واشنطن بوست: خطاب ترامب عن حالة الاتحاد تعميق للإنقسام من رئيس مندفع ومنحرف
واشنطن بوست: خطاب ترامب عن حالة الاتحاد تعميق للإنقسام من رئيس مندفع ومنحرف
متابعات:
وصفت صحيفة “واشنطن بوست” خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقولها إنه “نفس الديماغوجية الانقسامية القديمة ولكنها موسعة هذه المرة”.
وجاء في افتتاحيتها إن ترامب الذي أجبر على تأخير خطابه السنوي بسبب الإغلاق الحكومي الذي سرع إليه، بدا وكانه لا يريد مغادرة المنصة عندما منح الفرصة. وفي خطاب عكس الثبات إن لم تكن البلاغة قدم طبقة رقيقة من الوحدة على طبق ضخم من الديماغوغية الاستقطابية.
وقال: “لا نستطيع ردم الانقسامات القديمة ونشافي الجراح القديمة ونبني التحالفات الجديدة ونوثق الحلول الجديدة”.
وتعلق أنه لو كانت هذه هي أهدافه لما تظاهر بأنه سيعلن عن حالة الطوارئ من أجل بناء جداره ضد رغبة الكونغرس. ولم يقم بإعادة تدوير وبطريقة مطولة كل الكلام الملتهب والكاذب عن “الهجمة الضخمة” التي يقوم بها المهاجرون غير الشرعيين. ولم يكن ليشهر بحاكم فيرجينيا بأنه سيقوم “بإعدام الأجنة” ولم يكن ليعلق بكلام غريب وعصبي على ما أسماها “التحقيقات السخيفة” التي تهدد الرخاء والأمن الوطنيين.
وتقول إن ترامب أثنى على الإنجاز الوحيد في رئاسته ووافق عليه الحزبين وهو تمرير قانون إصلاح النظام الجنائي. ولكنه ذكر مجالات يمكن أن يتعاون فيها الحزبين في المستقبل مثل بناء الطرق والسكك الحديدية للبلد وتخفيض سعر الوصفة الطبية. إلا أن التعاون في هذه المجالات لن يتم بدون تسويات دقيقة من الطرفين.
وتعلق الصحيفة أن الخلافات لا تزال قائمة بين الحزبين حول التوصل لرزمة بشأن البنى التحتية ولكن الطريقة غير المتناسقة التي يتفاوض فيها الرئيس وعدم اهتمامه بالتفاصيل وقصر التركيز لديه ومطالبه القصوى تجعل من تحقيق تسويات أمر صعب.
وتعتقد الصحيفة أن التوصل لتسويات بين الحزبين في الأمور المهمة يحتاج إلى أن يقوم المشرعون بقيادة الطريق، خاصة أن الديمقراطيين أصبحوا الآن يسيطرون على مجلس النواب. وفي الحقيقة تقول “واشنطن بوست” أن خطاب يوم الثلاثاء أكد على أهمية استعادة الكونغرس الامتياز في التجارة والسياسة الخارجية وغيرها من القضايا المهمة من الرئيس المندفع المنحرف.
ووصف ترامب سياسات التجارة “الكارثية” التي جعلت الأمريكيين يعيشون في ازدهار ونشرت الرخاء في العالم. وأكد بدون اساس أن معاهدة التجارة الحرة في شمال أمريكيا كانت “كارثية” ، وأنه لولا قمته مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ- أون لكانت أمريكا تخوض الآن حربا كبرى مع ذلك البلد وأن انهيار فنزويلا يجب أن يكون دليلا للأمريكيين ليرفضوا الدعوات المطالبة بتطبيق الاشتراكية في أمريكا.
وطالبت الصحيفة المشرعين على الإشراف ومراقبة استخدام الرئيس الأمن القومي كذريعة لبناء حواجز تجارية مع البلدان الأخرى. ويجب عليهم التأكيد على دعم أمريكا للديمقراطية وقيم حقوق الإنسان والوقوف أمام زحف الدول الشمولية والدفاع عن الأحلاف التقليدية ورفض القرارات المتعجلة التوقف عن محاربة الإرهاب في أفغانستان والشرق الأوسط.
ويمكن للكونغرس التقدم في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها الأمة والتي تجاهلها ترامب في خطابه وفي طريقه حكمه أيضا. فهو لم يذكر أبدا التغيرات المناخية، حتى مع زيادة المخاطر على الكرة الأرضية. ولم يقل شيئا عن زيادة الثروة والفروق الاجتماعية التي فاقمتها إصلاحاته الضريبية ولم يناقش أبدا زيادة الدين الحكومي العام الذي تضخم بسبب ترامب. وتختم بالقول إن عافية الأمة لن تتحقق إلا حالة أخذ الكونغرس زمام القيادة.