كل ما يجري من حولك

الصواريخ البالستية: قــوة الردع المتنامية

301

 

عبدالحميد الغرباني

كُلُّ النتائج المستخلصة من أربع سنوات من المواجهة تفيدُ أن الهجماتِ المكثّفة على اليمن لم تؤثرْ عليه، ليس على المستوى الشعبي والصمود فحسب، بل على صعيد القُــوَّات المسلحة التي تعافت وشهدت زخماً كان الشهيدُ الرئيس الصمَّــاد أحدَ صُنّاعه وانتقلت لإرساء معادلات ردعيّة جديدة إزاء قوى العدوان وهي معادلات لا تتوقف في النتائج عند الميدان العسكريّ وحسب بل تتجاوزه إلى غير ذلك، فضلاً عن تأكيدها أن ترسانة العدوان الكبرى والعظمى -كما يصفونها- التي لم تنجح في تطويع الإرادَة اليمنية، غير قادرة عن تعديل ميزان القوى لا على المستوى الميداني ولا السياسيّ.. وهما فيما يرى العدوان طريقه إلى تثبيت الاحتلال لليمن أَو قل الوصاية عليه..

مع كُــلّ إنجاز نوعي للقُــوَّات المسلحة، تحاولُ الآلةُ الدعائية للعدوان تغطيةَ ذلك بشكل مكثف لكنها تفشل وهو ما تكرّر اليوم مع كشف القُــوَّة الصاروخية للقُــوَّات المسلحة عن صاروخ بدر إف الباليستي..

بالتأكيد لم يقع العدوّ في الخطأ الكلاسيكي المعروف في القاموس التأريخي العسكريّ بالحرب على دُفعات، حتى يقول المحللون والمراقبون: إن ذلك ما أتاح لليمن أن يبتكرَ ويطورَ وسائلَ دفاعه، فقد أشعل المعتدون ومنذ الشهر الأول حريقاً واسعاً، ظل اليمن خلاله واقفاً ولم يجثُ واندفع بشكل منظم ومدروس وَبنشاط لا يضاهيه نشاطٌ آخر إلى تحقيق هدف استراتيجي هو اكتسابُ قُــوَّة ردع حقيقي ضد العدوّ، وامتلاك قدرة على إحداث أضرار جسيمة في معسكر العدوان وقد نجح رجال الله في القُــوَّة الصاروخية في إحراز ذلك بفضل الله وعونه لدرجة دفعت أبرز متصدري قائمة الخبراء الأميركيين في علم الصواريخ جوزيف سيرينسيوني إلى الاعتراف أن اليمنَ يقومُ بتطوير ذاتي لترسانته الصاروخية وتأكيد “أن عناصر القُــوَّة العسكريّة السعوديّة في اليمن بدأت بالتبخر” في إشارة منه إلى انعدام فاعلية صواريخ الباتريوت الأمريكية التي ظنت الرياض أنها ستشكل درعاً يحولُ دون إصابتها فيما ثبت العكس، وهو ما جعل أُسبوعية ناشيونال انترست في وقت سابق تحذر من دخول الولايات المتحدة حرباً استناداً إلى “ثقة زائفة بأن لديها وقايةً كافية لاعتراض وإسقاط الصواريخ المعادية، بينما حقيقة ما يتوفر لديها لا يعدو غربالاً”..

في المحصلة لا يعني اليمن مطلقاً أن يتقبلَ أيُّ نظام معتدٍ ومتغطرس حقيقةَ أن معادلات ردعية من هذا النوع يجري إرساؤها وتعزيزُها يمنياً، ويكفي القول إن إزاحةَ الستار عن صاروخ بدر إف الباليستي يؤكّـــدُ أن المأزقَ السعوديّ الأمريكي يتعاظمُ في اليمن وما وضع في قائمة أهْدَافه من الصعب أن يتحقّــق..

You might also like