وفي ذكرى الرحيل الأولى تعهد الشعب بمواصلة المسير
نــوال أحمد
بقلوبٍ حزينةٍ يعتصرُها الألمُ، وأعين تذرفُ الدمعَ حزناً وفقداً؛ لعمق الجرح الكبير، وهذا المُصاب الجلل، بقلوب مؤمنة أبية، والرؤوس الشامخة العلية، حضر الأباة رغم الأسى وعظيم الجراح..
في مسيرات حاشدة ملأت ساحاتِ العزة والحرية والنصر اليماني؛ لإحْيَــاء أول ذكرى لشهادة الرئيس السنوية، والتي حضرها كُـــلّ رجالات اليمن الأبية، الرافعة لسلاح البندقية.
خرج الأحرَارُ لتجديد العهد والقسَم بالوفاء لرئيسهم الشهيد (صالح علي الصمَّاد) الذي أسر كُـــلّ القلوب لصدقه وإخلاصه والتي أكرمها بعظيم تضحياته، حين آثر بروحه على أبناء شعبه وبلده وبوفائه لهم قدّم أغلى ما لديه في سبيل الله وسبيل عزتهم وكرامتهم واستقلالهم.
وفي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس المجاهد صالح الصمَّاد، خرج اليمانيون بالملايين؛ لإحْيَــاءِ ذكرى رئيسهم الشهيد ليبادلوه الوفاءَ بالوفاء؛ وتعبيراً منهم عن صدق الحب والولاء، والعهد بمواصلة درب الجهاد والعطاء؛ وتأكيداً على السير في ذات الطريق الذي مضى عليه رئيسُ الشهداء، والذي اختطه بقاني الدماء؛ لمصداقيته في التمسك بالهُويَّة والانتماء.
خرج رجالُ اليمن الأحرَار إلى ساحات الولاء والفداء؛ لإحياء هذه المناسبة المؤلمة على قلوب كُـــلّ الشرفاء، والتي حضرها رجالاتُ الوطن الأوفياء وكل الفئات وَالشخصيات السياسيّة والعُلمائية والثقافية والاجتماعية وكل الأحرَار من أبناء هذا الوطن المحبين لهذه القامة الإيْمَــانية والهامة الوطنية التي استهوت كُـــلّ الأفئدة الطاهرة، وسكنت في أسفل درك من القلوب الطاهرة.
في حضرة الشهيد الصمَّاد احتشد الملايين في ساحات وميادين النصر اليمانية، وجاءوا ليستحضروا شهيدَهم ويستذكروا عظمة ومواقف ومناقب رئيسهم الشهيد، حضر الملايينُ من كُـــلّ حدب وصوب لإحْيَــاء مآثره واستذكارِ مناقبه وَجهاده وتضحياته وبذله وعطائه..
ليستلهموا منها كُـــلَّ معاني الرجولة والبطولة وَالوفاء والفداء وصدق التولي والانتماء.
في حضرة الرئيس الشهيد وقف الرجال وَعيونهم تناظر الصمَّاد وهو في عليائه؛ ليبادلهم من عليائه نظراتِ العشق والاشتياقِ، يناظرونه وأرواحهم تعانق روحه.. وجوارحه الشريفة الطاهرة تحاكي جوارحهم المُحبة الصادقةَ.
خرج الملايينُ في كُـــلّ الساحات والميادين في كُـــلٍّ من صعدة الصمود، وَتهامة الوفاء، وفي صنعاء الشموخ والإباء، وفي الذكرى السنوية الأولى للشهيد الرئيس صالح الصمَّاد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، خرج الأحرَارُ والشرفاء بكل توجهاتهم ليعلنوا للعالم أجمعَ بأن شهيدَهم ورئيسهم الصمَّاد حيٌّ في ضمائرهم، وباقٍ بينهم بإبائه وصموده وَبذله وعطائه.
وقد وجّه الأحرَارُ رسالةً للأعدَاء بأن جميعَ اليمنيين كلهم صالح الصمَّاد، وأن غيابَ الصمَّاد ليس إلا غياباً جسدياً، أما روحَه وفكره ونهجه ومشروعه لا يزال مخلدا فيهم، مُجسداً فيهم قولاً وفعلاً.
بأيادي تحمل البنادق لتحميَ الوطن، والأيادي التي تبتكر وتصنع وتنجز وتبني البلاد.
وما زادهم غياب الرئيس الشهيد الصمَّاد إلا عزماً من العزم الذي زرعه فيهم، وثباتاً من ثبات إيْمَــانه الذي علمهم، شجاعة من شجاعته، وصموداً من صموده.
والشعبُ سيبقى في حالة إعدادٍ واستعدادٍ، وتصعيدٍ واستنفار طالما استمر عدوانُ المعتدين..
واليمن سيبقى كما عهدها المعتدون مقبرةً لكل الغزاة والمحتلّين.