “إلى جانب ذلك كانت للحمدي جهود خاصة لتحسين العلاقات مع اليمن الجنوبي، والسعوديون كانوا قلقين جدا إزاء أي خطوة تسعى لتوحيد شطري البلدين”.
وذكر “غنيم”: “لجأ السعوديون إلى أحد أساليبهم المجربة والناجعة وهو دفع الأموال للقبائل التي يعتقدون أنها ستقف إلى جانبهم، وكان الهدف من وراء ذلك هو خلق مشكلات للحكومة المركزية في اليمن التي يمثلها الحمدي؛ بغية إضعافه”.
ومضى نائب رئيس البعثة الأمريكية الأسبق إلى اليمن، قائلا: إن “السعوديين توصلوا إلى قناعة مفادها أنه بات خطرا عليهم وقرروا تنحيته عن السلطة”.
وأشار “غنيم”: “أعتقد أن السعوديين قرروا التخلص من الحمدي لأنه أصبح يزداد قوة وأنه بات يمتلك قدرة على مواجهة أسلوبهم التقليدي في التعاطي مع القبائل”.
وأكد أنه “كان هناك اعتقاد واسع في اليمن، وسمعته من دائرة أصدقائي اليمنيين بشكل خاص بأن عملية اغتيال الحمدي كانت بالأساس عملية أشرفت عليها السعودية باستخدام يمنيين يتقاضون رواتب منها كان من بينهم بالطبع الغشمي، وعلى عبدالله صالح (رئيسا الجمهورية السابقان)”.
ووفقا للتحقيق الاستقصائي، فقد حجب الأرشيف الأمريكي والبريطاني، مجموعة من الوثائق التي تحمل اسم “اغتيال الحمدي”.
وأرجع “غنيم”، الذي وصل صنعاء قبل مقتل “الحمدي” بشهرين، وكان يعمل قبل ذلك في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرياض، حجب تلك الوثائق لسببين.
وأشار إلى أن السبب الأول وراء عدم إتاحة الحكومة للوثائق للاطلاع، أنها قد تحتوي على مصادر استخباراتية كمقتطفات وإشارات لشخصيات قد تكون على قيد الحياة، وبالتالي فرفع السرية عنها قد يعرض حياتهم للخطر.
السبب الثاني وفقا لنائب رئيس البعثة الأمريكية الأسبق إلى اليمن، أنه قد يكون هناك معلومات في تلك الوثائق قد تعرض علاقة ومصالح الولايات المتحدة مع دولة أخرى (السعودية) للخطر.
وتولى “الحمدي” رئاسة اليمن من 13 يونيو/حزيران 1974 حتى تم اغتياله في 11 أكتوبر/تشرين الأول 1977.