كل ما يجري من حولك

تعز: مأساوية الحرب العبثية التي لم تتوقف فيها أصوات الرصاص

تعز: مأساوية الحرب العبثية التي لم تتوقف فيها أصوات الرصاص

667

متابعات:

كشفت الحملة الأمنية التي أطلقها محافظ تعز نبيل شمسان فور وصوله إلى المدينة وبعد مرور شهرين من تعيينه حجم المشكلة التي تعيشها تعز ووضعتها أمام تحديات وتعقيدات بالغة. الجماعات المسلحة التي تقف وراءها أطراف إقليمية وأطراف حزبية محلية أكدها اليوم هذا التطور الأمني الأخير وبدقة.

خمسة أيام تعرض فيها مدنيون للاستهداف جراء قيام تلك العصابات بمواجهات وإشتباكات خمسة أيام عادت فيها أصوات الرصاص والمدافع وحوصرت أحياء كحي المدينة القديمة وباب موسى وصينة وذلك بسبب رفض الجماعات والمليشيات المسلحة الإنصياع لصوت العقل وقيامها بالقصف العشوائي على المباني والأحياء السكنية بل انتشر القناصة على أسطح بعض المنازل ومارسوا القتل بحق مدنيين كثر.

استهداف المدنيين من قبل المجاميع المسلحة وتفاصيل المواجهة وحجمها ونوعها جعلت محافظ تعز أمام تحدٍّ صعب وبالغ لينتهي الأمر بسرعة إيقافها وتوجيه قوات الجيش بالانسحاب من المواقع. وانتهت الحملة الأمنية المشتركة لملاحقة مطلوبين بالسيطرة على مبنى مدرسة هائل للبنات مقر كتائب العباس بعد مواجهات عنيفة مع مطلوبين أمنياً على ذمة اغتيال ضابط في اللواء 22 ميكا، سقط فيها قتلى مدنيون.

صراخ الجميع في هذه المدينة يدمي القلب وصرخات الاستغاثة تعج بها المدينة القديمة منذ أيام.  حصار ووضع إنساني صعب يجعل الجميع يصرخ ضد ما يسمى بالحملة الامنية في المدينة وباتت الأصوات تتعالي بوصف مايحدث بالتصفية الجماعية من قبل القوى المتواجدة في المدينة والذي يصفها البعض بميليشيا حزب الاصلاح.

مما يضعنا امام سؤال منطقي من إين تستمد هذه القوى طاقتها مع عدم القبول بها من قبل شريحة وأسعة من الشعب؟ إن ما يحدث لا يمكن السكوت عنه حلفاء الأمس يتقاتلون فيما بينهم عوضاً عن الدفاع عن مدينتهم وأستكمال تحريرها فما الذي يحدث حقا في مدينة تعز؟

يرى مراقبون إن معارك تنطلق ضمن أيديولوجيات وأهداف متفرقة بينما مليشيات الحوثيين  في هدنة طويلة الأمد. وهؤلاء القتلة من الجانبين يتصارعون من أجل بسط النفوذ والسيطرة على الجزء الأكبر من المدينة.

الناشط حسام الملاكي صرح قائلاً: يتحمل المسؤولية اللجنة الامنية التي تعاملت بشكل ثأري إنتقامي و أبو العباس الذي ضهر أحد قياداته و هو يصرخ .. سنحرق تعز حرق !

غزوان المخلافي هدد قبل أسابيع بأنه سيرفع قضية على كل من تقدم ضده ببلاغ للنائب العام وأن هؤلاء الناشطين يسعون لتشويه شخصه العظيم ! هذا الحدث يصف مدى التفاهة التي وصلت اليها تعز .

ويتابع: قلنا نعم نحن مع لجنة أمنية تمثل السلطة المحلية للقبض على كل المطلوبين أمنياً و ليس مجرمين في منطقة معينة و اغفال منطقة اخرى و من ثم تحدثني اننا نبقبق ضد عمل لجنة ليست امنية بل لجنه الانتقام من الخصوم المجرميين على حساب مجرمين اخرين و لخدمة اطراف سياسية معينة .

