كل ما يجري من حولك

واشنطن بوست: حق النقض في حرب اليمن يمهد الطريق لإستمرار الصراع

واشنطن بوست: حق النقض في حرب اليمن يمهد الطريق لإستمرار الصراع

373

متابعات:

قال مسؤولون ومحللون سابقون لـ” واشنطن بوست” إن حق النقض الذي أتخذه الرئيس ترامب للتشريع الذي يهدف إلى فصل الولايات المتحدة عن تقديم الدعم العسكري للسعودية التي تواصل حربها على اليمن يمهد الطريق لاستمرار الجمود في الصراع وأن المدنيون سيدفعون الثمن.

وقد صور الرئيس في حق النقض الثاني له منذ توليه منصبه الجهود غير المسبوقة التي بذلها المشرعون لاستخدام سلطات قوى الحرب لإنهاء الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده المملكة السعودية “كمحاولة خطيرة وغير ضرورية لإضعاف سلطاته الدستورية”. سعت هذه الخطوة إلى التحقق من الإحباط الحزبي إزاء دور الولايات المتحدة في حرب أسفرت عن أكبر أزمة إنسانية في العالم كما يقول المشرعون من كلا الطرفين وجعل الولايات المتحدة متواطئة في مقتل المدنيين.

وتابعت الصحيفة: كافح مفاوضو الأمم المتحدة لكسر الجمود الطويل بين الحوثيين والقوات الموالية للسعودية والإمارات العربية المتحدة. وقال ستيفن سيش الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في اليمن وهو الآن نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربي إن قرار ترامب المتوقع على نطاق واسع برهن على استمرار دعمه القوي لدول الخليج العربية مما يعزز من تفاقم الأوضاع التي تتصاعد للأسوأ منذ أربع سنوات.

وأضاف كان أنصار قرار القوى الحربية الذي كان من شأنه أن يقطع الدعم اللوجستي الأمريكي وتبادل المعلومات الاستخباراتية للتحالف يأملون في أن يحفز إقراره دول الخليج على اتخاذ خطوات جديدة لإنهاء القتال. مضيفاً “حق النقض في المقابل ” نعم سنواصل ربط أنفسنا بشكل وثيق مع شركائنا الخليجيين “.

ولفتت الصحيفة في معرض سردها للمآسي التي حصلت في اليمن بالقول: لقد تدمرت اليمن بسبب استمرار الحرب، اليمن بلد فقير قبل الحرب فكيف بعدها..؟ معاناة الأطفال الجائعين تزداد وأثارت الاهتمام العالمي، الجميع يأمل في تحقيق نتائج إيجابية في تقدم مشاورات السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة.

هذا الأسبوع أخبر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنه قد تم إحراز بعض التقدم في صياغة خطط لإزالة قوات الطرفين من الحديدة وهي مدينة ساحلية برزت كعقبة في محادثات السلام. وقال غريفيث: اليمن ينزف، أهلها يعانون من الجوع والحصار أصبحت من أكثر الأماكن المأساوية في العالم وكل هذا يدفعنا للبحث عن حل سياسي.

رضية المتوكل رئيسة منظمة مواطنة وهي منظمة يمنية لحقوق الإنسان إن حق النقض الذي قدمه ترامب هو بمثابة “إعلان عن استمرار المعاناة لملايين المدنيين في اليمن” وقالت: “إن النوع الصحيح من العمل من قبل هذا البلد القوي يمكن أن ينهي هذه الكارثة”. لكن روبرت مالي وهو مسؤول كبير بالبيت الأبيض أثناء إدارة أوباما ورئيس مجموعة الأزمات الدولية الآن قال إن إقرار الكونغرس للقرار قد غير تفكير دول الخليج في الحرب بغض النظر عن حق ترامب في النقض.

وتحدث التقرير عن أن مؤيدو كبح الجهود السعودية الحربية لم يقروا باستراتيجية لإعادة التجميع بعد نقض ترامب، لكن الديمقراطيين يتطلعون إلى تشريع من الحزبين يقرن الوقف شبه الكامل لنقل الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية بسبب حملتها وحربها على اليمن مع فرض عقوبات على الزعماء السعوديين بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي باعتباره المحور التالي لجهودهم.

قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (R-Ky) للصحفيين خلال اجتماع مائدة مستديرة الأسبوع الماضي “إنه وضع صعب” مشيرًا إلى أن مقتل خاشقجي كان “عملاً شائنًا”وأضاف إذا لم يتمكن المشرعون من الالتفاف حول تشريع جديد لكبح السعودية فربما يتعين عليهم النظر في مشروع قانون ترخيص الدفاع السنوي أو إجراءات تخصيص الأموال كأدوات ممكنة.

مراسل “واشنطن بوست” للشئون الخارجية ايشان ثارور كتب حول موقف الرئيس الأمريكي ترامب من الحرب على اليمن وقال أن ترامب أصبح يقود الحرب هناك بعد استخدامه حق النقض رداً على قرار الكونغرس الأمريكي بضرورة إنهاء الدعم العسكري الأمريكي المقدم للسعودية حيث قال أن الإدارة السابقة للرئيس أوباما قد تدخلت لمساعدة السعودية في 2015م ولكن يبدو أن الحرب تحولت إلى صراع إقليمي قاتم، حيث تصاعدت الهجمات السعودية الإماراتية بدعم أمريكي على اليمن.

وقال المحلل السياسي إنه من الصعب الحصول على أرقام دقيقة حول الضحايا المدنيين لكن من المؤكد أن القتلى كثيرون والرقم كارثي وهم الذين قتلوا بسبب الغارات الجوية السعودية باستخدام الذخائر الأمريكية الصنع كما أن القصف والحصار المستمر ساهم في الانهيار الشامل لاقتصاد البلد الذي يعاني فيه ما يقرب من 10 ملايين من الجوع ، بينما يُعانى الآلاف من تفشي الكوليرا والدفتريا وغيرهما من الأمراض التي انتشرت مؤخرا.

وأشار ايشان هارور إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب المستمرة والتي قد يقوضها استمرار الغارات السعودية ودعم السعودية والإمارات للجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية (داعش) والذين يحصلون على المال والسلاح من التحالف جرى من خلالها استهداف الكثير من المنشآت المدنية ما تسبب بأسوأ كارثة إنسانية في اليمن على مستوى العالم.

وتطرق المحلل السياسي إلى قرار الكونغرس الأمريكي الذي حظي بدعم من الحزبين في الكونغرس والذي تم وضعه على طاولة ترامب بضرورة إنهاء الدعم العسكري المقدم من أمريكا للسعودية، حيث زعم المشرعون أن الدور الأمريكي المستمر في الصراع – الذي بدا مذهلًا خارج حدود تفويض ما بعد 11 سبتمبر المستخدم لتبرير الأعمال القتالية الأمريكية في نزاعات متعددة في الشرق الأوسط – يتطلب موافقة الكونجرس.

ولفت الكاتب في عموده إلى أن توقف الدعم الأمريكي سيجبر ولي العهد السعودي بن سلمان على إنهاء الحرب، لكن يبدو أن ترامب يعترض على ذلك. وأكد الكاتب موقف ترامب المناهض لليمن بتبريرات هوجاء من خلال استخدامه يوم الثلاثاء الماضي حق النقض (الفيتو) ضد قرار الكونغرس وقال في بيان “هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية مما يعرض حياة المواطنين الأمريكيين وأفراد الخدمة الشجعان للخطر اليوم وفي المستقبل”.

You might also like