ناشيونال إنترست: تل أبيب راضية عن قيادة الرياض قطار التعاون مع إسرائيل
متابعات:
ذكرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن الود الذي اتسمت به العلاقات السعودية-الإسرائيلية، مؤخراً، يمكن شرحه من خلال المثل القائل إن «عدو عدوي صديقي»، لافتة إلى العداء المشترك بين تل أبيب والرياض من جانب، وإيران من جانب أخر.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن السعودية تخسر فيما يبدو معركة النفوذ مع إيران في سوريا ولبنان والعراق، وحتى داخل مجلس التعاون الخليجي.
أضافت المجلة أن تودد إسرائيل بالمقابل للرياض ربما تكون أسبابه أكثر تعقيداً، فصحيح أن إيران تشكل أحد محددات سياسة إسرائيل، نظراً لتحدي طهران للاحتكار النووي الإسرائيلي في المنطقة، واستخدام نفوذها في الشام لوقف هيمنة تل أبيب في الشرق الأوسط، لكن في الوقت ذاته تنظر حكومة إسرائيل لتحسن علاقتها بالرياض على أنها يمكن أن تحقق للدولة العبرية أهدافاً أخرى كبيرة.
وأوضحت المجلة أن أهم الأهداف الكبرى، يتمثل في قيادة السعودية لقطار التطبيع مع إسرئيل، ومن المرجح أن يحث دولاً عربية أخرى (خاصة الخليجية منها) على فتح اقتصاداتها أمام الاستثمار الإسرائيلي والخبرات التكنولوجية للكيان الصهيوني، ومن ثم جلب منافع اقتصادية هائلة عليها.
واعتبرت المجلة أن زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتيناهو لسلطنة عمان، وزيارة بعض كبار وزراء حكومة تل أبيب للإمارات، جزء من تلك الاستراتيجية؛ التي يعتمد نجاحها بشكل كبير على تطوير علاقة مهمة مع النظام السعودي.
وأضافت المجلة إن حكومة (الكيان الصهيوني) لديها تقدير يفيد بأن تحسين علاقة تل أبيب بالنظام السعودي -الذي يسيطر على أهم مدينتين إسلاميتين، ومن أكبر منتجي النفط عالمياً- سيساهم في حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بما يخدم مصالح تل أبيب، التي ستبقى على الوضع القائم، وهو السيطرة على فلسطين من نهر الأردن حتى البحر المتوسط، دون إعطاء الفلسطيني حق العودة، ومن ثم فرض يهودية الدولة على جميع السكان.
ولفتت المجلة إلى أنه بمساعدة الرياض، فإن تسويق الوضع القائم بين الدول العربية والإسلامية وإقناعها به سيكون سهلاً، بالنظر إلى اعتماد دول مثل مصر وباكستان على الإعانات السعودية. ولاحظت أن التقارب السعودي-الإسرائيلي حظي بدعم من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ طور مستشاره وصهره جارد كوشنر علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحثه على تبني وجهة نظر إسرائيل حول القضية الفلسطينية.
وذكرت المجلة أن التطبيع السعودي-الإسرائيلي كان يسير بسلاسة حتى قتل الصحافي جمال خشاقجي بأوامر من محمد بن سلمان، وهو ما أدى إلى تعطل الحوار قليلاً، لأسباب منها الإطاحة بالوسطاء السعوديين مع إسرائيل، وهما: سعود القحطاني وأحمد العسيري، من مناصبهما على خلفية تورطهما في قتل جمال.
ومن بين أسباب تباطؤ التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني، مؤخراً، تحول محمد بن سلمان إلى محط انتقاد الغرب، بسبب فضحية قتل خاشقجي، ومسؤوليته في حرب اليمن الكارثية، التي قتلت آلاف اليمنيين. ولذلك، تعتقد المجلة أن محمد بن سلمان لا يتحمل خوض مخاطر أكبر بالاستمرار في التودد لإسرائيل، التي لا تزال منبوذة من الشعوب العربية والإسلامية.