ويختتم على المنضمات الدولية رصد كل هذه الانتهاكات المليشاوية تحت مسمى سلطة الدولة و رفع تقارير تدين هذه الممارسات اللامسؤولة و التي تزيد من التعقيد للوضع أكثر من ما هو معقد بالاساس .

بينما يرى رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية عبدالكريم السعدي أن ما يحدث في تعز هو محاولة جديدة لمشروع قديم عبث بمحافظة عدن قبلها وادخلها في دوامة صراع مازالت تدفع ثمنه إلى اللحظة وإن على أبناء تعز الوقوف صفاً وأحداً في وجه المليشيات التي تدين بالولاء للخارج أكثر من ولاءها للداخل.

ويذهب السعدي في حديثه الى ان سقوط تعز بيد المليشيات المدعومة من نفس الطرف الداعم لمليشيات عدن والجنوب سيضعها على اول طريق الولوج إلى فوضى المليشيات وسيصحو أبناء تعز على صباح المجالس والنخب ومليشيا ابو فلان وقوات ابو علان وستحيط الأحزمة اللا أمنية بجسد تعز المنهك وتمتص ما تبقى فيه من حياة.

ويحذر السعدي أبناء تعز من ترك محافظتهم لتلقى مصير عدن التي فرط فيها أدعياء الثورة والثوار المستجدين وثوار الصرفة وجعلوها مداسا لأعداء الأمة وأدوات اعداء الأمة.

فيما أكد الناشط انيس شريك أن المستشفيات لم تسلم هي الأخرى من ما أطلق عليه تسمية الحشد الشعبي فرع داعش تعز حيث تم قصف مستشفى المظفر وكما أفاد الشريك وجود 12جثه تفحمت بالمستشفى منها أربع نساء وطفل.

وكان للإعلامي الساخر محمد الربع رأيا لاعباً مما يحدث والذي كتب عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ان ما يحدث في مدينة تعز هو خوض للسياسة يدار بعقلية الطبالين ويذهب في ما كتبه إن مدينة تعز لن تكتب لها العافية في القريب العاجل. طالما أن عقلية الطبالين ع حسب قوله هي من تتصدر المشهد.

ويعلق الربع: “أن غابت الدولة صاحوا.. وإن تواجدت ناحوا إذا غاب المحافظ قالوا إين هو . وإن تواجد قالوا ما الذي قام بعمله ! لا نفع في تعز محافظ ثوري ولا ناصري ولا مؤتمري ولا الذي عينه الحوثي.”

ويتساءل الإعلامي ردمان الشوافي هل الجيش الوطني بتعز إصلاحي أو الإصلاح هو الجيش الوطني ؟! ويتابع: تزايد الحديث و التشكيك بالجيش الوطني تعالوا نتكلم ببساطة و بالحقيقة ! مع إنطلاق المقاومة في تعز كان هناك فصيلين بدأوا بتشكيل نواة المقاومة .. فصيل يتبع حمود المخلافي و فصيل أخر للسلفيين مع عدم نسيان اللواء 35 إلي ذهب إلى خارج المدينة في محاولة لتجميع نفسه !

ويستطرد الشوافي: المهم المقاتلين اللي كانوا مع ابو العباس مشكلون من جميع أحياء تعز و بدأ غالبية أبناء المدينة بالألتحاق بهم،مع وجود سلفيين من مدن أخرى غير تعز لكن الكل كان يعتبرهم بأنهم من أبناء المدينة ولا وجود للمناطقية مطلقآ ،بينما كانت نواة قوات حمود المخلافي هم مقاتليين من الأرياف مع قلة قليلة من أبناء مدينة تعز.

