التربيةُ قبل التعليم
عبدالسلام عبدالله الطالبي
يرسَلُ الأبناءُ إلى المدارس والمعاهد والجامعات لغرض مُجمَعٍ عليه في كُــلّ دول العالم العربي والإسْلَامي هو (التعليم) الذي تعد (التربية) الركيزةَ الأساسيةَ له، فيكون المعلم هو القدوة المُثْلى للطالب المتعلم في كُــلّ شيء.
لذلك لا بُدَّ أن تنطبقَ على المعلم المعاييرُ التربوية التي يجب أن يكونَ متصفاً وجديراً بها في تقديم القُدوة التربوية لطلابه..
وبالعودة إلى واقعنا التربوي في اليمن فإننا نجدُ أن البيئةَ التعليمية اليمنية أفضلُ بكثيرٍ من بقية الدول من حَيثُ الالتزامِ بالأخلاقيات والسلوك والتربية على القيم والمبادئ الدينية والوطنية في الوقت الذي تسعى بعضُ التيارات الهدامة إلى حرف مسار التربية الفاضلة والوقوع بالبيئة التعليمية في الهاوية، من خلال الترويج للانفتاحِ والتشجيع على الاختلاط بين الكوادر والطلاب، وصولاً إلى التبرج والتجرد عن الأخلاقيات والقيم وضياع أكبر نسبة من الطلاب والطالبات في المدارس والمعاهد والجامعات، كُــلُّ ذلك يأتي تحت عناوينَ منافيةٍ لعاداتنا وتقاليدنا كشعب يمني محافظٍ ومجتمع غالبيتُه تعي مخاطر الاستهداف لهذه الشريحة الواسعة من أبنائنا وإخواننا الطلبة، لا سيما في ظل العدوان الأمريكي السعوديّ على بلد الإيْمَــان والحكمة والذي يستخدم فيها شتى أساليب حروبه ويركز بشكل أكبرَ على استهداف البيئة التعليمية لما يمثله صلاحُها من خطر كبير عليه..
ما يستدعي التحَــرُّكَ المسئولَ من كُــلّ الجهات التربوية ذات العلاقة؛ للقيام بواجباتها، وتستشعر مسئوليتَها في الحفاظ على الوحدات التعليمية التابعة لها لضمانِ تنشئة جيل محافظ وواعٍ ومتمسكٍ بقيمه ومبادئه وتعاليمه الدينية والوطنية، وسط طلابي يستشعرُ حجمَ الهجمة التي تستهدفه في أخلاقه وكرامته.
وعلى الحكومة أن تجعلَ ذلك من أولوياتها وتقفَ إلى جانب هذه الجهات ذات الصلة بالتربية والتعليم بأنواعه للعمل على إيجاد ضوابط تمنع الاختراق، وتتسبب في ضياع وانحراْف الطلاب في كافة المؤسسات التعليمية حكومية أكانت أم خَاصَّــة..
إضَافَـةً إلى ذلك فإن دورَ الآباء في هذا المنحى يجبُ أن يكونَ حاضراً بقُــوَّة في متابعة الأبناء وتربيتهم تربيةً إيْمَــانية وفاضلة فلا يكون صرفُ الأنظار من بعض الآباء عن تربيتهم لأبنائهم هو المعيارَ للرقي والتطور والنماء، فعليهم تقع مسئولية كبيرة وهم أكثرُ المتضررين من ضياع أبنائهم ولا سمح الله..
فالأجيالُ والشبابُ هم حاضرُ اليوم ومستقبلُ الغد، ولا تعليم إلا بتربية، ولا تربية إلا بتعليم..