يواصل «الحزام الأمني» حملاته ضد عناصر تنظيم «القاعدة» في مدينة المحفد بمحافظة أبين، حيث أطلق في 10 ديسمبر الحالي، حملة «الانتقام الساحق» بقيادة قائد «الحزام الأمني» في أبين، عبداللطيف السيد، ونائبه عبدالرحمن الشنيني. لكن تلك الحملة سرعان ما تراجعت بسبب مواجهات عنيفة مع «القاعدة» على أطراف مدينة مودية، الأمر الذي جعل من «القاعدة» يصعّد ضد قوات «الحزام» المتواجدة في المحفد.

«القاعدة» تصعّد ضد «الحزام»

منذ انطلاق الحملة الأولى قبل 3 أسابيع، صعّد تنظيم «القاعدة» من عملياته، ضد عناصر «الحزام الأمني»، وقبل أسبوع زرع «التنظيم» عبوّة ناسفة استهدفت سيارة قائد «الحزام» في المحفد، علي هادي، أدّت إلى مقتل عنصرين من قواته إضافة إلى جريح أخر، وبعدها بأيام سقط 4 جرحى من «الحزام» في مدينة المحفد بتفجير عبوّة ناسفة زرعها تنظيم «القاعدة» على الخط العام، وتعرّض اليوم السبت القيادي في «الحزام» لكبين نصبه «التنظيم» في منطقة قيضة بالمحفد ونجا رغم تعرض سيارته لوآبل من الرصاص.

من جهتها قيادة «الحزام الأمني»، وجهت نداءً لـ«التحالف ولقائد الحزام في أبين عبداللطيف السيد، مطالبةً  بتقديم دعم لمواصلة المعارك ضد القاعدة». وكشفت قيادة المحفد عن «نقص إمكانيات الحزام في المدينة»، مؤكدةً أن «المواجهات ستستمر حتى لو تسلفنا ثمن الذخيرة التي نواجه بها الإهاب».

«التحالف» يوقف دعم «الحزام»

وعلى الرغم من أن «التحالف» يقدم دعماً إعلامياً لمعارك «الحزام» ضد الجماعات «الإرهابية»، إلا أنه على الواقع يحجم عن تقديم دعم حقيقي لتلك القوات. وكشفت مصادر لـ«العربي» أن من أسباب «استقالة عبداللطيف السيد قبل شهر من قيادة الحزام في أبين رفض التحالف تقديم دعم للسيد لمواجهة القاعدة بعد مقتل نائبه فهد غرامة في عدن»، لافتةً إلى أن «التحالف دعم حملة قتال الجماعات الإرهابية في سبتمبر من العام الماضي، في مناطق لودر الوضيع ومودية والمحفد». وشددت المصادر على أنه «رغم انسحاب تنظيمي القاعدة والدولة إلى المناطق الجبلية، والشروع في معارك استنزاف، فقد سحب التحالف القوات التي شاركت في الحملة الأمر الذي جعل من الحزام وحيداً في مواجهة القاعدة».

وتؤكد تلك المصادر ما جاء على لسان نائب مدير أمن عدن، العقيد أبومشعل الكازمي، حيث كشف في حوار تلفزيوني،أن «التحالف أوقف الحملة ضد القاعدة في المحفد قبل أكثر من عامين، التي كان يقودها الكازمي، بشكل مفاجئ».

ويتخوّف مراقبون من أن «التحالف» لايريد القضاء على تنظيمي «القاعدة» و«الدولة»، حتى يتمكن في استخدامهما في حال تصاعدت المواقف الشعبية والقبلية والسياسية المطالبة برحيل «التحالف» من الجنوب، وذلك لتهديد الجنوبيين وأيضاً المجتمع الدولي بأن خروج «التحالف» من الجنوب سيوقع عدد من المدن الجنوبية في قبضة «القاعدة» و«الدولة».