ويضيف الشوافي: المهم بعد التحرير قرر الجميع من أن يحول المقاومة لجيش وطني فنزلت لجان ترقم القوات وتضمهم للجيش الإصلاحيين كانوا اول من بادروا بالترقيم و الانطواء تحت ظل الجيش و الدولة بينما خرج أبو العباس بفتوى حينها لعناصره “جميع السلفيين التابعين لأبو العباس يعرفون ذلك و اتحدى حد ينكرها” كان مفاد الفتوى: أن الترقيم بالجيش حرام !

السلفيين الحقيقين او لنقل المقاتلين المؤدلجين رفضوا الترقيم وظلوا تحت ظل الكتائب بينما المقاتلين المنتمين للكتائب قرروا الترقيم ومغادرة الكتائب وهم غالبية شباب المدينة الذين التحقوا بالكتائب مع اندلاع الحرب وبقى مع ابو العباس أبناء دماج و قلة من أبناء المدينة!

قبل أسبوعين صديق لي وأحد من أبناء دماج ومن أوائل المدافعين عن المدينة يقول لي متحسرآ على وضعه الاقتصادي: قالوا لنا حرام الترقيم وآخر شيء طلع أبو العباس معه رتبة عميد و القيادات كلها شلو رتب !

ويختتم الشوافي حديثه : الآن الكل يتهم الجيش الوطني انه إصلاحي الحقيقة هي أن الإصلاح هو من أنطواء تحت لواء الجيش و الدولة ليسيطر بطريقة ذكية على القرار العسكري بالمدينة ويظل خصومة بطبعهم الغبي !

وتعز تمتلك جيش وطني حقيقي ولو تشتوا تصفو الإصلاح يستطيع هادي تغير قيادات عسكرية و يعري الجميع لكن هناك تقاسمات في اليمن بشكل عام لكل طرف مكان سيطرة !

وفي صباح الأحد الماضي وقف شباب وناشطو تعز أمام مبنى المحافظة للتنديد بالانتهاكات التي تعرض لها سكان المدينة القديمة، من القصف والاشتباكات التي تدور منذ الثلاث الأيام الماضية وفي الوقفة  رفع المحتجون لافتات وشعارات منددة بالانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون، تم من خلالها عرض لافتات تبين حجم الانتهاكات وصور للضحايا والدماء التي سفكت خلال فترة الاشتباكات.

الحقت الوقفة بمسيرة إلى مستشفى المظفر تعبيرا عن رفضهم القاطع للاقتتال والانتهاك بحق الانسان واستهداف مواطني المدينة القديمة وطالب المحتجون  بإحالة مرتكبي الجرائم والمتسببين بما يحدث من انتهاكات  إلى العدالة، مطالبين بإقالة قادة الحملة الأمنية على جرائمهم بحق سكان المدينة القديمة.

وأكد سكان المدينة انهم سيقفون مع جهود السلطة المحلية في ترسيخ الأمن والقاء القبض على كل المطلوبين أمنيًا والمتهمين بارتكاب جرائم سابقة من كافة المناطق دون انتقائية داعين من جهتهم بالتحقيق العادل والحيادي في الأحداث الأخيرة ومحاسبة مرتكبيها والمخالفين للقانون والنظام.

وتبقى الأوضاع في المحافظات الجنوبية وبالتحديد في محافظة تعز وعدن مبعث قلق شديد بالنظر إلى الانفلات الأمني ودورة العنف التي حصدت العشرات من الشخصيات المؤثرة، من دعاة وأئمة مساجد وضباط وسياسيين في ظل تركيز لافت للسفك الدم وخاصة ًحزب الإصلاح؛ الذي يصعب تصور كيف استطاع أن يزج بنفسه في أتون المعركة التي قدر لها استعادة الدولة حيث ما يزال يحيك المؤامرات والدسائس التي لم تتوقف والتي تتجلى في الاستهداف المتعمد والمستمر لكل من له علاقة بثورة شباط/ فبراير وبمشروع الدولة اليمنية الموحدة.

You might also like