كل ما يجري من حولك

التحالف العربي وفضيحة تجنيد أطفال دارفور في حرب اليمن

365

 

الحرب النفسية الشرسة التي شنتها وتشنها امبراطوريات اعلامية ضخمة ، ممولة من قبل الدول العربية الخليجية الثرية ، على الشعب اليمني والراي العام العالمي ، لم تحترم اي خطوط حمراء ، دينية او اخلاقية او انسانية ، حتى في حدودها الدنيا .

القصف الاعلامي الذي استهدف الشعب اليمني ، عبر سياسة تزييف الحقائق ، لا يقل تأثيرا عن القصف العشوائي بالصواريخ للمناطق السكنية  والمستشفيات ورياض الاطفال والمآتم والاعراس وخزانات الماء والبساتين والمزارع والمعامل والشوارع والمطارات والموانىء اليمنية.

دول العدوان انطلقت في التعامل مع جرائمها ضد الشعب اليمني من قاعدة “رمتني بدائها وانسلت” ، فقد روج الاخطبوط الاعلامي التابع لدول العدوان، لجرائم تدمير البنى التحتية لليمن وقصف المدنيين ، ومقتل عشرات الالاف من اليمنيين واغلبهم من الاطفال والنساء ، وتفشي المجاعة والامراض ، بسبب منع وصول الدواء والغذاء والماء الى الشعب اليمني ، عبر فرض حصار جوي وبحري وبري على اليمن ، على انها هي جرائم ارتكبتها حركة انصار الله واللجان الشعبية والجيش اليمني.

ولكن مع دخول الحرب الظالمة على الشعب اليمني عامها الربع ، ومع فشل دول العدوان في تحقيق هدفهم الرئيس ، وهو تركيع الشعب اليمني ، ومع تفشي الامراض والمجاعة بين ابناء الشعب اليمني ، تعالت الاصوات من داخل الدول التي كانت ومازالت تدعم العدوان في الغرب ، وفي مقدمتها امريكا وبريطانيا وفرنسا ، فقد بات من الصعب على هذه الدول ، بعد الان ، ان تغطي على جرائم دول العدوان في اليمن والتي تُنفذ بأسلحتها وبمساعدتها.

من اكبر الاكاذيب التي روجت لها الامبراطوريات الاعلامية الخليجية خلال السنوات الاربع الماضية، كانت كذبة تجنيد الاطفال ، من قبل حركة انصار الله واللجان الشعبية والجيش اليمني ، وزجهم الى اتون الحرب ، وهي اكذوبة كان من بين اهم اهدافها تبرير جرائم قتل الاطفال اليمنيين ،  بسبب قصف طائرات العدوان وممارسات مرتزقته ، والتاثير سلبا على معنويات الشعب اليمني.

ولكن حتى لوافترضنا جدلا ، وجود بعض الفتية في مكان ما من جبهات القتال ،  فهل في هذا الامر من مسؤولية يمكن تحميلها لحركة انصار الله اواللجان الشعبية؟ ، ترى ماذا يمكن ان تفعل الشعوب التي تتعرض للعدوان الذي يستهدف اذلالها وعبوديتها ؟ ، ان تاريخ شعوب العالم قاطبة، يشهد على ان الشعوب التي تعرضت للعدوان في بعض مراحل تاريخها قدمت فلذات اكبادها ، ومنهم الفتية والشباب صغار السن، للدفاع عن كرامتها وشرفها.

ان من المقبول جدا ، بل من الضروري ، ان تحارب الشعوب بكل ما تملك من امكانيات للدفاع عن نفسها ، حتى لو اضطر الاطفال والنساء الى حمل السلاح ، فهذا الامر يعتبر امرا محمودا ، بل شرفا لا يدانيه شرف ، ولكن العار كل العار عندما يغري  المعتدون أهالي شعوب اخرى بقوة المال ، ليخطفوا اطفالهم من احضانهم ، مستغلين فقرهم وحاجتهم للمال ، وان يزجوا بهم الى حروب عدوانية هدفها فرض ارادتهم على الشعوب الاخرى.

قبل ايام كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في عددها الصادر يوم الجمعة ، عن أن السعودية جنّدت مسلحين من السودان، بينهم أطفال، للقتال في الحرب التي تقودها ضد اليمن ، بعد ان عرضت مبالغ كبيرة لاستمالة المسلحين السودانيين للمشاركة في الحرب مستغلة الظروف المعيشية الصعبة لاسيما في دارفور.

وأكدت الصحيفة ان نحو 14 ألفا من أفراد مليشيا الجنجويد السودانية، يقاتلون عوضا عن السعودية في اليمن منذ نحو اربعة اعوام ، يشكل الاطفال نحو 40 منهم ، وقُتل منهم المئات في اليمن.

واضحت نيويورك تايمز استنادا الى مقابلات اجرتها مع مسلحين قالت إنهم شاركوا في الحرب بعد عودتهم من اليمن ، ان بعض الأسر في دارفور التي تتوق إلى المال، تدفع رشى لقادة المسلحين للسماح لأطفالهم بالقتال في اليمن.

وحول طريقة تعامل السعوديين معهم وكيفية ادارتهم للحرب ، نقلت الصحيفة الامريكية ، عن شخص اسمه محمد سليمان الفضيل (28 عاما)، أحد المسلحين المشاركين فيها قوله : ان السعوديين كانوا يبلغوننا بما نفعله من خلال الهواتف والأجهزة الأخرى عن بُعد، ولم يقاتلوا معنا مطلقا.

ما كانت لهذه الفضائح ان تتكشف ، و ما كان للاسياد ان يتبرموا من ممارسات اذنابهم ، لولا شجاعة وبسالة صلابة وكبرياء الشعب اليمني ، الذي أخرس كل الاخطبوط الاعلامي الخليجي ، وكشف عن عجز وجبن المعتدين ، وفضح نفاق اسيادهم ، من دون ان يتنازل عن ذرة من كبريائه.

*نجم الدين نجيب

You might also like